«دبي الثقة».. بألوان ما بعد إكسبو تعانق جائزة «الجداريات والفنون»

بمشاهد محملة بتطلع دبي نحو المستقبل ومعانقتها للأحلام الكبيرة، تمكن الفنان الهندي سودير بيرينجات من الفوز بالدورة الخامسة من مسابقة الجداريات والفنون لعام 2022، والتي ينظمها ماركت الواجهة البحرية بالتعاون مع هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، إذ تميز العمل الفائز «دبي الثقة» في الدورة التي حملت شعار «دبي بعد إكسبو 2020» والذي كشف عنه أمس، بتقديم مشاهد من المدينة التي تحول أكبر الأحلام إلى حقيقة، إذ مزج بين ملامح من النهضة العمرانية والوجوه الإماراتية الواثقة بالمدينة ومستقبلها.

وقال المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في «دبي للثقافة»، الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، إن مسابقة ماركت الواجهة البحرية للجداريات والفنون تسهم في تعزيز الثقافة البصرية وروح الابتكار في دبي، مضيفاً: «استطاعت المسابقة بعد مرور خمس دورات، أن تتحول إلى منصة مبتكرة قادرة على استقطاب المواهب الفنية، وتمكنهم من التحليق في فضاءات الإبداع، والتعبير عن مخيلتهم وإبداعاتهم أمام كل شرائح المجتمع».

وأشار إلى أن المسابقة تسعى إلى إثراء هوية دبي الإبداعية، إذ تنسجم مع استراتيجية «الفن في الأماكن العامة» الهادفة إلى تحويل الإمارة إلى معرض فني عالمي مفتوح ومتاح للجميع، بما تقدمه من تجارب متفردة قادرة على إثراء المشهد الفني في دبي.

وعبر بن خرباش عن اعتزاز «دبي للثقافة» بشراكتها مع «ماركت الواجهة البحرية»، وما أفضت إليه من جداريات زينت وجه دبي، وأسهمت في دعم المواهب، وتسليط الضوء على الصناعات الثقافية والإبداعية.

من ناحيته، قال مدير ماركت الواجهة البحرية محمد المدني، إن «الاحتفاء بالمواهب المحلية وتسليط الضوء على أعمالها وإبداعاتها، يعد جزءاً رئيساً من رسالتنا، إذ تؤكد المسابقة على سعيهم الدائم لتوفير منصة جديدة لتمكين مختلف أفراد المجتمع من التعبير عن رؤاهم الفنية».

وجوه وأبراج

وقدم الفنان الفائز بالجائزة مشاهد متنوعة من دبي، تعمد من خلالها وضع صور أبراج وملامح من النهضة العمرانية، دون أن تغيب الوجوه والزي المحلي.

وعن عمله الفني «دبي الثقة» قال سودير لـ«الإمارات اليوم»: «أعمل في مجال الإعلان، وشاركت في المسابقة لأنني أردت أن أبرز التطلع نحو المستقبل وكذلك التوازن في الحياة، والذي شهده كل من يعيش في دبي بعد انتهاء معرض إكسبو 2020 دبي»، مشيراً إلى أن تنفيذ العمل استغرق منه 110 ساعات، واستخدم الأكريليك على الجدار مباشرة، لأن هذه المادة من المواد الصالحة للبقاء على الجدران ولا تحتاج إلى معالجة خاصة لتحافظ على بقائها.

وأوضح الفنان الهندي أنه يعيش في دبي منذ 15 سنة، وتعد هذه المسابقة هي الأولى التي يشارك فيها ويحقق إنجازاً من خلالها، على الرغم من تحقيقه العديد من الإنجازات في موطنه، واصفاً دبي التي يعشقها بأنها مدينة تحقيق الأحلام وصناعة المستقبل، لذا حرص على المشاركة في هذه الدورة من المسابقة.

متحف مفتوح

من جهته، قال مدير إدارة الفنون التشكيلية في «دبي للثقافة»، خليل عبدالواحد، عن أهمية المسابقة: إن «هذه المبادرة تبزر اهتمام الجهات غير المختصة بالمجال الثقافي بالفنون البصرية، وتؤكد أهمية وجود الفن في الأماكن العامة، وتعزز رؤية جعل دبي متحفاً مفتوحاً». ولفت إلى أن المسابقة تدعم المواهب في الدولة، وتنطوي على تقدير للمبدع، لاسيما من خلال حضور عمله في منطقة حيوية، فضلاً عن أن المسابقة تغذي الثقافة البصرية لدى الجمهور.

وأشاد عبدالواحد بتحلي الأعمال الفائزة بصبغة محلية، تعكس البيئة والثقافة من خلال مقيمين يعيشون في الإمارات، في ملمح يبرز التعايش بين الثقافات في الدولة. ونوه بأن «دبي» للثقافة أطلقت استراتيجية خاصة بالفن في الأماكن العامة، وتسعى إلى تعزيزها بالتعاون مع جهات مختلفة، لتعزيز المشهد البصري ودعم الفنون بشكل متواصل.

من جانبها، أوضحت مسؤولة التسويق الأولى في ماركت الواجهة البحرية، وعضو لجنة التحكيم في المسابقة، ميثاء محمد المري، أن «محور المسابقة لهذه الدورة كان (دبي ما بعد إكسبو 2020)، لأننا أردنا أن نوثق النجاح الذي حققته الإمارة من خلال الفن، وكانت الأفكار المقدمة متميزة جداً، وفاق العدد 250 مشاركة».

وأضافت أنه عند اختيار العمل الفائز يتم النظر للطريقة التي رسمت بها اللوحة والعناصر الموجودة فيها، ومدى تعبيرها عن الثيمة الخاصة بالمسابقة، مشيرة إلى أنهم واجهوا صعوبة عند اختيار الفائز في هذه الدورة، إذ إن الأعمال المشاركة تميزت بالفكر الإبداعي، لذا كان من الصعب الاختيار في ما بينهم.

وحول شروط الاشتراك بالمسابقة، قالت المري: «يجب أن يتخطى عمر المشارك 18 سنة، وأن يكون مقيماً في الدولة». وأعلنت عن خطط للتوسع في المسابقة، سواء من حيث الفئات أو حتى الأماكن، إذ أضيفت العام الماضي فئة الأعمال التركيبية، ومن الممكن إضافة «الديجتال آرت» العام المقبل، بينما سيتم التوسع جغرافياً الى مشاريع أخرى، منها مشروع إثراء ديرة، لأن الجداريات تعزز جمالية المشهد العام في المدن والوجهات.

لجنة تحكيم

تولى عملية تحكيم المسابقة التي شارك فيها ما يقارب 250 عملاً، لجنة متخصصة ضمت كلاً من الفنان خليل عبدالواحد، والفنانة ميثاء المري، ولاكلان جايد، وشركة إثراء دبي. واختارت اللجنة جدارية «دبي الثقة» بعد تحقيقها كل معايير المسابقة التي تمنح الفائز بالمركز الأول مبلغ 30 ألف درهم، بالإضافة إلى عرض الجدارية في ماركت الواجهة البحرية.

سعيد بن خرباش:

«المسابقة تحولت إلى منصة قادرة على استقطاب المواهب، وتمكنهم من التحليق في فضاءات الإبداع».

250

عملاً تنافست على لقب الدورة الخامسة من المسابقة.

الأكثر مشاركة