خلال جلسة دامجة للمبادرة في «بيت الحكمة»
حوار جديد لـ «أرى» يعزّز وصول الكتب الميسرة إلى المكفوفين
أكدت الشيخة جميلة القاسمي، رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أهمية تضافر جهود المؤسسات لتوفير الكتب الميسرة للأطفال المكفوفين وضعاف البصر، لما يشكله ذلك من ضمانة لتحقيق الشمولية في التعليم، والارتقاء بسبل رعاية الأطفال الذين يعانون الإعاقات البصرية، بما يحقق أهداف الرؤية الشاملة لإمارة الشارقة.
وأضافت: «عدم قدرة الآلاف من الأطفال على الرؤية لأسباب صحية، لا يعني عجز عقولهم عن اكتساب المعرفة، وضعف قدرتهم على توسيع مداركهم، بل على العكس، فإن هذا التحدي لطالما كان دافعاً لكثيرين من المكفوفين لبذل المزيد من الجهد خلال مراحلهم الدراسية، والتميز في المجالات المختلفة، التي تجعل منهم مساهمين في تنمية المجتمع على المدى الطويل».
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية دامجة، نظّمتها مبادرة «أرى»، التابعة لمؤسسة «كلمات»، أول من أمس، في «بيت الحكمة» بالشارقة، لاستكمال تفعيل بنود وتوصيات «معاهدة مراكش»، التي تديرها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «WIPO»، إذ تعد مؤسسة كلمات أول جهة حصلت على ترخيص العمل ببنودها من وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات، وتتيح لها إعداد نُسخ من الكتب والمصنفات في نسق ميسر دون إذن المؤلف للكتب الخاصة بالمكفوفين وأصحاب الإعاقات البصرية.
كما استضافت الجلسة جهات داعمة لمبادرة «أرى»، وهي جمعية الشارقة الخيرية، ومصرف الشارقة الإسلامي، وهدفت إلى تبادل الأفكار - مع ممثلي مؤسسات معرفية ومختصين وأطفال وشباب مكفوفين وضعاف بصر وأقرانهم المبصرين وأولياء أمورهم - حول أفضل ممارسات توسيع خيارات النشر للكتب الميسرة للأطفال والشباب ذوي الإعاقات البصرية، وتمكينهم من الوصول إلى مصادر المعرفة.
بدورها، قالت مديرة مؤسسة كلمات، آمنة المازمي، إن «الجهود التي نبذلها لإيصال مصادر المعرفة إلى المزيد من المكفوفين وضعاف البصر تكتسب تأثيراً أوسع عبر عقد المزيد من الشراكات، والتعاون مع مختلف الجهات التي تضمن الاستفادة المثلى من الحصول على ترخيص معاهدة مراكش، ما يتيح لنا إعداد نُسخ من الكتب والمصنفات في نسق ميسر، يزيد من قوائم العناوين الخاصة بالمكفوفين وأصحاب الإعاقات البصرية، ونحن مستمرون في إشراك المزيد من المؤسسات ودور النشر، للمساهمة في تلبية شغف المحتاجين للمعرفة».
واقترح مشاركون أفكاراً تعزز من إمكانية وصول مصادر المعرفة للمكفوفين وضعاف البصر، منها تشجيع تدريس اختصارات «برايل»، التي من شأنها أن تسمح للمكفوفين بقراءة المزيد من الكتب في وقت أقصر، وتكثيف إنتاج الكتب المسموعة لخدمة الأطفال الذين فقدوا بصرهم في عمر متقدم، ولم يتمكنوا من إتقان القراءة بطريقة «برايل».
كما اقترح آخرون توسيع التعاون لإتاحة وصول المكفوفين إلى مجموعة واسعة من الكتب، خصوصاً طلاب الصفوف العليا، بما يراعى فيه المستوى العمري والمرحلة الأكاديمية للطالب، وطباعة القصص والسير الذاتية للشخصيات التاريخية والمعاصرة، التي تعد مصادر إلهام وتحفيز للأفراد المكفوفين، وأن تتبنى تلك القصص تعزيز الثقة في نفوس المكفوفين وضعاف البصر للاستعانة بها على تحديات الحياة.
دفعة ثانية
وقّعت «مؤسسة كلمات»، على هامش الجلسة النقاشية، مذكرة تفاهم مع كل من جمعية الشارقة الخيرية، ومصرف الشارقة الإسلامي، لرعاية إنتاج الدفعة الثانية من كتب مبادرة «أرى» الميسّرة، وتوفيرها للأطفال العرب المكفوفين وضعاف البصر حول العالم.
جميلة القاسمي:
«التحدي كان دافعاً لكثيرين من المكفوفين لبذل المزيد من الجهد خلال مراحلهم الدراسية والتميز في المجالات المختلفة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news