يقدمون أعمالاً فنية تنبض بحب التراث خلال المهرجان
مواهب «سكة».. تطرّز الحكايات بخيوط الأصالة في قلب دبي
حكايات منسوجة بخيوط الفضة، ومطرزة بالذهب، وعبق التراث الإماراتي والخليجي، حملتها مجموعة من الأعمال الفنية المشاركة في النسخة 11 من مهرجان سكة للفنون والتصميم الذي انطلق أول من أمس ويستمر حتى الخامس من الشهر المقبل، إذ استخدمت مجموعة من الفنانين عناصر التراث كالتلي والخزف والنسيج، لصياغة أعمال فنية تنبض بحب التراث.
وفي قلب حي الفهيدي التاريخي بدبي، توزعت الإبداعات التركيبية بين أروقة «بيت سكة» و«بيت خليجي»، بأفكارها الملهمة التي تبرز غنى التراث المحلي والخليجي، وتعكس ثراء قطاع الفنون في دبي.
من خلال لغة الفن المعاصرة قدمت الفنانة سارة الخيال أعمالها التوثيقية عن حرفة التلي، إذ جمعت في مشروعها بين تقديم الجلابيات والجانب التوثيقي، مضيفة عن معرضها لـ«الإمارات اليوم»: «لقد قدمت عبر مشاركتي في المهرجان مشروعين، الأول في بيت التلي، والذي أوثق فيه التلي وقصصاً خاصة بالنساء اللواتي كن ينسجنه، ثم حولت هذه الحكايات إلى أقمشة، ووضعتها على جلابية، وفي المشروع الثاني صممت ورقاً خاصاً بتغليف الشوكولاتة مستوحى من حياكة التلي، كما قدمت جلابية النخلة احتفاء بهذه الشجرة، ووضعت تصوراً للشجرة على هيئة هذا الثوب التراثي».
وأوضحت سارة: «درست الغرافيك ديزاين، وتعلمت حياكة التلي من جدتي، كما أنني أحب تاريخ الإمارات، ولدي الشغف بتوثيقه، وإنما بطرق جديدة ومعاصرة، ولذا حرصت على تقديم مشاريع توثيقية تُلبس، فهذا يمكنني من نشر القصص القديمة على نحو معاصر».
ولفتت إلى أن مشاركتها في مهرجان سكة للفنون والتصميم هي الأولى، وحرصت على الوجود لأنها أرادت تقديم النخلة وعناصر التراث في معرض يسمح لجميع الجنسيات برؤيته، معتبرة الفن وسيلة لتقديم الثقافة الإماراتية، والتي تحضر في الاحتفالات كحرفة فقط، بينما الاستماع للقصص التي ترويها النساء يمنح الجمهور فرصة للتعرف عليها بشكل مختلف تماماً. ورأت أن التلي ليس له عمر وحدود في طريقة تقديمه، ما جعلها تعمل على توثيق الحرفة، لأنها كانت أكثر من مهنة، إذ كانت مصدر دخل لبعض النساء، ولهذا أطلقت على العمل اسم «عُملة التلي»، فقد كانت النساء تبعنه حين تحتجن إلى المال خصوصاً أنه كان يصاغ بخيوط الفضة الحقيقية، بينما اليوم ينسج بخيوط البلاستيك التي تحمل اللون الفضي.
تصاميم
وحضرت الأقمشة من خلال مجموعة من الأعمال، إذ نسجت من خلال الخيوط مجموعة من الفنانات أعمالهن المستلهمة من التراث، ومنها عمل «كشف الطيات» لسلمى المنصوري الذي تسعى من خلاله لدراسة علاقتها وإحساسها بمسقط رأسها «غياثي» في أبوظبي، إذ ترى أن الأقمشة تخفي بين طياتها هوية المكان وتاريخه والكثير من الذكريات والعواطف والتجارب.
بينما برعت الفنانة حمدة أحمد الفلاحي في توظيف الخيوط وتطريز التلي، لإنتاج عملها «سولعي» ليشكل سلسلة تجريبية مستلهمة من قصائد الشعر العربي.
أما المصمم مايد عبدالله فترجم من خلال «موقع إنشائي» انشغاله بتصميم الأزياء، إذ قدم قطعاً كلاسيكية ممزوجة بأزياء الشارع، استلهمها من أشكال هندسية ثنائية الأبعاد.
بينما استعادت الفنانة آمنة البنا عبر «أقمشة BRX» الحنين إلى عقد التسعينات من القرن الماضي، عبر ابتكار تصاميم متنوعة في أساليبها لإنتاج قطع فنية متفردة.
