الاحتفال الرسمي لعيد الاتحاد 51.. الامارات تمضي إلى مستقبل مشرق
على مسرح صمم بشكل أسطواني، ويمثل نفق العبور من الماضي الى المستقبل، تجسيدا لمسيرة وإنجازات الإمارات، أقيم اليوم، الاحتفال الرسمي لعيد الاتحاد بتنظيم لجنة الاحتفالات في مركز أبو ظبي الوطني للمعارض.
روى العرض الذي دامت مدته ساعة، حكاية وإنجازات الدولة التي بدأت من العام 1971، دون أن يتوقف عند الحاضر، بل استكمل الحكاية بالتطلع نحو المستقبل والجيل الواعد الذي سيتابع مسيرة الدولة المكللة بالنجاح والإنجازات، مركزا على قطاعات أساسية وهي الحياة البحرية والزراعية، والطاقة المتجددة، والفضاء والتعليم.
جسد الاحتفال الذي بدأ بالسلام الوطني وعرض عسكري، الاحتفاء بمسيرة الوطن ومرور 51 عاما من الإنجازات والتطلع الى المستقبل المشرق من خلال الشخصيات الملهمة التي ترسم ملامح المستقبل.
حمل الاحتفال الرسمي ثيمة التطلع نحو المستقبل، وجسدت في البدء من خلال عرض حكاية افتراضية لمواطن ولد في عام 1971، حيث فُتحت بوابتان كبيرتان زينت كل منهما بـ 51 ضوءا، لتنقل الحضور الى نفق الزمن الطويل الذي تتبلور فيه ملامح الماضي وتصورات المستقبل. وعلى وقع موسيقى الأوركسترا الفلهارمونية الملكية وموسيقيين إماراتيين، شهد الحضور ولادة طفل صغير ومراحل ومحطات حياته، ومسيرته الناجحة، مع التركيز على أهمية الإنجاز والتطور الى جانب التمسك بالقيم والعادات الإماراتية ونقلها من جيل لجيل.
قطاعات واعدة
ومن حكاية المواطن انتقل العرض الى القطاعات الواعدة التي تركز عليها الإمارات في مسيرتها، وهي الحياة البحرية والزراعية والفضاء والطاقة المتجددة والتعليم. وحملت كل فقرة من فقرات العرض حكاية ملهمة، فكانت البداية مع الحياة البحرية وقصة العالمة البحرية نورة المنصوري، التي اصطحبت الحضور برحلة الى أعماق المحيطات. جمعت الفقرات بين الأسلوب السردي، والتقنيات الحديثة في استخدام الشاشة على المسرح والليزر والمجسمات التي أوجدت مشاهدا متكاملة العناصر المبهرة. فتحت الشاشة على صور البحار، وأحيلت أرضية المسرح الى مياه عميقة، فدخلت بعدها المجسمات للكائنات البحرية التي صنعت من قبل حرفيين محليين في الإمارات، في مشهد ثلاثي الأبعاد، حمل جماليات توازي عمق الرسالة.
«ما بين الأرض والسماء»
و مع تحليق طيور الشاه والحنكور، انتقل العرض من عالم البحار الى فقرة «ما بين الأرض والسماء»، والتي قدمت جهود الدولة في الحفاظ على شجرة القرم، لاسيما برامج التشجير التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لزراعة القرم. وسردت القيم المتجذرة في الثقافة الإماراتية الزراعية الناشطة البيئية حبيبة المرعشي، بالتزامن مع تحليق الطيور فوق 10 آلاف شتلة من شجرة القرم أدخلت على المسرح، وستتم زراعتها بعد الانتهاء من الحفل في مختلف أراضي الدولة، ضمن البرنامج الخاص بزراعة مليون شجرة قرم. أما مستقبل الزراعة العامودية فسرده الخبير في مجال التكنولوجيا الزراعية عبدالله الكعبي، في مشهد عرض فيه شكل الزراعة العامودية ومستقبلها وتطورها.
وفي رحلة الى رحاب الكون، ارتحل الحضور عبر نفق الزمن الذي تلألأت فيه الأضواء على هيئة نجوم، الى الفضاء، فتأملوا في استدلال الأسلاف بالنجوم والاعتماد عليها في حياتهم. وعرفتنا مهندسة الأنظمة الملاحية، فاطمة الهاملي، على رحلتها بين النجوم وتطلعاتها نحو الفضاء، بسرد تاريخ الإمارات منذ إطلاق أول قمر صناعي وصولا الى مسبار الأمل، ساندها على المسرح وجود مجسمات لأقمار صناعية، تمكنت من نقل الحضور من الأرض الى الفضاء.
طرق التجارة القديمة
ومن عالم الفضاء الى سكك شبكة القطار، والتي أخذت الحضور الى طرق التجارة القديمة، وكيف تشكلت الروابط الثقافية والاقتصادية داخل الدولة، وعرضت كيفية الانتقال من المسارات القديمة الى شبكة السكك الحديثة. وسردت نائب مدير المشروع في شبكة الاتحاد للقطارات خلود المزروعي، هذا الانتقال، مع فتح بوابتان كبيرتان من الشاشة، ودخول القطار الى المسرح، بمشهد بدأ بسير القطار من الشاشة واستكمل على الخشبة. وتتابع المشهد مع دخول راكبي الدراجات الهوائية، الذين قدموا عرضا بدرجاتهم التي تحمل إضاءة في العجلات، مع الإشارة الى ان راكبي الدراجات هم هواة ونسبة بسيطة منهم هم من المحترفين.
طاقة متجددة وتعليم
أما الفقرتين الأخيرتين من العرض، فركزتا على الطاقة المتجددة والتعليم، وقدمت المهندسة في مجال الطاقة المتجددة، مريم المزروعي، كيفية استفادة الإمارات من الشمس للحصول على الطاقة النظيفة المتجددة. فيما أخذنا مربي الأجيال الإماراتي سعيد نصيب المنصوري، الى حكاية خاصة مع التعليم، تبدأ من تجربته حيث علم نفسه بشكل ذاتي ومن خلال الوسوم التي كانت تستخدمها القبائل القديمة في الإمارات. مسيرة التعليم المضيئة في الدولة، استكملت بالاحتفاء بالمستقبل من خلال مسيرة الأطفال على الخشبة، والتي شارك بها ألف طالب وطالبة من الإمارات، في إحياء لتقليد قديم في عيد الاتحاد في الدولة، حيث انضم الأطفال الى موسيقى الأوركسترا الحية والجوقة منشدين أغنية تعبر عن البهجة. سار الأطفال على خشبة المسرح التي حملت وعبر الإضاءة كتابات توثق أحلامهم المستقبلية. فيما كان ختام العرض تراثيا بامتياز مع تقديم فن العيالة التقليدي الذي يجسد التراث الإماراتي ويرمز الى التمساك، بمشاركة، أكثر من 200 مؤدٍ، قدموا فقرة تراثية مبهرة.