نحن هنا.. مواهب إماراتية تبحث عن نظرة من المنتجين و«الفضائيات»
تجربة إبداعية فريدة خاضتها مجموعة من الشباب الإماراتي، الذين قرروا توحيد الرؤى لخوض مغامرة الانتقال من خشبة المسرح إلى الشاشة الكبيرة، حيث الفن السابع وتجارب صناعة الأفلام السينمائية القصيرة، التي نقلوا من خلالها بعض طموحاتهم الفنية الكبيرة وأحلامهم، كما سلطوا الضوء على كثير من القضايا التي نجحوا في إيصالها إلى المشاهدين بلغة بصرية جديدة لافتة، ستضمن لهم النجاح الجماهيري المرتقب مستقبلاً في حال توافرت لها الظروف والدعم المناسبين من قبل شركات الإنتاج، وكذلك شاشات الفضائيات، إذ يبحث كثيرون منهم عن فرصة يستحقونها.
وكشف المخرج الإماراتي حسين الأنصاري، لـ«الإمارات اليوم»، عن تفاصيل المبادرة الإبداعية التي أشرف على تنفيذها، والتي تبنتها جمعية الشارقة للفنون الشعبية والمسرح، وشهدت إقبالاً لافتاً تجاوز 150 شخصية رسمية وفنية وإعلامية، موضحاً: «بدأت فكرة مبادرة (من المسرح إلى السينما)، أثناء تحضيري للفيلم السينمائي القصير (ليت) مع نخبة من الشباب الإماراتي الموهوب، الذين قرروا خوض تجارب إبداعية مغايرة وتقديم نمط فني جديد من بوابة مجموعة من الأفلام القصيرة، التي تم العمل عليها وإنتاجها خلال فترة قياسية لم تتجاوز 20 يوماً، وذلك، للمشاركة في مهرجان العين السينمائي الدولي في دورته الخامسة».
وأضاف: «البداية كانت مع الكاتب سلطان بن دافون، الذي أنجز سيناريو فيلم (ليت)، ثم كتب فكرة فيلمه (نصه) الذي عمل على إخراجه أيضاً، بعدها أفلام (تفاحة) للمخرج خلف جمال فيروز، و(فوطة) للمخرج هاني الغص، و(هيا) للمخرج محمد الحميد، و(هوس) للمخرج محمد عادل، فيما قام المخرج عبدالله نبيل بتقديم فيلم حمل عنوان (الاختيار)، وأتيحت لخمسة من هذه الأفلام القصيرة فرصة المشاركة في مسابقة (الصقر الإماراتي القصير)، ضمن فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان العين السينمائي الدولي الذي اختتم أخيراً، كما أن نصوص (نصه) و(تفاحة)، فازت في وقت سابق في النسخة الثانية من مسابقة مهرجان أبوظبي للسيناريو غير المنفذ، والتي تم تنفيذها وتحويلها من الورق إلى الشاشة الذهبية».
حماسة
ولم يخف الأنصاري حماسته بهذه التجارب الإماراتية الشابة التي استطاعت أن تنجز أعمالها القصيرة، بالاعتماد على موهبتها وخبراتها السابقة في مختلف مجالات العمل الفني، مشيراً إلى تميز الإماراتي سلطان بن دافون، في مجال كتابة السيناريو، وبراعة هاني الغص، في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، ومهارة محمد عادل، في مجال هندسة الصوت، ومن ثم موهبة محمد عبدالسلام، في مجال المونتاج والتقطيع السينمائي.
وأكمل: «كشفت هذه التجربة الإبداعية الرائدة، عن كثير من الطاقات والمواهب الكامنة لدى هؤلاء الشباب، وهذه مناسبة مهمة لتوجيه دعوة مفتوحة إلى شركات الإنتاج المحلية وقنوات التلفزيون في الإمارات، للالتفات إلى المواهب الإماراتية وإعطائها الفرصة التي تستحق للتعبير عن أحلامها وطموحاتها وريادة المشهد الفني المحلي عموماً».
رسائل
من جانبه، توقف المخرج والكاتب الشاب سلطان بن دافون، عند بداية التحاقه بفرقة المسرح الحديث، ومكافحته لدخول عدد من الدورات التدريبية والتأهيلية في مجالات الكتابة المسرحية والسينمائية، قبل قرار التوجه إلى التأليف المسرحي لتقديم مجموعة من الأعمال المسرحية الخاصة بالأطفال، وتفرغه من ثم لكتابة سيناريو فيلمه القصير «نصه»، الذي وصفه بالقول: «إنه عمل يحمل العديد من الرسائل الاجتماعية، التي تم استقاء مادتها الأساسية من قصة واقعية، شارك في أداء شخصياتها كل من والدته وأبناء شقيقاته، وهو في الوقت الذي أتاحت له هذه التجربة السينمائية المتكاملة، الإطلاع على آراء النقاد والتعرف إلى العديد من وجهات النظر التي حفزته على الاستمرار في هذا المجال الإبداعي ومن ثم، ابتكار وتنفيذ أفكار فنية خلاقة مستقبلاً».
