كيف تكون بطل تحدي القراءة العربي القادم في 6 خطوات؟
بعد إعلان بطل أو بطلة لتحدي القراءة العربي وتتويجه أو تتويجها على منصة الحفل الختامي الضخم الذي ينظمه القائمون على المبادرة ويجمع شخصيات ثقافية وأدبية وخبراء في التربية والتعليم ومجتمع المعرفة من مختلف أنحاء العالم في دبي، تسري حالة من التفاعل الجماهيري الإيجابي الجارف بين المتابعين العرب وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وفي الغرف التلفزيونية والأستوديوهات الإذاعية وقنوات البودكاست، تثني على خصال أبطال التحدي ومهاراتهم وفصاحتهم وفكرهم وتحتفي بهم سفراء للكتاب والكلمة والحرف وثقافة القراءة. وإذ بالحضور المتألق لنجوم التحدي يخلق دافعاً لأقرانهم للمطالعة وسبباً للجمهور في الوطن العربي بشكل عام ليفخروا بأبطالهم ويحتفوا مجدداً بلغتهم العربية.
وإثر بحث كثير وأسئلة أكثر يمكن القول إن طريق بطولة تحدي القراءة العربي يُعبَّد بمهارات رئيسية ست هي:
أولاً- اختيار الكتب المناسبة: ويتحقق ذلك عن طريق اختيار كتب مناسبة للفئة العمرية والمرحلة الدراسية التي يندرج ضمنها الطالب، فليس مطلوباً من طالب ذي 8 أعوام أن يقرأ لشيكسبير أو نجيب محفوظ. وضمن بند اختيار الكتب المناسبة يجب أن يقرأ الطالب كتباً مختارة بعناية تقدم الفكر والمعرفة، وهذا ما يساعد به المشرفون في تحدي القراءة العربي باقتراح الكتب القيّمة والمؤثرة في مسار الإنسانية على المشاركين. وخيارات البطل من كتب تجعله مميزاً في نظر لجنة التحكيم على مستوى مدرسته، ثم منطقته التعليمية، فدولته، فالعالم العربي.
ثانياً- فهم المقروء وإدراك رسائله، فجزءٌ كبيرٌ من تقييم الطالب في تحدي القراءة العربي يرتبط بفهمه الإبداعي والنقدي لما قرأ. وهذا يرتبط بالضرورة بفهمه لمضمون المواد التي طالعها وقدرته على ربط الأحداث ببعضها. وتكثر أسئلة لجان التحكيم في تحدي القراءة العربي عن إمكانات تحسين مضمون الكتب المقروءة. ليس هذا فحسب، بل تسأل اللجنة عن اقتراح إيجابي للطالب يمكن أن يطور من بنية الرواية أو يكثّف مخرجات كتاب ما. وقد تطلب اللجنة مثلاً من الطالب أن يقترح حلاً آخر للحبكة في رواية معينة قرأها لتقييم قدرته على أن يحلق بخياله وفكره ويصنع حلاً درامياً يخدم الفكرة التي كُتبت من أجلها الرواية. وهذا جزء من المفهوم الإبداعي في تحدي القراءة العربي، الذي يحفز الطالب المشارك أن يكون ذا فكرٍ يمكنه من أن يقترح تغييرات ذات معنى لكتاب قد قرأه خلال مشاركته في التحدي. فحين وقفت أنا أمام لجنة التحكيم في تحدي القراءة طلبت اللجنة مني أن أقترح ثلاثة عناوين بديلة لأحد الكتاب، واعتقد أن الإجابة كانت أساسية في اختيار بطلاً لتحدي القراءة العربي على مستوى فلسطين، فاللجنة تهدف من طرح مثل هذه الأسئلة إلى اختبار قدرة الطالب على صنع فكرة ابداعية في ذات اللحظة التي يسأل فيها السؤال.
ثالثا- قوة الشخصية: تتطلع لجان تحكيم تحدي القراءة العربي إلى طلاب ذوي شخصية قوية قادرين على حسن التعامل مع المواقف أياً كانت. ولتحقيق ذلك يسأل أعضاء اللجنة عن معلومات تفصيلية في الكتاب ويتابعون مع الطالب سير الأحداث في الكتاب وسرد المواضيع التي ناقشها الكتاب بتسلسل منطقي. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج الطالب الى امتلاك سرعة بديهة قوية تمكنه من إقناع لجنة التحكيم بفكرة معينة استخلصها من كتاب قرأه ولخصه في مسيرته في المسابقة.
رابعاً- لغة الجسد: للغة الجسد عند لجان تحكيم تحدي القراءة العربي مدلولات عديدة، تمكنهم من معرفة مدى ثقة الطالب بنفسه وبمعلوماته التي لخصها ويناقشها مع اللجنة. لتكون بطل تحدي القراءة العربي، عليك أن تتحكم في انفعالات جسدك وتعابير وجهك أمام اللجنة التي لها معانٍ تدل إما على ارتباكك أو ثقتك في الكلام. هذا يعطي إشاراتٍ عديدةً على التمكن الثقافي والمعرفي الذي يمتكله الطالب. كما أن لغة الجسد مهمة في الحفل الختامي لتحدي القراءة العربي، حيث يُسأل الخمسة الأوائل سؤالاً واحداً لكل منهم، تكون إجابته مرتجلة على المسرح، وفي هذه الفقرة للغة الجسد دورٌ هام يعطي انطباعاً للجنة التحكيم والجمهور على مدى طلاقة المتحدث وقوة شخصيته.
خامساً- اللغة العربية السليمة: الالتزام بقواعد اللغة العربية الفصحى من أهم الأمور التي على المشارك في تحدي القراءة العربي أخذها بعين الاعتبار. وتركز لجان التحكيم في كل المستويات على اللغة العربية السليمة من حيث صحة التشكيل أثناء الكلام، والترابط بين المفردات، بالإضافة إلى حسن استخدام الصور البلاغية أثناء الكلام. ومثلاً، بعد الحفل الختامي لتحدي القراءة العربي 2018 اشتهرت عبارة "مستشفى العقول" التي قالتها في الحفل الختامي بطلة التحدي في تلك الدورة مريم أمجون. دقة اللغة وقوة التصوير في هذه العبارة جعلت من مريم بطلة للتحدي في موسمه الثالث. هذا يدلل على أهمية اللغة الدقيقة والتعبير السليم عن الأحداث والأفكار.
سادساً- كفاءة تلخيص الكتب: فطريقة تلخيص الكتب المقروءة في جوازات السفر التي تميّز مسابقة تحدي القراءة العربي تعطي انطباعاً مهما للجنة التحكيم. وعلى بطل تحدي القراءة العربي أن يقدم ملخصاته بطريقة جمالية للعين والعقل من حيث تنسيق الكتابة والخط والأفكار، بالإضافة إلى استخدام الجمل الكاملة التي تعطي فكرة شاملة عن كامل الكتاب في سطور. هذه المهمة تتطلب مجهوداً كبيراً من الطالب، فعليه أن يكتب بطريقة "ما قلّ ودلّ" أو "تكثيف الأفكار" ليوصل كل الرسائل التي أراد الكتاب إيصالها في صفحة واحدة من جواز السفر.