تنمية المواهب حجر الأساس في تنمية الاقتصاد الإبداعي

بحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، ومحمد أحمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، أقيمت فعاليات الجلسة الحوارية «مدن المستقبل» بمشاركة كل من وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ريم الهاشمي، ومدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» هالة بدري.

وتوقفت ريم الهاشمي في بداية الجلسة عند تجربة «مدينة إكسبو دبي»، التي تعتبر مثالاً حياً وناجحاً لمدن المستقبل المرنة والقابلة للتطور بشكل كبير، معتبرة أن مفهوم مدن المستقبل لا يعتمد على التكنولوجيا فحسب، وإنما على أهمية الإنسان ومراعاة قيمة وجوده محوراً أساسياً في تكوين هذه المدن الحديثة، قائلة «صحيح أن معرض إكسبو 2020 دبي أغلق أبوابه، لكن أبواب مدينة إكسبو دبي ستظل مفتوحة بعد أن أصبحت وجهة للعلم والتعليم، الأمر الذي سيجعلها مثالاً حياً للمناطق الحضرية المبتكرة الحاضنة لجهود التعاون وتبادل المعرفة وصناعة المواهب المستقبلية، التي يجب الاستثمار فيها وتطويرها والمحافظة عليها، خصوصاً وأن العديد من الدول حول العالم، تعكف حالياً على دراسة تجربة دبي الناجحة في المجال. وبالتوازي مع حديثنا عن مدن المستقبل، لابد لنا من التوقف عند استعدادات دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة مؤتمر الأطراف (COP28) أواخر العام الجاري، الذي سيقام في رحاب مدينة إكسبو دبي.»

الإنسان أولاً

وحول ضرورة تنوع مصادر الاقتصاد الإبداعي، أشارت الهاشمي إلى أن الإبداع والثقافة والفنون، من القطاعات التي تضع الإنسان في محور اهتمامها الأساسي وضمن أولويات تخطيط هذه النوعية من المشاريع التي لا تبنى على الأحلام والطموحات فحسب، وإنما على الأرقام الحقيقية والتحاليل الاقتصادية والتجارية الواضحة، مشددة على ضرورة الموازنة بين الاعتماد كلياً على التكنولوجيا كأداة واستخدامها وسيلة لتسهيل حياة القاطنين في هذه المدن.

واستعادت مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» هالة بدري، تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي نشرها على حسابه الرسمي بمناسبة استكمال مهرجان طيران الإمارات للآداب لعامه الـ15، التي أكد من خلالها أن الثقافة هي دليل الحضارة، إذ لا تكتمل حياتنا بغير اكتفاء اقتصادي وعمق ثقافي وتماسك اجتماعي، مشيرة إلى جذور العمق الثقافي وقيمة التخطيط لمدن المستقبل من خلال الرؤية الثاقبة التي غرسها سموه في العام 1998 عبر مجمع «كورت ـ يارد» في منطقة القوز، والتي قدم فكرتها آنذاك أحد المقيمين على أرض الإمارات فتبناها سموه رؤية مستقبلية سابقة لعصرها.

الاقتصاد الإبداعي

وحول أهمية خلق شخصية ثقافية ضمن تخطيط مدن المستقبل، تحدثت بدري عن إنشاء العديد من مدن المستقبل في دبي، مثل مدينة دبي للإنترنت، ومدينة دبي للإعلام، ومدينة دبي للاستوديوهات، ومدن أخرى للإنتاج، إلى جانب العديد من المشاريع الإبداعية التي كان آخرها رئاسة سمو الشيخة لطيفة بنت محمد اجتماع اللجنة العليا لمشروع القوز الإبداعية، واعتماد سموها المخطط العام لمشروع تطوير المنطقة على مستويات البنية التحتية والأعمال الفنية، وذلك وفق خطة زمنية لإنشاء مجمع إبداعي متكامل يلبي متطلبات المبدعين من شتى أرجاء العالم ورواد الأعمال الراغبين بالاستثمار في مجالات الاقتصاد الإبداعي المختلفة.

وأكدت مدير عام «دبي للثقافة» أن تنمية المواهب، حجر الأساس في تنمية الاقتصاد الإبداعي، إلى جانب مجموعة من المعززات المختلفة، مثل البيئة الرقمية والتحتية وجاذبية المدينة والشبكات الاجتماعية والاقتصادية، وصولاً إلى التمويل ودور الحكومة من خلال وضع التشريعات الناظمة للعمل المؤسسي قائلة «تمتلك دبي مقومات النجاح كافة، فلديها المكتبات والمتاحف التاريخية المتعددة وصولاً إلى متحف المستقبل، كما لديها مهرجانات عالمية رائدة والعديد من المحفزات الأخرى.

وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي:

«مفهوم مدن المستقبل لا يعتمد على التكنولوجيا فحسب، وإنما على أهمية الإنسان ومراعاة قيمة وجوده محوراً أساسياً في تكوين هذه المدن الحديثة».