عرض لمسرح ياس في مهرجان دبي لمسرح الشباب

«دوبي».. حكايا الناس ترويها ملابسهم

صورة

على وقع صوت عقارب الساعة، فتحت الستارة على مسرح متسلح بسينوغرافيا جميلة مكونة من طاولة وملابس معلقة تملأ المسرح، في العرض المسرحي «دوبي»، الذي قدم على خشبة ندوة الثقافة والعلوم، ضمن مهرجان دبي لمسرح الشباب.

نَسج العمل وهو من إنتاج مسرح ياس، وتأليف وإشراف محمد صالح، وإخراج عبدالله الحمادي، من ملابس الناس الموجودة في المغسلة، حكايات وقصصاً تنتقل بنا من عوالمهم إلى معاناة الشخصيتين الرئيستين على الخشبة.

يبدأ العمل داخل مغسلة تحملنا إليه السينوغرافيا التي تتكدس فيها الملابس المعلقة أو المرمية على الأرض. ونشهد في بداية المسرحية الأداء المميز لشخصية عوض التي لعبها مازن الزدجالي، وهو ينتظر زميله تمام الذي قام بدوره عبدالله اليعربي، حين يتأخر عن عمله للمرة الأولى.

يدخل عوض إلى المغسلة وتبدأ الحكاية بقالب كوميدي يستغل السينوغرافيا الموجودة على المسرح، لاسيما عندما يؤنسن الملابس، ويقوم برواية حكاية بدر الذي يخون زوجته صاحبة الفستان الأبيض، مستخدماً قميص بدر وفستان الزوجة، ليأخذنا بحوار يجمعهما من مسرح درامي إلى مسرح عرائس الدمى المتحركة.

يجرد المؤلف الملابس من وظيفتها كأزياء، ويحيلها إلى قصص وحكايات، فنرى أن وجود الكثير من الملابس ليس عبثياً، ففي كل ثوب حكاية.

يدخل تمام إلى المسرح ومن الأحداث الكوميدية التي ترافق دخوله، نذهب إلى الحبكة الدرامية مع قصة زوجته التي يغلب على سماتها حب المال، وتتعامل معه بطريقة فيها من الاستغلال العاطفي لتحقيق غايتها.

يتلاعب المخرج بالسينوغرافيا بشكل ديناميكي وحيوي، إذ يحول الطاولة الخاصة بالكوي، إلى سرير عمودي، يجمع تمام وزوجته، فنغوص عبر الكوميديا السوداء في أعماق العلاقات الزوجية المبنية على أسس غير متينة، ومصاعب الحياة اليومية لعامل يحصل قوته من وظيفة متواضعة.

ومن هذه القصة يأخذنا الكاتب إلى قصة عوض الذي نكتشف أنه كان متزوجاً ولديه طفلة، وقد عاش قصة زواج انتهت بالطلاق بسبب انغماس زوجته في مظاهر الحياة التي تحاك عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

هنا الطاولة تتحوّل مجدداً إلى مقعد على الشاطئ نشهد عليه زوجة عوض وصديقتها، ومن ثم تتحول إلى «دش للاستحمام»، دون أن يعيق فكها وتركيبها وتحويلها الشخصيات الرئيسية عن الاستمرار في رواية القصة.

يميل المؤلف محمد صالح إلى طرح الكثير من القضايا في أعماله، فهو غالباً ما يحمل نصه الهموم الحياتية اليومية، والتفاصيل التي يغلب عليها طابع البساطة، ولكنها تشكل عالمنا، فيعالج في هذا العمل، الحب، الطمع، الطلاق، القوانين التي قد تكون مجحفة في بعض القصص. يبحر الكاتب في أعماق الشخصيات المطروحة على المسرح، وينجح في تحويل الشخصيات الذكورية الأساسية في العمل إلى شخصيات أنثوية تروى الأحداث.

يأخذنا العمل إلى أعماق النفوس البشرية والعلاقات الاجتماعية، وظروف الحياة الصعبة، ويبين لنا في المونولوج الأخير، أننا مجرد «موتى دون كفن».

وقال مخرج العمل عبدالله الحمادي لـ«الإمارات اليوم» عن عمله: «دخلت المسرح من عالم التمثيل، ثم عملت في الإنتاج والديكور والإضاءة، إلى أن قررت أن يكون لي بصمة في الإخراج، ورأيت أنه بات الوقت مناسباً لتقديم عملي الأول كمخرج، لأنني أردت التأكد من وجود المخرج بداخلي، وإلى اليوم قد لا أكون مخرجاً، ولكنني أختبر قدراتي».

ونوه الحمادي بأنه عمل مدة ثلاثة أشهر على المسرحية، وقد استفاد كثيراً من ملاحظات محمد صالح المؤلف والمشرف على العرض، موضحاً أن كل الفريق كان داعماً للعمل الإخراجي.


عبدالله الحمادي:

• «دخلت المسرح من عالم التمثيل، وقرّرت أن يكون لي بصمة في الإخراج».


النص كان حاضراً في الإخراج

تحدث مؤلف العمل والمشرف عليه محمد صالح، خلال الندوة التطبيقية، عن مسرحية «دوبي»، وقال: «أتمنى أن يكون هذا العرض قد غطى على العيوب التي ظهرت في العرض الأول (لمن يهمه الأمر) الذي قدم في أول يوم من المهرجان، ويمكنني القول إنني راضٍ عن العرض الذي قدم».

ولفت إلى أنه كمؤلف ومشرف على العمل، اهتم كثيراً بالعمل على إيجاد الزخم في الصورة المقدمة على المسرح، موضحاً أنه رأى النص بشكل واضح في العمل، وقد منحه الإخراج والتمثيل حقه بالكامل.

تويتر