حلم بعمل متكامل
أما المخرج محمد الحميد، القادم من أوساط تقنيات المونتاج وإخراج الكليبات الفنية، فتحدث عن رغبته في تقديم عمل سينمائي متكامل، وانتظار الفرصة السانحة لتقديم فيلمه القصير «هيا»، الذي يوجه فيه رسالة إنسانية هادفة تشجع على التمسك بالحقوق والدفاع عنها، من خلال قصة فتاة تكابد في المطالبة بحق شقيقها المتوفى، بمشاركة كل من الممثلة آمنة فهد وباسل التميمي.
وأكد: «كنت سعيداً للغاية وأنا أتابع ردود أفعال الجمهور ووجهات نظر النقاد حول حركة الكاميرا وأداء الممثلين، ومدة الفيلم التي لا تتجاوز خمس دقائق، وكلها ملاحظات سأعمل من خلالها على تطوير أدواتي مستقبلاً»، مشيراً إلى أن الساحة الفنية المحلية تزخر بالقدرات الواعدة التي تستحق الالتفاتة، وهناك العشرات من المواهب الشابة التي مازالت تتنظر الفرصة المناسبة والدعمين المادي والمعنوي.
جوائز
من خلال مشاركته كممثل في فيلمي «ليت»، و«فوطة»، وتصديه لإخراج فيلم «هوس»، أشار الفنان محمد عادل، إلى تجاربه السابقة ونيله العديد من الجوائز، ومن بينها أفضل موهبة جديدة في مهرجان دبي للمسرح الشباب في عام 2016، وجائزة أفضل ممثل دور أول في 2018، فضلاً عن مشاركاته في مسرحية «غصة عبور» للمخرج محمد العامري، والعديد من المسرحيات مع الفنان مروان عبدالله صالح، لافتاً في الوقت نفسه إلى تجربة انتقاله إلى شاشة السينما، من خلال مشاركته في فيلم «40» للمخرج طلال محمود، داعياً القائمين على الفن والإبداع في الإمارات، إلى عدم النظر إلى المواهب الشابة باعتبار انحدارها من مدارس الخشبة، بل باعتبار مواهبها المتنوّعة وحاجتها الماسّة إلى نظرة منصفة تواكب تجاربها وقدراتها، وتسمح لها بالانطلاق والتعبير عن طاقاتها المكنونة.
بعيداً عن الشهرة
أما المخرج الشاب عبدالله نبيل، فأضاء على فيلمه السينمائي القصير «الاختيار»، الذي يتناول حكاية شاب ضائع بين طريق أحلامه الخاصة وقرارات كبار الأهل التي أيقن مع مرور الوقت، أنها قد لا تكون صائبة على الدوام، متوقفاً عند تجربته الأولى في مجال الإخراج السينمائي التي أتت بعد تجاربه المتعددة في التمثيل منذ عام 2011، ومشاركته في العديد من الأعمال الدرامية الإماراتية مثل: «حدك مدك»، و«دار الزين»، «شبيه الريح»، و«ريح الشمال»، وغيرها من الأعمال الفنية الناجحة للشاشة. وأضاف: «أشعر بأن لدي طاقة فنية متجددة، تدفعني دائماً للتجريب والبحث عن أدوات جديدة لتطوير موهبتي الفنية، فأنا لا أبحث عن الشهرة بقدر بحثي المتواصل عن التجارب الفنية الحقيقية التي تقربني من أهدافي بتحقيق أحلامي». جيل
جديد
قال المخرج الإماراتي حسين الأنصاري، عن الأصداء الإيجابية التي خلفتها الدورة الأولى من أمسية «من المسرح إلى السينما»، التي شهدت مشاركة الشيخة نوار بنت أحمد القاسمي، مديرة مؤسسة الشارقة للفنون، وعدد من النقاد وأساتذة الإعلام في جامعة الشارقة، فضلاً عن فنانين من الإمارات والسعودية وسورية ولبنان، إن «الأفلام الإماراتية السبعة القصيرة التي أنجزتها مجموعة المواهب، حصلت على العديد من دعوات المشاركة والعرض في أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، والنادي العربي، إضافة إلى جهات ثقافية أخرى في خورفكان، وغيرها من مدن الدولة». وأعرب عن أمله في أن تستمر هذه الفعالية السينمائية على مدار السنوات المقبلة، لتسهم في تأسيس جيل جديد من الطاقات الإماراتية الواعدة في مختلف مفاصل ومجالات العمل الفني والإبداعي.
5
أفلام من الأعمال السبعة القصيرة أتيحت لها فرصة المشاركة في مسابقة الصقر الإماراتي القصير، ضمن الدورة الخامسة من مهرجان العين السينمائي الدولي.