تستلهم عرائسها من إبداعات «الزمن الجميل»
أميرة البلوشي تصون تراث الجدّات بـ «دُمية عتيجة»
من التراث الأصيل، وإبداعات الجدات والأمهات، استلهمت الإماراتية أميرة البلوشي، مشروعها «دُمية عتيجة»، الذي يقوم على التمسك بمفردات من «الزمن الجميل»، وبالعرائس التي كانت تصنعها الجدات لحفيداتهن باستخدام مواد بسيطة، وتقديم هذه الدُمى بأسلوب عصري يسعى إلى جذب أطفال الجيل الحالي.
وقالت البلوشي لـ«الإمارات اليوم»: «إن مشروعي يهدف إلى استدامة الحِرف التقليدية صوناً لها من الاندثار، وحرصاً على نقلها للجمهور وتعريفه بالتراث الإماراتي ومفرداته، ومنها صناعة الدُمى الشعبية، التي تُعدّ من أقدم المهن اليدوية التي أتقنتها الجدات من أجل إسعاد حفيداتهن، كما تجسّد تقاليد محلية خاصة في ما يتعلق باللباس التقليدي في الدولة».
وأوضحت أنها «بدأت مشروعها في عام 2010، بدعم من والدتها ومساعدة من شقيقتها أحياناً. وبدأ وجودها ومشاركتها في الفعاليات في عام 2014، بعد أن تلقت دعوة من (مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان)، لتقديم ورش عمل حول صناعة الدُمى للكبار والصغار، ضمن (مهرجان قصر الحصن)، بعد أن قدمت (دُمية عتيجة)، ضمن عدد من المرشحين، وتم اختيارها»، لافتة إلى أنها استمرت في المشاركة في «مهرجان الحصن» خمس سنوات، كما استضافه «بيت الحِرفيين» لتقديم ورش عمل عن صناعة الدُمى التراثية، ورشحها القائمون على المكان لعرض «دُمية عتيجة» في معرض «نسج الثقافات من المكسيك للإمارات»، الذي نظم في «بيت الحِرفيين».
تجسيد للأصالة
وحرصت البلوشي على أن يعبّر اسم المشروع عن التراث، فكلمة «عتيجة» تجسّد الأصالة، بينما تُعدّ «دُمية» كلمة حديثة ومتداولة بين الجميع، منوّهة بأنها حريصة على أن صنع الدُمى بالطريقة التقليدية المتوارثة دون تغيير فيها، باستخدام الأقمشة المحشوة بالقطن، حتى يتعرف الأطفال حالياً إلى الشكل الأصلي لها، ولكن التغيير الذي قامت به يمثل في أن العروسة القديمة كانت تصنع من الخشب، والرأس من القماش المحشو بالقطن، فاستبدلت بالقطن المحشو في الجسم والرأس، حتى تكون الدُمية أكثر أمناً للصغار خلال اللعب بها.
كما تستخدم الخيوط لرسم العيون والشعر، أما ملابس الدمية فتعكس الملابس التراثية الإماراتية المختلفة، فإذا كانت تمثل سيدة كبيرة في العمر فترتدي عباءة الرأس التي تغطيها بالكامل مع البرقع، ولو كانت الدُمية لشابة فتكون بشعرها وترتدي الشيلة مع الثوب الإماراتي التقليدي المزيّن بالتلي، ومصنوع من الأقمشة التي كانت ومازالت تستخدم في الملابس النسائية التراثية (بوتيلة وبوطيرة ودمعة فريد وغيرها).
وتغطي الدُمية وجهها بالبرقع المصنوع بقماش النيل وبالقصّة الإماراتية القديمة، كما تصنع دُمى على شكل رجل للأطفال الذكور.
مشاركات
إلى جانب العرائس التراثية بأحجامها المختلفة، تصنع البلوشي نماذج مصغّرة تستخدم ميداليات أو زينة تعلق في الحقائب أو في السيارة أو كديكور في المنزل، مشيرة إلى أنها تشارك في المناسبات المختلفة، مثل الاحتفال باليوم الوطني، والمهرجانات مثل: مهرجان الحصن، ومهرجان التراث البحري، ويوم المرأة، والمعارض التراثية داخل الدولة وخارجها، إذ تحرص خلال هذه المشاركات على ارتداء الزي التراثي بالكامل، الذي يتكون من عباءة الرأس والبرقع، وهو الزي نفسه الذي ترتديه الدُمى التي تصنعها.
كما شاركت في برنامج «الشارة» التراثي في 2010 و2011، حيث تم تصميم دكان تعرض فيه الدُمى التراثية في الاستديو، وقامت هي بتصميمه.
أميرة البلوشي:
• «صناعة الدُمى الشعبية من أقدم المهن اليدوية التي أتقنتها الجدات من أجل إسعاد حفيداتهن، كما تجسّد تقاليد محلية خاصة في ما يتعلق باللباس التقليدي».
• «أحرص على صنع الدُمى بالطريقة المتوارثة دون تغيير، باستخدام الأقمشة المحشوة بالقطن، حتى يتعرف أطفال اليوم إلى شكلها الأصلي».
حِرف أخرى
قالت مؤسسة مشروع «دُمية عتيجة»، أميرة البلوشي: «إن صناعة الدُمية الواحدة تحتاج منها من أربع إلى ست ساعات، ولكن مع الوقت والخبرة أصبحت تنفذها في وقت أقل من ذلك»، مشيرة إلى أنها تمارس حِرفاً تراثية أخرى، مثل صناعة التلي والخوص وقرض البرقع وتفصيل ملابس الأطفال التراثية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news