في ندوة ناقشت الصورة النمطية للجمال
«الإمارات للآداب» يفتح ملف «هوس الجمـال إلى أيــن»
بين مناقشة الصورة النمطية للجمال، وتجارب الهوس بتغيير المظهر الخارجي، استضاف مهرجان طيران الإمارات الآداب في يومه الثالث جلسة «هوس الجمال إلى أين»، التي أقيمت في فندق «إنتركونتيننتال، دبي فيستيفال سيتي»، وشارك فيها كل من الكاتبة والمترجمة اللبنانية فاطمة شرف الدين، وليليان زهر، المتخصصة في الاستشارات الغذائية العلاجية، بإدارة الإعلامية البحرينية ندى الشيباني.
سؤال وجودي
وطرحت الجلسة في مستهلها سؤال «لماذا نتجمل.. هل لنا أم للآخرين؟»، الذي اعتبرته فاطمة شرف الدين سؤالاً وجودياً، يرتبط بمجموعة متنوعة من الضغوط التي فرضها المجتمع الذكوري عبر عصور متتالية، الأمر الذي أثر في نظرة المرأة لذاتها وعلاقتها بالآخرين، في الوقت الذي فرضت فيه موجة وسائل التواصل الاجتماعي العالية اليوم نوعاً جديداً ومغايراً من التفكير، ابتعدت فيه المرأة بشكل عام عن التركيز على ذاتها وجمالها الداخلي، ومن ثم إنتاجيتها في الحياة.
من جهتها، أشارت ليليان زهر إلى ارتباط فكرة عمليات التجميل بخوف المرأة من فكرة تقييمها بناءً على الشكل الخارجي، خصوصاً لدى فئة الفتيات المراهقات، حيث أشارت الدراسات في عام 2017 إلى قيام ما يزيد على 230 ألف مراهقة حول العالم بعمليات تجميل مختلفة، قائلة «يجب ألا ننسى الدور السلبي الذي تلعبه الإعلانات التجارية، والذي يصل إلى حد الاستفزاز، والدعوة المباشرة إلى إجراء مثل هذا النوع من العمليات التجميلية الخطرة أحياناً على الصحة، والتي تحولت أخيراً إلى هوس عام يجتاح تفكير شريحة واسعة من الفتيات والمراهقات في المجتمعات العربية والأجنبية».
وحول الهوس بعمليات التجميل، لفتت ليليان زهر إلى تزايد هذه المشكلة لدى النساء في بعض المجتمعات العربية، ووصولها إلى حدود التفاخر، وتجسيد معايير اجتماعية طبقية، فضلاً عن الضغط الاجتماعي الذي بدأت الأمهات في ممارسته على بناتهن من خلال دفعهن إلى القيام بهذا النوع من العمليات، وكذلك المبالغة في التعامل مع الطعام، والابتعاد عن أنواع محددة يمكن أن تسهم في زيادة الوزن، قائلة «هناك الكثير من المفاهيم المغلوطة والمخاطر التي يمكن أن تنجم عن ابتعاد الأهل عن قيم التركيز على قدرات المراهق أو المراهقة الفكرية، وتنمية مهاراتهم في مجالات متعددة، لمصلحة الاهتمام بالشكل الخارجي، لدرجة تحولت معها عمليات التجميل إلى موضة و(ترند)، يشارك في تكريسه بعض أطباء التجميل لدواعي الربح والشهرة، وتنجرف في سيله الكثير من الفتيات من مشاهير السوشيال ميديا».
نحو الأفضل
على صعيد متصل، شددت فاطمة شرف الدين على ضرورة وضع حدود لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والمراقبة الجادة لما يتابعه الأطفال والمراهقون من حسابات يمكن أن تفاقم من مشكلاتهم النفسية والمجتمعية، وتتسبب في مشكلات خطيرة، أبرزها التنمر، وحوادث الانتحار التي بدأت نسبتها في التزايد أخيراً، داعية إلى تغيير الصورة النمطية الخاطئة عن مفهوم الجمال من خلال احترام الذات، والتركيز على القدرات، وتوعية الأهل من خلال دفعهم نحو عوالم الكتب ومصادر المعرفة التي تنمي عقولهم، وتثري مخيالهم، وتزودهم بذخيرة فكرية تسهم في تغيير المجتمع نحو الأفضل.
وحول ظروف تقديمها لرواية «إجاصة ميلا» التي ناقشت فيها اضطرابات الطعام «الأنوركسيا» لدى المراهقين، أشارت الكاتبة فاطمة شرف الدين إلى اعتمادها على العديد من المصادر الميدانية والمقابلات الشخصية، التي ركزت من خلالها على إيصال رسائل مهمة تدعو إلى ضرورة التصالح مع الذات، مشيرة إلى صعوبة هذه المرحلة بالنسبة للمراهقين والمراهقات من ناحية نظرة الأهل، والدور السلبي الذي يمكن أن يمارسه محيط العائلة والأهل في هذا المجال، عبر إنكارهم لوجود مشكلة، وعدم تقديرهم لمداها على الصحة النفسية والجسدية لأبنائهم.
الجمال والصحة
من جهتها، دافعت ليليان زهر عن الصحة الجسدية للأشخاص، واعتبرتها الخطوة الأهم في تحقيق التوازن النفسي والجمال الطبيعي، متحدثة عن كتابها «عيشها صحية»، الذي سعت من خلاله إلى تقديم وصفات غذائية متنوعة، غنية بخيرات الطبيعة ذات الجودة العالية، التي اعتبرتها زهر مساعدة في الحفاظ على الصحة والرشاقة و«الجمال الطبيعي» بطريقة عصرية ترضي ذائقة محبي الطعام، دون أن تحرمهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news