في أمسية واحدة بدبي.. 12 معرضاً فنياً تضيء «السركال»
عبر سلسلة من المعارض الفنية المعاصرة والأعمال التركيبية، خلال أمسية واحدة، انطلقت، الليلة قبل الماضية، فعاليات الموسم الفني الجديد في «السركال أفنيو» بدبي، مع 12 معرضاً داخل الصالات الفنية، علاوة على مجموعة من الأعمال التركيبية في الهواء الطلق.
وتنوعت المعارض بين الرسم والنحت والتصوير والفيديو آرت، دون أن تغيب الأعمال الفنية المؤلفة من الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) عن المشهد في الموسم الذي انطلق تحت عنوان «السركال ليتس».
وقالت الفنانة الإماراتية عزة القبيسي، التي تحضر أعمالها في «ليلى هيلر غاليري»، عبر معرض بعنوان «بين خطوط الكثبان الرملية»، لـ«الإمارات اليوم»: «أتعامل مع الأعمال التي أقدمها بطريقة المجوهرات، فهي يمكن أن تلمس أو يحتك بها الناس، مع الأخذ بعين الاعتبار مبدأ الكتلة والفراغ، وكيف يؤثر في المتلقي».
وأضافت أنها تجسد في المنحوتات الكثير من الموضوعات، ومنها المنحوتة التي تأخذ شكل قلب يمكن تحريكه والتلاعب به، وترمز بها إلى مفهوم الحب غير الثابت والمتغير، لافتة إلى أن النحت كان بمثابة المتنفس لها للتعبير عن مشاعرها، علاوة على أنها تسعى دائماً لتقديم قطعها من المجوهرات على أنها فن.
وتابعت: «عندما بدأت مع المجوهرات، كان البعض يصنّفها على أنها ليست فناً، إذ يضعون الحدود، ويرون القطعة بناء على الوسيط المستخدم، وهذا ما جعلني أبحث عن وسائط أخرى تقدم أفكاري، وتتجاوز كل الأطر الموضوعة من الجمهور، فأدخلت الرمل ومواد قيمة في المنحوتات الصغيرة الحجم في البداية، ثم الضخمة، ما جعل المخيلة تنمو وتكبر، تماماً كما ينمو الطفل»، على حد تعبيرها.
«عندما كانت الأرض»
أما الفنانة الإماراتية سارة المهيري، التي تعرض أعمالها في غاليري «كاربون 12» تحت عنوان «عندما كانت الأرض»؛ فقالت: «أقدم يومياتي حين أمشي وحين أتأمل في الأشياء، لذا أضع المنحوتات على الأرض والأعمال على الورق واللوحات الضخمة، والتي يمكنني القول إنها المرة الأولى التي أقدم فيها أعمالاً بهذا الحجم».
وأشارت إلى أن الألوان في اللوحات تبدو وكأنها في حالة حركة، إذ تجسد لحظات لا يمكن أن تتكرر، ولكن الحركة الوحيدة التي تبقى متحركة في العمل هي كيفية تفاعل المتلقي معه، وكذلك كيف وضعت الأعمال مع بعضها بطريقة تخلق وعياً خاصاً لدى المشاهد حول خطواته، وتنفسه والمساحة بين الأعمال، ومن ثم يبدأ بإيجاد الروابط بينهما.
وأضاف سارة أنها مهتمة كثيراً بالأشكال التركيبية، لذا تضعها في أعمالها، إلى جانب تضمين اللوحات بعض الأرقام، منوهة بأن المنحوتات تعد امتداداً للوحات.
«الرحلة الجميلة»
وتتضمن المعارض، المعرض الفردي الأول للفنان العراقي - الأميركي مايكل راكويتز في «غرين آرت غاليري»، إذ يقدم مشروعه المتواصل منذ سنوات تحت عنوان «العدو غير المرئي يجب ألا يتواجد»، والذي يركز على التراث الثقافي المهدد، والمدمر، والمفقود.
بينما افتتح غاليري «الخط الثالث» معرضاً فردياً ليوسف نبيل بعنوان «الرحلة الجميلة»، يتضمن مجموعة منتقاة من أعماله التي تعود إلى ما بين عام 2016 والوقت الحاضر، وبينها صور لمشاهد سينمائية وصور ذاتية متخيلة، إضافة إلى العرض الإقليمي الأول لفيلمه الرابع الذي يحمل اسم المعرض نفسه. كما عرض أعمالاً فنية مؤلفة من الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT)، بالتعاون مع «مورو كوليكتيف» في «مساحة A4»، إذ تم تقديم 12 عملاً جديداً، تبحث في موضوعات متنوعة بين الطبيعة، والخصوبة، والنمو، والأساطير، والتحول.
لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.
دعم متواصل
قال مؤسس «السركال أفينيو»، عبدالمنعم السركال، لـ«الإمارات اليوم»: «بعد مرور ما يزيد على 10 سنوات على انطلاقتنا، يمكننا القول إننا نجحنا في خدمة التواصل مع الفنانين، وتطور المؤسسة يظهر من خلال الفعاليات الكبرى». وأشار إلى أن المؤسسة تقدم برامج عامة، وتستضيف فنانين مقيمين، كما تنظم ثلاث دورات كل عام، كل واحدة منها تشهد مشاركة أربعة إلى ستة مبدعين، علاوة على دورات مهمتها تقديم الدعم للأبحاث الفنية بشكل خاص. وحول حصة الفنان الإماراتي من الاستراتيجية التي تدعم بها «السركال» الفنانين، نوه بوجود دورة مخصصة للمبدعين الإماراتيين والخليجيين.
«الشجرة» من مادة أخرى
قُدمت في «السركال» مجموعة من الأعمال التركيبية في الهواء الطلق، ومنها عمل «الشجرة» للفنان البلجيكي آنو ريفيرنا، الذي نفذه من خلال مادة استانلس استيل، في محاولة لربط العمل الفني بالطبيعة.
كما عرض العمل التركيبي المرئي والمسموع لمؤمن سويطات في «ذا يارد». واكتشف الفنان، والأرشيفي، وجامع المقتنيات القيّمة في عام 2018، أول فيلم وثائقي تعليمي بالأبيض والأسود عن منطقة الشرق الأوسط، ويعود لعام 1955، وعمل على رقمنة مواد هذا الفيلم، لأول مرة، ضمن مشروع «مجاز»، وهو منصة تسجيل بحثية مخصصة لرقمنة التاريخ الصوتي والمرئي العربي وحفظه.