حكاية برازيلية عاصفة تسدل الستار على «عروض الشارقة»
من خلال الجمع بين الرقص المعاصر ورقص الشارع، قدم مصمم الحركة البرازيلي برونو بيلتراو، عرضاً مشبعاً بالحماسة على مسرح أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، ليكون العرض الختامي لبرنامج «عروض الشارقة» الذي نظمته مؤسسة الشارقة للفنون. وجسد الفنانون على المسرح، الليلة قبل الماضية، حياة كاملة من خلال أجسادهم، إذ عبروا عن حالات العنف والقمع والتغييرات التي تطال الواقع الراهن في بلادهم عبر الهيب الهوب الذي يعرف عنه تجسيد الفرح واللحظات السعيدة.
تميز العرض بكونه يدفع القدرات الجسمانية للفنانين إلى حدودها القصوى من خلال قفزات عالية وركلات سريعة بالأرجل ودوران على الرأس وحول محور الجسد. وعمل بيلتراو من خلال العرض على تقديم رؤيته الخاصة في تجديد فنون الهيب هوب، إذ رصد التغيرات العاصفة للواقع في بلده الأم وترجمها عبر طاقة الجسد، ليستكمل هذا المشهد مع عمق الموسيقى والفضاء المسرحي.
وقال مدير فنون الأداء في مؤسسة الشارقة للفنون، طارق أبوالفتوح، لـ«الإمارات اليوم»، عن البرنامج: إن «الفكرة الاستراتيجية الخاصة ببرنامج عروض الشارقة هي تقديم عروض فنية ترتبط بالمدينة من خلال الفنانين المشاركين، بحيث يتم تكليف فنانين في المستقبل لتقديم أعمال تروي قصة المدينة». وأضاف أن «العرض الختامي استلهم الأجواء السياسية في البرازيل، لذا كان شديد التعبير عن القمع والألم، وبرز من خلال مفردات رقص الهيب هوب، إذ حولها مصمم العرض إلى رقص معاصر، قادر على تجسيد القضايا العميقة». وأشار إلى أن العرض الختامي هو الوحيد الذي قدم على المسرح، بينما قدمت عروض البرنامج في الشارع، لتحقق الهدف من أن تتوجه للجمهور من مختلف الفئات العمرية وكل فئات المجتمع، لاسيما أن بعض العروض بأكثر من لغة، واصفاً إياها بالممتعة التي جعلت الجمهور يرى المدينة كما لو أنهم يرونها للمرة الأولى.
يشار إلى أن برنامج «عروض الشارقة» قدم خمسة عروض فنية معاصرة منذ انطلاقه في نوفمبر الماضي، وحتى ختامه أول من أمس. واستضاف فنانين من أنحاء العالم، قدموا عروض أداء مبتكرة ومصممة للتفاعل مع الجمهور، إذ تستكشف إيقاعات المدينة وفضاءها النابض بتنوع بشرها وعمرانها في مقاربات تجمع الإبداع بالتصميم الحضري للمدينة وتراثها المعماري. وكان العرض الأول للممثلة السورية ناندا محمد بعنوان «كل حاجة حلوة»، والعرض الثاني لجو نعمة بعنوان «أوتوموبيل»، بينما الثالث حمل عنوان «ريموت الشارقة»، والعرض الرابع «بعد كل سبرينج فيل، كوارث ومدن ملاهي» للفنانة ميت وارلوب.
• العمل المشبع بالحماسة يحمل توقيع مصمم الحركة البرازيلي برونو بيلتراو.
• العرض الختامي هو الوحيد الذي قُدم على المسرح، والأخرى قُدمت في الشارع.
الموسم الجديد
حول معايير اختيار عروض برنامج «عروض الشارقة»؛ أوضح مدير فنون الأداء في مؤسسة الشارقة للفنون طارق أبوالفتوح، أنه دائماً يأخذ بعين الاعتبار الجودة الفنية، والتشابك بين العرض والمدينة، مشيراً إلى أن الموسم الثاني من البرنامج سيبدأ في سبتمبر المقبل وسيستمر طوال موسم الشتاء، وسيكون الانطلاق مع فنانة مسرحية تونسية، ولن يكون خارجياً بسبب التوقيت. وكشف أن البرنامج سيحمل ضعف عدد العروض التي قدمت خلال هذا الموسم الأول، فضلاً عن السعي إلى التوسع في الإطار الجغرافي، وتقديم العروض في أماكن ومدن جديدة، منها خورفكان وكلباء.