ناقشوا إشكالية تطويره داعين إلى مزيد من التعاون
باحثون: تجربة الإمارات في توثيق التاريخ الشفاهي فريدة
أكد باحثون أن التراث الشفاهي من أهم مصادر ترسيخ الهوية الوطنية وتعريف الأجيال المقبلة إلى تاريخهم وخصائص مجتمعاتهم، واستدامة الموروث. مشيرين إلى تفرد تجربة دولة الإمارات في هذا المجال. وداعين إلى مزيد من التعاون بين الدول لحفظ التاريخ وتوثيقه والتصدي لتحديات تطويره.
وأشار مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية عبدالله ماجد آل علي، إلى أهمية التاريخ الشفاهي بوصفه وسيلة مجدية وفعّالة لتسجيل وحفظ الذاكرة والأحداث التي طواها الزمن، فالتاريخ الشفاهي مصدر مهم من مصادر تاريخ الأمم والشعوب؛ إذ تظل الوقائع التاريخية محفوظة لدى أولئك الذين عاصروها، فهم القادرون على إعطاء الرواية الحقيقية عنه.
مشيداً بتعاون الرواة مع الباحثين وتفهمهم بأهمية ما يقومون به من جهود. «ما إن فتح الأرشيف والمكتبة الوطنية المجال أمام الرواة من كبار المواطنين لكي يوثق ذاكرتهم في سجلاته؛ حتى أدركوا بحسّهم الوطني أن ذلك واجب وطني، فرحبوا بفرق الأرشيف والمكتبة الوطنية من الخبراء والمختصين التي سارعت إليهم أينما كانوا في إمارات الدولة ومناطقها».
توصيات
وأوصى المؤتمر بضرورة قيام المؤسسات المعنية بعمل مسح للمناطق التي تحتاج لجمع التاريخ الشفاهي منها، وتعميم ذلك على الجامعات ومراكز الأبحاث لتكون ميدان عمل للباحثين، مشدداً على أهمية تدريب نخبة من الباحثين الأكاديميين والميدانيين على أفضل وأحدث أساليب تدوين التاريخ الشفاهي؛ لتوحيد أُطُر العمل في المقابلات والجمع.
كما دعا إلى تبنّي الجهات الحكومية لمشروعات الباحثين غير المنتسبين لجهات معنية، والاتفاق مع جهات خارج الدولة للاستفادة من تجاربها في توثيق التاريخ الشفاهي، وربط المنهج الدراسي بالتاريخ الشفاهي للاستفادة من موضوعاته، وإدراج وسائل التواصل الاجتماعي ضمن مصادر جمع التراث غير المادي بوصفها وسيلة سهلة وسريعة تصل إلى جمهور كبير، وضبط الجمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإحياء التراث واستدامته.
تجربة فريدة
في حين أشاد أستاذ الأدب الشعبي المساعد بالمعهد العالي للفنون الشعبية، بأكاديمية الفنون بالقاهرة، دكتور محمد حسن عبدالحافظ، بتجربة الإمارات في جمع التراث الشفاهي، وما تطلقه من مشروعات ومبادرات متميزة من بينها سلسلة «ذاكرتهم تاريخنا»، التي وصفها بأنها أحد المشروعات الكبرى التي تقدمها الدولة. لافتاً إلى أن أهمية هذه المشروعات ترجع إلى أن الذاكرة تحمي المجتمعات والأفراد من الانشطار والاندياح في الظروف التي يشهدها العالم، وتسهم في نقل الذاكرة إلى الأجيال الحالية والتي لم تولد بعد.
وفي إشارته لتفرد تجربة الإمارات في هذا المجال، أوضح أنها تميزت بالاحتفاء بالموروث الشعبي الذي دائماً يعامل في أوساط النخب والمؤسسات الأكاديمية في مختلف أنحاء العالم باعتباره ثقافة مهمشة، ما عدا بعض النخب التي آزرت التراث الشعبي والتاريخ الشفاهي.
وتطرق الدكتور عبدالحافظ إلى بعض الإشكالات في مجال التاريخ الشفاهي، متوقفاً أمام مناهج البحث في هذا المجال، حيث لا يوجد منهج محدد، ولكن يتوقف اختيار المنهج على عوامل عدة ترتبط بفريق البحث ومدى تجهيزه وحبه لعمله الوطني الذي يحمي الإنسانية وتاريخها.
تجربة شخصية
بينما استعرض مدير المشروعات التراثية في جمعية الإمارات للغوص، جمعة بن ثالث الحميري في مداخلته التي حملت عنوان «الكنوز البشرية.. حديث ذو شجون»، تجربته الشخصية في جمع التراث من الرواة وكبار السن، وكيفية التعامل معهم، والصعوبات التي قد تواجه الباحث في التعامل معهم، حيث قام بكتابة 14 كتاباً. مشيراً إلى أن تجربته الإعلامية ساعدته في التعامل مع الرواة والتواصل معهم وتشجيعهم على رواية ما لديهم من معلومات. وأشار إلى أن الباحث عليه أن يلتزم بـ«السنع»، وأن يمتلك مقدرة توجيه الأسئلة بطريقة لا تنفر الراوي منه، والحرص على الحصول على المعلومة من صاحبها وليس نقلاً عن أشخاص.
في حين ركز أستاذ الدراسات العليا في قسم إدارة وأصول التربية بجامعة جدة بالمملكة العربية السعودية، الدكتور صالح الدوسي الزهراني، على تطوير منهجيات البحث العلمي في مجال التاريخ الشفاهي، مؤكداً أنه كلما كانت المنهجية صارمة فالعلمية قوية والعكس. لافتاً إلى أن التاريخ ليس من أجل الروايات فقط، بل من أجل توظيفها في الحاضر والاستفادة من تراث الماضي والتنبؤ بالمستقبل. مستعرضاً طرق وبرمجيات تحليل النصوص المكتوبة والمسموعة والمرئية، واستخلاص الحكم منها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news