10 أيام في حضرة تراث الإمارات البحري
على مدى 10 أيام متتالية، تحتفي أبوظبي بالتراث البحري لدولة الإمارات، عبر النسخة الثانية من مهرجان التراث البحري 2023، الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، خلال الفترة من 17 إلى 26 فبراير الجاري، في منطقة «ع البحر» على كورنيش أبوظبي. ومن المتوقع أن يجتذب ما يقرب من 50 ألف زائر.
يحمل المهرجان زواره في رحلة عبر الزمن، ليجدوا أنفسهم يتحولون في قرية ساحلية تراثية تم تصميمها وبناؤها على الكورنيش، لتحاكي القرى القديمة في الإمارات، وفق ما أوضحت أخصائي أول تطوير البرامج في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، مريم حمد الجنيبي، خلال الجولة الإعلامية التي تم تنظيمها صباح أمس، لافتة أن المهرجان يتكون من قسمين رئيسين، هما قرية الصيد وقرية التجارة، إلى جانب ساحة الألعاب التقليدية والمسرح.
وأوضحت الجنيبي أن قرية الصيد التي تقام بالتعاون مع جمعية أبوظبي التعاونية لصيادي الأسماك، تضم سوق الصيادين ومنطقة الحرف المرتبطة بالبحر والصيد، وتقدم للجمهور المعلومات حول اللؤلؤ والغوص، من خلال خبراء في هذا المجال، كما يتم تقديم مشهد يومي لمزاد بيع الأسماك. أما قرية التجارة، وهي تقام هذا العام لأول مرة، وتضم برنامجاً جديداً يختص بالأقمشة والتطريز، ويتضمن معرضاً للأقمشة الإماراتية التقليدية، يوضح أنواعها ومسمياتها وأين كانت تصنع، وأنواع التطريز، وعرضاً حياً لصناعة الملابس التقليدية وتطريزها وتركيب التلي، أيضاً يمكن للزائر شراء قماش، ويشارك في تطريزه وخياطته. كما تقدم قرية التجارة برنامجاً آخر عن الطب الشعبي في الإمارات.
25 دكاناً تقليدياً
وأشارت إلى أن المهرجان يضم 25 دكاناً تقليدياً، موزعة على مناطقه المختلفة، إلى جانب محال لمشاريع الشباب ومحال المأكولات، ومن المتوقع أن يصل عدد زوار الحدث إلى 50 ألف زائر. لافتة إلى أن المهرجان يتضمن عدداً كبيراً من الفعاليات التي تتنوع بين التراثية والثقافية والترفيهية والرياضية، وتتسم بطابعها العائلي، ومناسبتها مختلف الأعمار، مثل ورش عمل لصناعة المحامل الخشبية للأطفال والكبار، كما يشهد مسرح المهرجان جلسات غنائية وعروضاً موسيقية لشباب إماراتيين يشارك فيها 12 مغنياً. لافتة إلى أنه سيتم تقديم عرض يومي تخرجه المخرجة نجوم الغانم، يجسد الدور الكبير للبحر في حياة سكان أبوظبي، حيث لم يكن مصدراً للرزق فقط، ولكنه كان نافذة على العالم، ووسيلة للتبادل التجاري والثقافي الذي شهدته المنطقة قديماً، ويشارك في العرض من 15 إلى 20 مؤدياً. كما تقام العديد من العروض الأدائية التراثية، مثل عروض العيّالة والآهلة والنهمة. كذلك يتيح المهرجان للجمهور المشاركة في تجربة مميزة لفلق المحار على محمل يرسو على الشاطئ، أو مشاركة النهامين في الغناء على المحمل. بالإضافة إلى مشاهدة عرض المحامل التراثية الذي يضم مجموعة مختلفة من المحامل، يراوح عددها من 8 إلى 10، لتعريف الجمهور بأنواع المحامل التراثية وأشكالها.
رياضات تراثية
وتحتل الرياضات التراثية والألعاب الشعبية مكانة بارزة ضمن فعاليات المهرجان، حيث تم تخصيص ساحة لتنظيم بطولات طلاب المدارس لفئات عمرية مختلفة، ضمن مجموعة من هذه الرياضات والألعاب الشعبية التي كانت ولاتزال تُمارس في دولة الإمارات منذ أجيال، مثل الكرابي ولمطارح. وبالتعاون مع نادي تراث الإمارات، يشهد المهرجان تنظيم سباق أبوظبي لقوارب التجديف التراثية فئة 40 قدماً، بمشاركة 1156 بحاراً، يتوزعون على 68 قارباً، بمعدل 17 بحاراً في كل قارب مع السكوني، يتسابقون لمسافة أربعة أميال بحرية، في أربعة أشواط تحمل ألوان علم الدولة.
فعاليات للجميع
يشهد مهرجان التراث البحري هذا العام تنظيم برنامج حافل بالفعاليات التي تناسب مختلف أفراد الأسرة من مختلف الأعمار، والتي تجسد ممارسات كانت تشكل جانباً مهماً في حياة أبناء البيئة الساحلية لسنوات طويلة خاصة قبل الطفرة، بما يسلط الضوء على حقبة مهمة في المنطقة، تشمل ورش عمل متنوعة، وألعاباً شعبية، ورواية القصص، وعروض الأداء التقليدية مثل عروض العيّالة والآهلة والنهمة، وعروض إحياء الماضي، ومنتجات حصرية وغيرها.
مريم الجنيبي:
«قرية الصيد تقدّم للجمهور معلومات حول اللؤلؤ والغوص من خلال خبراء في هذا المجال».
25
دكاناً تقليدياً موزعة على مساحة المهرجان.