«أيام طه حسين» في ضيافة مكتبة محمد بن راشد
تحت عنوان «أيام طه حسين»، احتفت مكتبة محمد بن راشد بذكرى صاحب «دعاء الكروان»، و«الأيام»، خلال جلسات نُظمت أول من أمس، ليسلط الصرح الحضاري في دبي مزيداً من الضوء على فكر الكاتب (الذي يصادف ميلاده يوم 15 نوفمبر) وإسهاماته النقدية، وكذلك على المرأة في حياته، إلى جانب عرض بعض الأفلام المأخوذة عن رواياته، ومناقشة قصصه الخالدة.
وشارك في الفعاليات كلٌّ من الشاعرة والإعلامية الدكتورة بروين حبيب، والدكتور عمر عبدالعزيز، وأدارت الجلسات الحوارية، الدكتورة مريم الهاشمي، والدكتورة ليلى العبيدي. وقالت الدكتورة بروين - التي تحضر لكتاب عن الراحل بعنوان «أبصرت بعينيها» - على هامش جلسة عن المرأة في حياة طه حسين لـ«الإمارات اليوم»، عن عملها الجديد: «سأتناول في الكتاب العلاقة بين طه حسين وزوجته الفرنسية سوزان بريسو التي عاشت معه وكانت داعمة له، فكانت تنظم حياته، واحتفظت بتلك المساحة ولم تكتب حرفاً واحداً عن ذكرياتها معه، إلا بعد وفاته، فكانت تعيش على مقولة: وراء كل رجل عظيم امرأة، ولكنها لم تكن امرأة سهلة تعيش مع رجل مبدع». وأوضحت: «في هذا البحث والكتاب الذي سيصدر قريباً، كان لدي هدفان أولاً أن أتتبع صورة المرأة في نصوص طه حسين، لأنني لم أقرأ الكثير عن المرأة في حياته، ولكن تتبعت المرأة في نصوصه، وأردت أن أحيي الأديب الذي آمن بالمرأة وفتح لها حق التعليم والجامعات، فهذا الكتاب يفتح الشهية لبحوث قادمة، وقد يستفز الكتّاب للغوص في هذه المنطقة، خصوصاً أنها لم تقتل بحثاً».
كيفية الاختيار
وحول اختيار الدكتورة بروين للشخصيات التي تقدم بحوثاً ودراسات عنها، أضافت: «أنا كتلة مشاعر، ولابد من أن أحب الشخصية قبل أن أكتب عنها، وفي ما يتعلق بطه حسين لدي ذاكرة طويلة معه، فكنت أرى مسلسل (الأيام) في صغري، ومازال عالقاً في ذاكرتي، وأحمل الكثير من الصور التي طبعت في ذهني، وأستعيدها، لأن هذه الشخصيات تعيش معي ومع واقعي»، لافتة إلى أنها في الكتب البحثية تستحضر الجانب الأكاديمي النقدي، ولا تتوقف عند حدود الجانب الأدبي في الكتابة، فتبحث في الأسئلة النقدية، وفي كتابها عن طه حسين لم تتناول النقد، بل تتبعت صورة المرأة في كتاباته. وأشارت إلى أنها تحب الغوص في شخصيات نسائية في المستقبل، لاسيما الشخصيات التي قدمت الكثير للغة العربية، ولكن لم يسلط عليها الضوء الكافي.
مجدّد
من جهتها، قالت الكاتبة والناقدة الدكتورة مريم الهاشمي، التي أدارت جلسة حوارية عن فكر طه حسين، ضمن فعاليات مكتبة محمد بن راشد، بأنه لا يمكن تجاوز فكر صاحب «الأيام» بسهولة، لاسيما لما يحمله من رؤى، ففكره كان يدعو للتجديد وتقبّل الآخر، وفي الواقع أن هذه الفعالية التي تحتفي به تأتي في الوقت المثالي. وأشارت إلى أن التسامح الذي يحمل معنى التقبل هو الذي يسهم في جعل الكاتب متميزاً ومقبولاً ومن الأقلام النادرة، لافتة إلى أن فقد طه حسين للبصر هو الذي جعله يركز على الحواس الأخرى والبصيرة، مشيدة بالفعالية التي نظمتها مكتبة محمد بن راشد، لأنها تقدم الفكر المغاير للمكتبات التقليدية.
من جانبه، سلط مدير إدارة الدراسات والنشر في دائرة الثقافة بالشارقة، الدكتور عمر عبدالعزيز، الضوء على المفكر طه حسين من خلال التطرق لمحطات من حياته، مركّزاً على الفترة التي أصيب فيها بالعمى، إذ ركز على التلقي السماعي، مشيراً إلى أن الراحل ظهر في مرحلة تاريخية حرجة شهدت نوعاً من التجاذبات بين المحافظة والتجديد. ولفت إلى أن طه حسين كان بطبيعته يتمتع بشخصية سجالية لا يقبل بأنصاف الحلول، وتبعاً لذلك كان في مجابهة مباشرة مع أطراف مختلفة.
جزء من السيرة
ولد طه حسين في نوفمبر عام 1889، في قرية الكيلو بمحافظة المنيا بصعيد مصر؛ وفقد بصره وهو في الرابعة من عمره إثر إصابته بالرمد.
وأثرى المكتبات العربية بالكثير من الإبداعات والدراسات والترجمات، وكرّس أعماله للانفتاح الثقافي.
وقدمت أعماله في التلفزيون والسينما، ومن أبرز المؤلفات التي تبقى في الذاكرة «في الشعر الجاهلي»، «دعاء الكروان»، و«الأيام» التي قدّم فيها سيرته الذاتية.
بروين حبيب:
«أتناول في كتابي، الذي سيرى النور قريباً، العلاقة بين طه حسين وزوجته سوزان التي كانت داعمة له».
مريم الهاشمي:
«لا يمكن تجاوز فكر طه حسين بسهولة، لاسيما لما يحمله من رؤى، ففكر الراحل كان يدعو إلى التجديد وتقبّل الآخر».
عمر عبدالعزيز:
«طه حسين كان بطبيعته يتمتع بشخصية سجالية لا يقبل بأنصاف الحلول، ولذا كان في مجابهة مع أطراف مختلفة».