من جهتها، أكدت الفنانة عائشة حاضر أن الفن هو أحد أشكال العمل الجماعي، من خلال عملها «تركيبات محمولة»، وهو عبارة عن سلسلة حقائب يد مصنوعة من مواد مختلفة، مثل: النحاس، والسجاد، والإكريليك، والفضة.
في حين اتخذ المصمم عمر النجار، مؤسس شركة «فيليني» من المعرض فرصة لتقديم عشقه للساعات، إذ تظهر مجموعته «كرسهير» شغفه بالتصميم المبتكر للساعات.
وقدمت الفنانة سارة السامان من خلال عملها «يكتبون قصصاً عن أماكن مثل هذه»، رؤيتها للمغامرة على اختلاف أشكالها، سواء كانت في مكان ما أو داخل كتاب أو حتى أغنية.
قبل أن تُنسى
من جهتها، تقدم الفنانة عائشة أحمد المرر مع زميلتها البريطانية كلير بيكر «ماريات أم هلال – قبل أن تُنسى» وهو عبارة عن قلادة مصنوعة من الخرز الذهبي، وهلال مرصع بحبات اللؤلؤ والياقوت، وتهدفان من خلاله إلى إبراز أهمية توثيق وحفظ المجوهرات التقليدية من النسيان والضياع، ليمهد العمل الطريق لإطلاق حملة «قبل أن تُنسى» في الإمارات.
أما «فلاور لاب» فأخذ على عاتقه تزيين «بيت سكة» بالورود، باستخدام زهور «جيبسوفيلا» الصغيرة التي تمتاز بألوانها الفاتحة، ويعتمد العمل على اللونين الفضي والذهبي كإشارة إلى الحداثة والذوق الفني للتركيب.
رمزيات
وتحمل الأعمال الفنية التي يحتضنها «بيت خليجي» في مهرجان سكة الفني الذي يندرج تحت مظلة «موسم دبي الفني»، دعوة لاستكشاف الحنين والذكريات التي مثلت محور المعرض الجماعي «ذكرياتنا» بما ضمه من أعمال فنية بصرية ثرية برمزيات حملت بصمات ثلاثة فنانين من الإمارات والبحرين وسلطنة عمان.
وأضاءت الفنانة العمانية حمدة سالة من خلال عملها الفني التركيبي «حنين» على البيوت القديمة وذكريات الناس في طفولتهم، بينما استكشف الإماراتي حمدان الشامسي مفهوم الحنين عبر عمله «بدون عنوان»، وفيه استند إلى تقنية «الكولاج» والوسائط المتعددة، لتوفير تجربة حسية متكاملة ترتكز على استعادة الصور القديمة، وأشرطة الكاسيت، والمجلات القديمة، وأجهزة الراديو. أما البحرينية يارا أيوب، فأطلت بعملها «واتريمبو» (Wa Traimboh) الذي يبدو تحويراً لنطق الكلمات الإنجليزية (White Rainbow)، وفيه استعادت الطقوس التي تسبق حفل الزفاف وتشكل جزءاً فريداً من الثقافة البحرينية.
سارة الخيال:
«تعلمت حياكة التلي من جدتي.. ولدي شغف بتوثيق تاريخ الإمارات، ولكن بطرق جديدة ومعاصرة».
«مشاركتي في المهرجان هي الأولى، وحرصت على الحضور لأنني أردت تقديم عناصر من تراثنا في معرض تراه كل الجنسيات».
بين الذهب والأحجار الكريمة
إلى جانب الأعمال الفنية المستوحاة من التراث، تحضر المجوهرات في النسخة الـ11 من مهرجان سكة للفنون والتصميم الذي تنظمه «دبي للثقافة». وشكلت تصاميم المجوهرات جزءاً من مجموعة الأعمال التي يضمها «بيت سكة»، إذ أعادت «مسك للمجوهرات» عبر مجموعتها «التراث» تخيل شكل تراث المنطقة، وعلاقته مع المجوهرات المعاصرة، وشكلت إطلالة على الموازنة بين الأحجار الكريمة والذهب.
بينما كشفت علامة «نرايا للمجوهرات» عن أحدث تصاميمها المتمثلة بمجموعة «سيدتي» المبتكرة، وهي بمثابة احتفال بجمال وسحر الأحجار الكريمة، وما ترويه ألوانها وخصائصها من قصص الطبيعة المختلفة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news