سميرة أحمد: اعتزال الفنان لا يعني تجاهل تاريخه.. (فيديو)

أعربت الفنانة سميرة أحمد عن سعادتها باختيارها شخصية العام في الدورة الـ13 من مهرجان دبي لمسرح الشباب من قبل هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، مشيرة إلى أن مصدر فرحتها هو أن مؤسسات ثقافية في الإمارات لا تنسى الغائبين والمعتزلين، بل تكرّمهم على قدر استطاعتها، على عكس بعض الفعاليات الأخرى التي ترى أن اعتزال الفنان التمثيل يعني تغييبه الكامل وتجاهله وعدم الاستفادة من خبراته.

وأضافت النجمة الإماراتية في حوارها مع «الإمارات اليوم»، أنها «ترغب في تقديم كل خبراتها الفنية في مجال التطوير والدعم، وكل ما يحتاج إليه مسرح الشباب»، إذ ترى أن «هذه الخبرة والمعرفة أمانة، ومن حق الجيل الجديد أن يستفيد منها، خصوصاً أن اعتزالها التمثيل، لا يعني الانقطاع عن العمل بكل أشكاله».

وعن واقع مسرح الشباب، قالت: «لقد حضرت افتتاح المهرجان، ولمست الطاقة العالية لدى هذا الجيل، والحب الظاهر للمسرح، ويمكن تأكيد أنه في حال وظفت لهذه الطاقات العناصر التي تزيد من إبداعها فستتفجر وتقدم أفضل ما عندها». وأضافت: «لا يمكنني إلا أن أعبّر عن الشكر لما تقوم به (دبي للثقافة) من احتواء ودعم لمسرح الشباب، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم والاهتمام، ولابد من وجود استراتيجية خاصة وذات ديمومة، كي لا يكون (أبوالفنون) مهمشاً، والاهتمام به مختصراً بفعالية تقدم مرة خلال العام».

وطالبت سميرة أحمد بضرورة الالتفات إلى تقديم استراتيجية من قِبل الهيئات المعنيّة، معتبرة أن «ما نشهده اليوم من دعم للمسرح هو دعم ضعيف»، متمنية أن تعيد المؤسسات حساباتها وتلعب دورها الحقيقي، وتقدم مزيداً من الاهتمام للمبدعين والمسرحيين.

فجوة

وحول الفجوة بين الروّاد والشباب في عالم المسرح، ذكرت سميرة أحمد أن «تلك الفجوة باتت متسعة أكثر، وقد ظهر ذلك في افتتاح مهرجان دبي لمسرح الشباب، إذ كان هناك شبه غياب للجمعيات التي يجب أن تدعم الشباب، ومنها جمعية المسرحيين، والهيئة العربية للمسرح، فلابد من وجود تلك المؤسسات لدعم الشباب، لأنهم الامتداد لمسرح الكبار في المستقبل».

وتابعت عن مشكلات المسرح، وتحديداً شُحّ النصوص: «أزمة النصوص تنتشر في الوطن العربي، بينما في الغرب توجد ورش الكتابة التي يتعاون فيها مجموعة من الكُتّاب لتقديم عمل واحد، وهي تجربة مهمة ترفع مستوى النصوص، وعلى المؤسسات الاهتمام بهذا النوع من الأعمال». ولفتت إلى ما وصفته بالأنانية أحياناً عند عدد من الكُتّاب، فالبعض لا يرغب في أن يشاركه أحد في العمل على النص، لأنه يريد أن يُنسب له وحده.

وعن كيفية جذب الجمهور إلى عالم الخشبة، حمّلت سميرة أحمد المسرحيين المسؤولية، فعليهم تقديم عروض مهمة، مع الأخذ في الحسبان أنها تحتاج إلى ميزانيات كبيرة، سواء مستلزمات التدريبات الخاصة بالممثلين، أو حتى الإنجاز الكامل للعمل، داعية إلى «ضرورة دعم المسرح من جميع الجهات الحكومية، وليس من قبل المؤسسات الثقافية فحسب، إذ يجب أن يدعم بشكل متكامل، خصوصاً أن الدراما والمسرح قادران على لعب دور مهم في الثقافة، وكذلك في تقديم رسائل جميع المؤسسات في الدولة».

دور آخر

وأكدت سميرة أحمد أن اعتزالها التمثيل بعد قضاء 40 عاماً في المسرح والدراما، لا يعني عدم قدرتها على لعب دور آخر، مشيرة إلى أنه يتم التعاطي مع الفنان المعتزل على أنه في حالة عزلة، رغم أن الابتعاد عن التمثيل ولأسباب خاصة لا يعني الغياب الكامل، فهناك خبرات يمكن أن توظّف في التنفيذ والإشراف ولجان التحكيم.

وأضافت: «هناك تجاهل للفنان المعتزل، حتى إن الدعوات لحضور المهرجانات لا تصله، والتعاطي معه يكون مجحفاً بتاريخه وبما قدمه، فبمجرد ابتعاده يُنسى، حتى جمعية المسرحيين تتجاهله تماماً».

وعملت سميرة أحمد - بعد اعتزالها الوقوف أمام الكاميرا وعلى المسرح - كمنتج منفذ في إنتاج مجموعة من البرامج التي تُعنى بالأسرة مع عدد من الوزارات، معربة عن أسفها لتوقف تلك النشاطات بعد فترة، كاشفة عن أن ما يعوضها حالياً هو قضاء الوقت مع أحفادها، مطلقة على هذه الفترة من حياتها، عنوان فترة «استراحة محارب».

وأوضحت أن «تلك البرامج التي كانت تنتجها أثبتت حضورها، وهو محتوى يحظى بشعبية وجماهيرية، إذ عملت مع عدد من الهيئات، وطرحت الكثير من القضايا الأسرية التي كانت غائبة»، لافتة إلى أن البرامج كانت تذاع في توقيتات مهمة، خلال ذهاب وعودة الناس من وإلى العمل، وهي أوقات تحظى بجماهيرية.

وشددت على أن الأسرة مستهدفة في هذا الزمن، لاسيما أن الجيل الجديد منشغل بالعمل والوظائف، وأي مورد يقدم معلومة مهمة في التربية تحمل لهم أهمية كبيرة.

• سميرة أحمد عبّرت عن شكرها لـ«دبي للثقافة»، لاختيارها شخصية العام في الدورة الـ13 من مهرجان دبي لمسرح الشباب.

لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.

النجمة الإماراتية:

• «ينبغي دعم المسرح من جميع الجهات، وليس من قبل المؤسسات الثقافية فحسب.. فالدراما والمسرح قادران على لعب دور مهم في الثقافة».

أمناء في نقل الهوية

توجهت الفنانة سميرة أحمد بدعوة وجهتها إلى الجميع بضرورة «محاسبة النفس»، وطرح الأسئلة حول مدى تقديم ما يحتاج إليه المجتمع، وما هو مطلوب تقديمه حقاً، وهل كان الجميع أمناء في نقل ثقافة وهوية المجتمع؟

وقالت: «الوطن أمانة في أعناق الجميع، من مواطنين ومقيمين، إذ تعيش في هذا البلد عقول قادرة على إثراء الثقافة والاستفادة من خبراتها، إذ إن الإمارات تتميز بكثير من التنوّع». وشدّدت على ضرورة الاهتمام بالمسرح على نحو أكبر، ففي البدايات كان هناك ثراء، ولكن اليوم وعلى الرغم من التطوّرات التي تشهدها الدولة، فإن «أبوالفنون» شهد تراجعاً.

الأكثر مشاركة