ملتقى تعبير الأدبي.. ثراء المشهد الإبداعي المحلي في «مكتبة محمد بن راشد»
عبر برنامج حافل بالورش الأدبية والندوات والأمسيات الشعرية، انطلقت أول من أمس النسخة الأولى من «ملتقى تعبير الأدبي» في مكتبة محمد بن راشد، بتنظيم من هيئة دبي للثقافة والفنون، والذي يكشف عن ثراء المشهد الثقافي المحلي، مُشكلاً نقطة تواصل بين الأدباء والمثقفين والإعلاميين في الإمارات.
فرص وتحديات
استعرض الملتقى قضايا القطاع الثقافي والأدبي، وما يقدمه من فرص، وما يعترضه من تحديات، ما يساعد على النهوض بهذا القطاع الحيوي. وتطل «دبي للثقافة» من خلال الملتقى بموسم ثقافي ثري.
ويقدم الملتقى الذي تواصلت فعالياته على مدى يومين، مجموعة من الجلسات الأدبية، ومن بين العناوين والقضايا التي طرحتها «ما الكتابة الفلسفية»، و«الحراك الشعري الإماراتي من التأصيل إلى الامتداد»، و«الولوج إلى عالم الفنتازيا». أما ورش العمل فتمحورت حول كتابة السيناريو، ومبادئ النقد الأدبي، وتصنيع الورق. كما نظمت أمسية شعرية، جمعت كلاً من نجاة الظاهري، وعيسى البلوشي، وعيضة بن مسعود.
أقلام إماراتية
وقال مدير إدارة الآداب بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي، لـ«الإمارات اليوم»، محمد الحبسي: «إنه الموسم الأول من الملتقى الذي يهدف بالدرجة الأولى إلى جمع أكبر عدد من الأقلام الإماراتية والمحتوى الإماراتي، أي الأدب المحلي، إذ تصل نسبة الإماراتيين المشاركين في الملتقى والمتحدثين والمؤلفين والنقاد والروائيين إلى 90%، فيما 10% هي للأقلام العربية الموجودة في الساحة». ولفت إلى أن تسليط الضوء على الإماراتيين في هذا الملتقى يعود إلى وجود مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي يتناول شريحة كبيرة من الأقلام الأجنبية والعربية والهندية، وبالتالي هذا الملتقى سيوجد نوعاً من التوازن.
ولفت الحبسي إلى أن ملتقى تعبير الأدبي سيكون سنوياً، وسيركز على مجالات عدة، منها الفلسفة والشعر والسيناريو والدراما والنقد، والبحوث والدراسات، إذ يسعى إلى جمع أكبر عدد من المجالات الأدبية.
ونوه بأنه يستضيف أصحاب الخبرة في المجال الأدبي، خصوصاً الذين يقدمون الجلسات النقاشية والندوات الحوارية، ولكن في المقابل يمنح الفرصة للأقلام الناشئة للمشاركة، وذلك بهدف الاستماع إلى تطلعاتهم وطموحاتهم وماذا ينتظرون من ساحة القطاع الأدبي، وماذا تنتظر منهم الساحة الأدبية كذلك. وأوضح بأنه سيتم الخروج بتوصيات، فالهدف من هذا العصف الذهني الذي سينظم مع الناشئين، أن يتم التوصل إلى كيفية تناول الأقلام الناشئة، وكيفية طرح محتواهم، والأدوات التي تعرضهم.
وأكد الحبسي على أن «دبي للثقافة» معنية بإبراز المحتوى الأدبي من المبدعين والموهوبين، وليس فقط من خلال إبراز الأقلام والمحتوى، بل بصنع برنامج لإيصال الأقلام للعالمية، وخلق ما يسهم بالقوة الناعمة في الدولة، وما يخدم الاقتصاد البرتقالي.
وأشار إلى أن الفعاليات حين تسلط الضوء على الأسماء البارزة في المجالات الثقافية، سواء الأدبية أو المسرحية أو غيرها، فهي تخلق سمعة ثقافية، وتعرّف المجتمع والمقيمين والسائحين، وأهل الاختصاص، وبالتالي هذا له الكثير من الآثار الإيجابية على المدى البعيد.
وحول التداخل بين العالم الافتراضي والواقعي في كل الجوانب الحياتية، ومنها الأدبية، أشار الحبسي، إلى أنه بات أمراً محتوماً، لأن الأجيال الجديدة ستكون التكنولوجيا هي الأدوات الأساسية التي تحرك شكل حياتهم، ولهذا لابد من التماشي معها.
وأوضح أن هذه الوسائل الحديثة تسهل الانتشار، طارحاً التساؤل حول استحقاق الأقلام وما تقدمه من محتوى للانتشار الذي ستأخذه من هذه الأدوات.
صالون أدبي بتقنية الميتافيرس
أطلق مؤسس دار كتّاب، جمال الشحي، خلال الحفل الافتتاحي لملتقى تعبير الأدبي، أول صالون أدبي بتقنية الميتافيرس، وتحدث لـ«الإمارات اليوم» عن هذا الصالون، قائلاً: «أطلقنا في السابق صالون كتّاب الثقافي، واليوم عملنا على تقديم الصالون في فضاء الميتافيرس، لمواكبة ما يحدث في العالم من تطور تكنولوجي».
وأشار إلى أن الصالون سيستضيف مجموعة من النشاطات الدورية، وسيتمكن الجمهور من حضور حفلات توقيع الكتب، والندوات، افتراضياً، وهذه الخطوة تأتي ضمن التأقلم مع التكنولوجيا من أجل تقريب المسافات مع الجيل الجديد، وستكون إضافة إلى ما يحمله المشهد الثقافي الحالي.
وشبّه الشحي هذه الحركات المواكبة للتكنولوجيا، ببداية ظهور الكتاب الإلكتروني، موضحاً أنه الكتاب الإلكتروني لم يلغِ الكتاب الورقي، بل على العكس كان إضافة جيدة، مع الإشارة إلى أن هذه التكنولوجيا ستجذب الجيل الشاب، خصوصاً أن له أدواته الخاصة.