في معرض تستضيفه منصة «فاوندري»
شوارع دبي والأحلام «والفراشات».. رحلة فنية بتوقيع 4 مبدعين
في رحلة بين التصوير وفن الورق والنحت والجداريات التي تجسّد البشر، يأخذ المعرض الذي انطلق أخيراً في منصة «فاوندري» بدبي المتلقي، ليطوف به بين أربع تجارب فنية وأربعة عوالم مختلفة بتوقيع كل من: ستيوارت لوسون، وبابر أفزل، ودبجاني بهاردواج، والفنان التجريبي خوسيه كامبوس المعروف باسم استديو لينكا، لينتقل مشاهد المعرض من برج خليفة وشوارع دبي، إلى مشاهد حياتية مصممة من الورق، وعالم راقصات الباليه، لتنتهي الجولة مع تجربة عميقة تبحث من خلال الفن وأدواته عن الهوية والأنا.
يقدم الفنان البريطاني ستيوارت لوسون شغفه بعالم راقصات الباليه من خلال الصور التي يتلاعب فيها بالحركة والإضاءة، ليقدم أجمل اللقطات التي تبدو فيها الراقصات وكأنهن مرسومات بالضوء الشفاف. الخلفية السوداء المسيطرة على صور لوسون التي يلتقطها في الظلام، والإضاءة التي تنعكس على الراقصة فقط وهي في حالة حركة، تبدو معها الصور وكأنها لوحات. يركز المصور على حركة اليدين بشكل كبير، فالحركة والإضاءة تحولها إلى مشهد تتكرر فيه الحركة في الصورة.
وعن هذه الأعمال التي تحمل عنوان، «روح الراقصين» قال لوسون لـ«الإمارات اليوم»: «عملت على تقديم ما هو جديد وغير مألوف في تصوير رقص الباليه، إذ أمضيت ما يقارب خمس سنوات من العمل على توثيق هذا الفن، وبعدها وجدت أنني أكرر نفسي، وأنه عليّ الانتقال إلى مستوى أعلى في التقاط الصور، فقررت المضي بهذا المشروع؛ ولكن بابتكار أسلوب جديد».
وأضاف: «عملت على أجساد الراقصات والضوء، بهدف عرض الجمال الفيزيائي وما يحمل خلفه من مشاعر أيضاً، فالصور تبرز أحاسيس الراقصين وليس فقط تقنيات هذا الفن». ولفت إلى أنه بدأ عمله في البنوك، ولكنه كان يلتقط صوراً لعروض باليه خلال التدريبات والتحضير، ومن هنا بدأ شغفه بهذا العالم.
وحول اللقطات التي يقدمها في المعرض، أشار المصور البريطاني إلى أنها تعود لفنانات من مختلف الجنسيات، وعمل على التقاطها على فترات متعددة، موضحاً أن عمله على التصوير جعله يكتشف كيف أن الراقصين والراقصات يعيشون حياتهم على هذا الفن، وكأنهم يتنفسونه، ولذا تعكس الصور تلك المشاعر.
وشدد على أنه إلى اليوم لم يصل إلى مرحلة الإشباع من هذا المشروع، ولكنه انتقل إلى مشروع مشابه بالأسلوب نفسه إنما مع الرياضة. أما تقنياً، فأكد أن الصور لا تخضع لأي نوع من المعالجة أو الإضافة، إذ قد يتم تنظيف الصور قليلاً، ولكن دون أي تعديل، وكل المشاهد التي تظهر في الصور سببها الإضاءة التي تحول الصور إلى لوحات.
«المستقبل الماضي»
ويحمل مشروع الفنان بابر أفزل التصويري عنوان «المستقبل الماضي»، ويبرز من خلاله تطور دبي خلال السنوات الـ10 الأخيرة، وكيف تبدل شكل العمارة، مركزاً على برج خليفة.
وقال أفزل عن مشروعه لـ«الإمارات اليوم»: «تبدو الأعمال وكأنها عودة للماضي، ولكنها في الواقع هي مشاهد تعبر عن المستقبل، لاسيما أن المشهد العمراني متطور جداً، فبرج خليفة ليس مجرد مبنى أيقوني، بل يحمل للمقيمين في دبي ذكريات خاصة، خصوصاً للذين عايشوا مراحل بنائه بالكامل»، موضحاً أنه التقط صوراً لبرج خليفة من الشرفات أو حتى من أسطح المباني المجاورة، فأتت الصور كلها مبينة لمشهد العمارة وتحوله، ومن زوايا متنوعة، لاسيما منطقة «داون تاون» التي كانت فارغة عند تدشين البرج.
وتعود الصور إلى فترات زمنية متنوعة، فأقدمها من عام 2010، وتمتد إلى المرحلة الراهنة، ولم يكن التقاطها سهلاً، حسب الفنان، فأحياناً كان يضطر إلى إلغاء التصوير بسبب سوء الأحوال الجوية. والى جانب القطات، يقدم أفزل فيديو للضباب الذي يخترقه برج خليفة، وتلك الأعمال مطروحة بتقنية الـ«إن إف تي» أيضاً.
في صناديق خشبية
أما الفنانة دبجاني بهاردواج فتشكل أعمالها التي تحمل عنوان: «أحلام داخل الأحلام»، في صناديق خشبية واجهتها من زجاج، أو داخل لوحات تغطى بالزجاج، إذ ترسم مشاهدها وشخوصها على الورق، ثم تقوم بقص الورق وتفريغه لتكوين العمل.
وقالت إن قص اللوحات بعد رسمها هي المرحلة الأكثر صعوبة، لأنها يجب أن تبقي على المشهد متصلاً دون قطع الورق، مع تفريغه من المساحات البيضاء بالكامل، كاشفة عن أنها تستخدم نوعاً خاصاً من الورق كي لا يسبب أي تبدل بالألوان، ثم تلصق الورق على الزجاج، أو تترك الورق بعيداً عن الزجاج بمسافة فيصبح المشهد داخل الصندوق مختلفاً عن اللوحة ويبدو ثلاثي الأبعاد.
من ناحيته، يقدم الفنان خوسيه كامبوس والمعروف باسم استوديو لينكا، أعماله التجريبية تحت عنوان «الحالمون». ويعرض الفنان من خلال الجداريات والرسومات التي قدمها تجربة البعد عن الوطن، والتي بمعظمها مستوحاة من أسواق برّ دبي وديرة. ويعتمد الفنان على تجسيد معنى الهوية والانتماء من خلال الشخصيات التي يقدمها. ترصد الأعمال مفهوم الحدود والهوية، مع الاعتماد على الرموز التي تمثل الثقافة التي ينتمي إليها الفنان.
مشاهد محملة بالورود
حول الثيمة التي تقدمها في أعمالها، أوضحت الفنانة دبجاني بهاردواج أنها تحاول تجسيد الأحلام، فالشخصيات الموجودة لا ترتبط مع بعضها البعض، تماماً كما الأحلام التي تتشكل بشكل عشوائي، كما تأتي المشاهد حالمة ومحملة بالأشجار والورود.
وإلى جانب هذه اللوحات، تقدم دبجاني بهاردواج مجموعة من المنحوتات التي تعتمد فيها على الخيال أيضاً، حيث تمنح أشياء كالدبوس والمكواة وغيرهما، أشكال الكائنات وتحولها إلى بشر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news