«روح دبي - تجارب ثقافية» تروي حكاية الإلهام في المدينة
يمزج مشهد السياحة الثقافية في دبي بين الأصالة والحداثة، فجنباتها عامرة بالوجهات التراثية والتاريخية التي تترك لمساتها الخاصة في #وجهات_دبي من جهة، وبالتجارب الثقافية والإبداعية ذات المستوى العالمي من جهة أخرى، ما يجعل الإمارة جاذبةً للزوّار على مختلف مشاربهم الثقافية.
مشروع «روح دبي - تجارب ثقافية»، الذي أطلقته هيئة الثقافة والفنون في دبي في العام الماضي، بهدف تسليط الضوء على جوهر ومعالم الثقافة الإماراتية الثرية في إمارة دبي، وإبراز مفردات تقاليدها الأصيلة، يعود في موسمه الثاني، ليسهم في إلهام مزيد من المواهب الإبداعية من جنسيات متنوّعة، لمشاركة تجاربهم الثقافية مع أفراد الجمهور المحلي والعالمي، وتحفيزهم على استكشاف الكثير من الكنوز الثقافية ومناطق الجذب الفريدة في الإمارة.
نبض دبي
وفي إطلالة على بعض التجارب، تروي الكاتبة الإماراتية حصة عبدالله البلوشي، تفاصيل بعض تجاربها الثقافية في المدينة التي تقول إنها وجدت الإلهام بكل شيء فيها، إذ تقول: «أعيش في دبي.. هذا المكان الإلهام فيه لا ينضب.. مكان مثل متحف الشندغة والبيوت المختلفة فيه والجدران إذا لمستها وتحسستها تسمع نبض دبي يسري من الخور الى كل مكان.. الأصوات التي تتعالى في هذا المكان والروائح والألوان كلها خاصة بهذه المدينة».
وأشارت الكاتبة إلى أنها تستمد إلهامها أيضاً من الأنشطة التي تمارسها مع العائلة، فبالنسبة لها: «العائلة شيء خاص وقريب من القلب والنشاطات التي أمارسها معهم تسهم في إلهامي، مثل المتحف ثلاثي الأبعاد، الذي يستمتع فيه الصغار والكبار، وأجد فيه أنا الكلمات والمشاعر الطفولية والتسلية في اللوحات».
وفي معرض حديثها عن زيارتها إلى «مكتبة محمد بن راشد»، تثني البلوشي على اهتمام مدينة دبي بالطفولة، وتقول: «أول مكان دخلته في (مكتبة محمد بن راشد) كانت مكتبة الطفل التي تتضمن الكتب التعليمية، والترفيهية، والمناطق المسلية التي تجذب الجيل الصغير ليدخل عالم الكتب والكلمات، وبقليل من الحظ يدمنها.. هذه المكتبة ملاذ لقرّاء دبي، فهي مكان يسهّل علينا استخدام التقنيات الحديثة للحصول على مجموعة لا نهائية من الكتب، ويوفر خدمات النسخ للاستفادة من المحتويات في وقت الدراسة والبحث. استمتعت، خصوصاً، بزيارة قسم ذخائر المكتبة التي تحتوي على مخطوطات أصلية تاريخية قديمة وطبعات نادرة عربية وعالمية».
كما أخذتها رحلتها الثقافية إلى مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، الذي تصفه بأنه من المؤسسات التي خدمت طلاب العلم والباحثين، و«فتح أبوابه لكل شخص لديه الفضول لكي يطلع على مخطوطات نادرة وأصلية محفوظة بكل حِرفية». وتتابع: «قضى صاحب المركز سنوات طويلة في بحث وتأمين أكثر من 800 ألف مخطوط من مختلف دول العالم، والتقى بكثير من الشخصيات البارزة، ليصبح المركز منارة ثقافية عالمية في قلب دبي. أما شريان المكان، فهو عبارة عن مجموعة كتب ثرية تحمل إهداءات كتاب مرموقين وجامعات عالمية».
إلهام من نوع آخر
أما الفنانة التشكيلية والخطاطة السعودية المقيمة في دبي، عنود كردي، فتحكي عمّا تعنيه دبي لها وعن رحلاتها بين جنبات المدينة، فتقول: «دبي مدينة فيها شيء من الخصوصية والتنوّع، وهو ما يعطيني إحساساً مختلفاً بكل تفاصيلها.. في دبي، أسعى دائماً إلى زيارة الأماكن التي تلهمني وأشعر بأنها قريبة مني».
وتضيف: «(كلتشر هاوس) هو واحد من الأماكن التي أحب أن أبدأ بها يومي، عبر الاستمتاع والتأمل في جميع التفاصيل والألوان الملهمة، وفيه أعيش تجربة مختلفة».
وتتابع عنود: «جمال دبي يكمن في تفاصيلها وتنوّعها.. بزيارتي إلى متحف الشندغة، تأملت جميع التفاصيل التاريخية العريقة. وجودي في المتحف ساعدني على التواصل مع الماضي، من خلال قراءة القصص التي ترويها كل قطعة معروضة، مثل (مجموعة فاطمة)، التي ألهمتني قصة إعارتها لمصاغ عرسها لعدد كبير من نساء مجتمعها».
وتشرح كردي: «كفنانة تشكيلية، وجودي في بيئة مبتكرة وتفاعلية أمر ضروري. وفي زيارتي لـ(ثياتر أوف ديجيتال آرت) (تودا)، اكتشفت بُعداً جديداً للمشهد الثقافي الغني لمدينة دبي. هذه التجربة تثري الحواس وتختبر الفنون من منظور مميز، حيث تقدم الفنون الرقمية بشكل مختلف وتعرضها بشكل معاصر، مع توفير تجربة واقع افتراضي غني». مختتمةً: «دبي مدينة ملهمة بشكل مختلف».