أعربت عن حماستها للمشاركة في التنقيب عن كنوز الوطن

هاجر المنهالي.. إماراتية تهوى اكتشاف أسرار التاريخ

صورة

قاد الشغف بالتاريخ والمتاحف هاجر المنهالي لتصبح أول إماراتية حاصلة على بكالوريوس في علم الآثار، إذ أنهت أخيراً دراستها في جامعة شيفيلد البريطانية، طامحة للالتحاق بالعمل في مجال تنقيب الآثار حتى يكون لها دور في الكشف عن الكثير من الأسرار والكنوز التي يسعى علم التنقيب والآثار لاكتشافها عن تاريخ الإمارات والمنطقة، والذي يعود إلى آلاف السنين.

وقالت هاجر المنهالي في مستهل حوارها مع «الإمارات اليوم» إن اهتمامها بالمتاحف وكذلك بالتاريخ وما يحتويه من قصص مشوقة عن حضارات سابقة وثقافات مختلفة بدأ منذ الصغر، ولكنها لم تتوقع أن يكون هو أيضاً مجال دراستها، ولكنها وجدت أنه التخصص الأقرب إليها عقب الانتهاء من المرحلة الثانوية، وشجعها حصولها على بعثة من الدولة للدراسة في الخارج فاختارت جامعة شيفيلد في بريطانيا لأنها من الجامعات المتقدمة في مجال دراسات التاريخ والآثار.

تجربة فريدة

وعن طبيعة الدراسة وهل وافقت توقعاتها أم لا؛ أوضحت هاجر أنها كانت قريبة من توقعاتها بوجه عام، ورغم المجهود الكبير الذي كانت تبذله في البحث والقراءة والاطلاع على كتب ومراجع، إلا أنها كانت تشعر بالسعادة لما يتيحه ذلك لها من اطلاع على تاريخ الأرض والحضارات القديمة وكيف عاش أهلها، مضيفة: «فتحت الدراسة أمامي آفاقاً واسعة للتعرف على تاريخ الأرض والإنسان ومراحل تطوره، ومعرفة الحضارات الإنسانية التي ظهرت على مر التاريخ، وكيف أسهمت في تكوين هذا التاريخ، كذلك كان التدريب العملي مع الجامعة على التنقيب عن الآثار تجربة فريدة أضافت لي الكثير ليس في المجال الأكاديمي والعلمي فقط، ولكن أيضاً أثرت في شخصيتي وأسلوب تفكيري وتعاملي مع الأمور، ومدى تقديري للماضي والتاريخ وإدراكي لتأثيرهما في الحاضر والمستقبل».

ولفتت إلى أن دعم أسرتها المتواصل لها منذ اختيارها لدراسة الآثار ثم عند انتقالها للدراسة في الخارج وحتى الآن يعد من أهم عوامل نجاحها في تجاوز تجربة الغربة والابتعاد عن الأهل والوطن لفترة طويلة. وتابعت: «لم تكن تجربة الحياة في بلد مختلف في الكثير من الأمور عن وطننا تجربة سهلة، خصوصاً مع المجهود الكبير الذي كانت تتطلبه الدراسة، ولكن دعم أهلي أسهم في تخطي هذه الصعوبات، إلى جانب اعتياد تنظيم الوقت والاعتماد على النفس».

جزء من الجهود

وأعربت هاجر المنهالي عن حماسها للمشاركة في التنقيب عن الآثار والمواقع الأثرية والتاريخية في دولة الإمارات، لتكون جزءاً من الجهود الكبيرة التي تبذل من الدولة في هذا المجال من أجل اكتشاف تاريخ الإمارات والمنطقة، مشيرة إلى أن صعوبة العمل في التنقيب لا تقلل ما يشعر به المنقب من الحماس والتشويق وهو يسعى لاكتشاف سر جديد من أسرار التاريخ، فقطعة حجر أو عظم أو فخار قد لا يلاحظها أو يهتم بها أحد قد تكون مفتاحاً لاكتشاف مهم في عالم التاريخ والآثار وتطور الحياة على كوكب الأرض.

واعتبرت أن هذا المجال رغم صعوبته إلا أنه يناسب المرأة لأنه يعتمد على الدقة الشديدة في العمل والبحث ويتطلب صبراً ومثابرة، وهي صفات تتميز بها المرأة، بالإضافة إلى أنه لم يعد هناك مجال عمل حكر على جنس محدد، فمن يمتلك الإمكانات والشغف بمجال ما، من الطبيعي أن ينجح ويثبت جدارته فيه عندما تتاح له الفرصة.

وأكملت: «من التجارب التي أعتز بها تجربتي في التدريب على التنقيب عن الآثار ضمن فريق دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، والتي استمرت شهرين، وتعلمت فيها الكثير من المعلومات القيمة والخبرات العملية خصوصاً في ظل روح التعاون التي وجدتها في أعضاء الفريق».

وأكدت أن «التنقيب عن الآثار أصبح مجالاً مهماً في الإمارات، خصوصاً في ظل الاكتشافات المهمة التي أعلن عنها في الفترات الماضية، والتي أبرزت الكثير من الحقائق عن عمر الإمارات والمنطقة، وتاريخها وما شكل الحياة فيها قديماً، وهو ما أسهم إلى حد كبير في تغيير الصورة النمطية عن منطقة الخليج. كما أظهرت هذه الاكتشافات أن دولة الإمارات غنية بالمواقع التاريخية والأثرية التي تعود لآلاف السنين، وستكشف التنقيبات عن مزيد من هذه المواقع في المستقبل».

العين على درجتين

قالت منقبة الآثار الإماراتية هاجر المنهالي إنها ترغب في مواصلة دراستها - بعد نيلها شهادة البكالوريوس - من أجل الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في تخصصها الذي تحبه بشكل كبير، إلى جانب العمل في التنقيب حتى تجمع بين الجانبين الأكاديمي والعملي، وهو ما يعزز من معارفها وخبراتها.

هاجر المنهالي:

«التدريب العملي في التنقيب عن الآثار أثر في شخصيتي وأسلوب تفكيري، وتقديري للماضي وإدراكي لتأثيره في الحاضر والمستقبل».

«في مجالنا قطعة حجر أو عظم أو فخار قد لا يلاحظها أو يهتم بها أحد قد تكون مفتاحاً لاكتشاف في عالم التاريخ وتطور الحياة على كوكبنا».

هاجر أكدت أنه لم يعد هناك مجال عمل حكراً على جنس محدد، فمن يمتلك الشغف سينجح ويثبت جدارته عندما تتاح له الفرصة.

تويتر