المشاركون في الجلسة أكدوا أن على المؤلف ألا يتسبب في شعور القارئ بالخيبة. من المصدر

علاقة المؤلف والقارئ.. بعيون 3 روائيين

وصف روائيون العلاقة بين المؤلف والقارئ بأنها «تأثر وتأثير متبادل، مع ميل بسيط نحو تأثر أكبر للقارئ بالكاتب، بحكم أنّ الأول يقرأ ليتفاعل مع العديد من الكتّاب في آن واحد، بينما يكتب المؤلف ليعبّر عما يراه وما يريد أن يقرأه»، مشيرين إلى ضرورة حرص الكاتب على الحفاظ على الوعود التي قطعها للقارئ الذي قرّر اقتناء إصداره أياً كان، على اعتبار أنّ هناك عقداً غير مكتوب بين الكاتب والقارئ، وتشاركاً في العواطف مع اختلاف زوايا النظر وأشكال التفاعل.

جاء ذلك خلال جلسة «حوار المؤلف والقارئ»، التي نظمت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي تنظمّه هيئة الشارقة للكتاب في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار «كلمة للعالم»، وتستمر فعالياته حتى 13 الجاري. واستضافت الجلسة الروائيين: الليبي محمد النعّاس، والكويتي خالد النصرالله، والإيطالية فيولا أردونيه، فيما أدارتها الإعلاميّة راما مهنا.

وقال النعّاس، الفائز بجائزة البوكر العربية عن روايته «خبز على مائدة الخال ميلاد»: إنّ «الكاتب ليس بحاجة إلى أن يتأثر بالقارئ بمدى تأثر الأخير بالكتابة والمنتج الأدبي الذي أصدره المؤلف، أو الطريقة التي دخل بها القارئ إلى مغامرة المطالعة، هل هي بداعي الاستكشاف وحب الاطلاع على هذه التجربة أم دخل بداعي التجارب السابقة؟ فكل تجربة أدبيّة هي بحد ذاتها تجربة جديدة ربما تكون مختلفة عن سابقاتها، والكاتب يحاول أن يفرّغ عقله للاستمتاع بها».

بينما أكد خالد النصرالله أنه «في السابق ربما كانت العلاقة بين القارئ والمؤلف منفصلة ولا توجد محطات تلاقٍ كثيرة، ولكن اليوم تغيرت الحال، فالكاتب يطلب من القارئ التفاعل، وعلى الكاتب مقابل ذلك أن يتقبل هذا التفاعل مهما كان نوعه، وألا يخشى ردة فعل القارئ، فهي في النهاية تغذية راجعة قد تقدّم الفائدة للكاتب من حيث يعلم أو لا يعلم، المهم أن يكتب المؤلف بصدق لأنّ مهمته تنتهي عندها، ويبدأ دور القارئ في التلقي». أما فيولا أردونيه، فرأت أنّ الحدّ الحقيقي الذي يجب على الكاتب أن ينظر إليه هو ألا يتسبب في شعور القارئ بالخيبة الأدبيّة، فالعلاقة بين الطرفين علاقة تفاعلية متنامية، والكاتب المبدع لا يترك أثر ضعف أو إحباط لدى القارئ.

الأكثر مشاركة