«روح دبي».. مسارات في مدينة الإبداع واحتضان المواهب
مسارات مختلفة تثري مشهد السياحة الثقافية في دبي، تقدمها هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، عبر مشروعها «روح دبي - تجارب ثقافية»، الذي تحتفي فيه بجواهر إمارة دبي ومعالمها الثقافية والإبداعية ووجهاتها التاريخية والتراثية. وعبر الموسم الثاني من المشروع الذي تدعم الهيئة من خلاله مبادرة «وجهات دبي»، تصافح «دبي للثقافة» مجموعة من المواهب الإبداعية، وتعمل على مشاركة تجاربهم الثقافية مع أفراد المجتمع، في خطوة تجسّد رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الهادفة إلى ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، ملتقى للمواهب.
أصالة المجتمع
تجربة مثيرة عاشها إلياس قندلفت، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة «بنش غورميه»، بين جنبات دبي، حيث أخذه شغفه بالطعام نحو عالم فنون الطهي، ليجد في الإمارات ما يبحث عنه من نكهات وفرص، فيما تبدو زيارته لسوق التوابل في دبي بمثابة طقس متجدد.
ويقول إلياس قندلفت: «فرص عديدة وجدتها في الإمارات منذ انتقالي من مدينة مونتريال الكندية إلى دبي، التي لمست فيها تعدد الثقافات وأصالة المجتمع». مشيراً إلى أن زيارة سوق التوابل في دبي تُعدّ من أحب الأنشطة إلى قلبه. ويتابع قندلفت: «يغمرني التنقل بين أروقة سوق التوابل بعبق الروائح المختلفة، ويدعوني إلى الاستمتاع بمجموعة مشاهد متنوّعة واكتساب معارف مختلفة، لذا أعتبره من أحب الأماكن إلى قلبي».
ويرى قندلفت في قرية حتا التراثية مكاناً يفيض بالجمال، كونه يذكره بطريقة العيش الأصلية. ويضيف: «في قرية حتا التراثية تشعر بالهدوء والتواضع، كون المكان يتيح لك فرصة اكتشاف الحياة الحقيقية». مبيناً بأن زيارة قرية حتا التراثية تمنحه فرصة تجربة المطبخ الإماراتي التقليدي. ويقول: «أفضل تجربة الطعام في أي مكان أزوره، وتمتلك حتا مكاناً يُدعى (التنور)، وأعتبره جوهرة مخفية لا يعرفها الكثير من الناس، فضلاً عن أن القرية تشتهر بإنتاج العسل الخاص بها، وهو منتج عالي الجودة، وخلال وجودي فيها اكتشفت كيفية إنتاج العسل وما يحظى به من عناية فائقة»، ودعا قندلفت الجميع إلى زيارة حتا واكتشاف ما تمتلكه من جواهر مختلفة.
ابتكارات الشاي
تجربة مغايرة تقدمها الصينية «دونغ وان»، مدرسة العزف على آلة الـ«قو تشين»، وتقول: «من الملهم التعرف إلى طريقة تعايش الثقافات المختلفة في دبي، حيث أنظم حفلات الشاي التي يتخللها العزف على آلة (فو تشين) والاستمتاع بالثقافة الصينية التقليدية ومشاركتها مع أصدقائي من بلدان مختلفة». إلا أن دونغ المتخصصة في تقاليد صنع الشاي الصيني، تعودت في دبي على البحث عن أنواع شاي ومشروبات عشبية متنوّعة من مختلف دول العالم واكتشاف مذاقاتها. وتتابع: «جربت «شاي النعناع» و«شاي الياسمين»، ومشروبات عشبية ساخنة أخرى في «بيت تانيا للشاي»، واصفة طريقة تحضيرها بالرائعة. وتواصل: «يحضرونها بطريقة فريدة ويقدمونها مع الحلويات، ومن خلال تجاربي اكتشفت أن أنواع الشاي الأخرى تمنحني الإلهام، خصوصاً بعد إضافتي بعض الأعشاب التي وجدتها في «سوق الشاي» بدبي إلى الشاي الصيني اليومي، فكانت النتيجة مبهرة ومبتكرة، ومنحتني نكهة جديدة». وتُعبر دونغ وان عن عشقها لدبي، وهي التي زارت «متحف المستقبل»، أجمل مبنى على وجه الأرض، وتصف تجربتها بالقول: «اتيحت لي فرصة الاستمتاع بالعجائب المعمارية الأكثر إثارة وجمالاً في دبي، ورؤية إمكانات المستقبل، وأعتقد أن تمازج الثقافة الصينية التقليدية ومتحف المستقبل يعدّ شيئاً رائعاً، فعندما أتنقل في أرجاء المتحف مرتدية الزي الصيني التقليدي الخاص بسلالة (هان) أشعر كأنني قمت برحلة من العصور القديمة إلى زماننا الحديث، وأنني أبحرت في نهر التاريخ المتدفق. ما يشعرني بأن دبي مدينة شاملة ومنفتحة على الثقافات الأخرى».
مركز الاهتمام
في إحدى المدن الساحلية الواقعة جنوب إيطاليا ولدت وترعرعت إليسا برونو، المديرة الإدارية لشركة «ليفيل شوز»، التابعة لمجموعة شلهوب، وعملت طوال حياتها في قطاع التعليم والأزياء الفاخرة، وبحكم عملها فهي دائمة التعامل مع مصممين دوليين ومحليين. وتقول: «تربطني بدبي علاقة وطيدة، وتعودت على وصفها بـ(البيت)، فقد زرتها لأول مرة في 2010 وعدت لها مجدداً في 2022، ومع مرور الوقت أصبحت المدينة مركز اهتماماتي، لاسيما إنها إحدى أبرز عواصم الموضة في العالم بعد جذبها للعديد من العلامات التجارية المعروفة». وتتابع: «بحكم طبيعة مسؤولياتي أعمل مع مجموعة مصممين عالميين ومحليين، من بينهم رجل الأعمال محمد كاظم، الشريك المؤسّس لعلامة الأحذية الراقية (تماشي)، وتكمن جاذبية العلامة في محفظتها على الهوية المحلية وما تقدمه من ألوان تنبض بالحياة».
وترى إليسا في «حي دبي للتصميم» بيتها الثاني. وتقول: «هو ليس مجرد مكان للعمل فقط، وإنما يمثل مجتمعاً يجمع أصحاب المواهب الإبداعية ومجموعة من أفضل بيوت الأزياء العالمية التي تتخذ من الحي مقراً لها». في دبي تستمتع إليسا بتناول المأكولات البحرية الكلاسيكية ذات النكهات المعاصرة، وتعتبر «أوريغامي» من أكثر أماكنها المفضلة في دبي، حيث تستكشف فيه قائمة طويلة من النكهات والأصناف والأطباق.