«كليات الإعلام وسوق العمل» ندوة في «الثقافة والعلوم»
في مسعى لمناقشة عدد من القضايا المتعلقة بمجال الإعلام بين النظرية والتطبيق، استضافت ندوة الثقافة والعلوم في دبي فعاليتين، الأولى معرض حمل عنوان «هُنا»، بالتعاون مع قسم الإعلام التطبيقي في كليات التقنية العليا، وندوة «مستقبل كليات الإعلام ومتغيرات سوق العمل» التي شارك فيها عدد من الأكاديميين والمتخصصين، وأعضاء مجلس إدارة الندوة.
وأشاد رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، محمد المر، بمعرض «هُنا»، وتنوع الأعمال، وعمق رؤيتها، وارتباطها بالتراث والموروث الإماراتي، مؤكداً على أهمية تنمية إبداعات أعضاء هيئة التدريس التي تسهم في الوقت نفسه في تطوير إمكانات الطلاب، وتحفزهم على الابتكار والإبداع.
ضم المعرض أعمالاً فنية متنوعة للكادر الأكاديمي، تنوعت بين رواة قصص ومبتكرين ومفكرين متعددي التخصصات وذوي الخبرة في التعليم والصناعات الإبداعية من شتى المجالات. وتسعى الهيئة التدريسية في قسم الإعلام التطبيقي لخلق تجارب إبداعية مع الطلبة، تسلّط الضوء على أعمال مفاهيمية خارج الفصل الدراسي، إضافة إلى السعي لاستكشاف مجالات جديدة في العالم الإبداعي.
كما ضم المعرض أعمال التصوير والتصميم والرسم وأفلاماً قصيرة والتصميم التفاعلي. ويعكس المعرض تأثير الثقافة الإماراتية وحضورها رغم الثقافات المتنوعة للكادر الأكاديمي.
الدكتورة سافورة عبدالجليل، أستاذة الإعلام التطبيقي، شاركت بعمل فني تفاعلي يتغنى بالجمال الخفي للمرأة الإماراتية المتمسكة بدينها وعاداتها وتقاليدها. وتركز د. سافورة بعرض أعمالها بطرق تفاعلية، يتفاعل معها الجمهور، وتسعى لالتقاط اللحظات العابرة التي تعيشها مع من حولها من الثقافات المحلية.
أحلام البناي أستاذة الإعلام التطبيقي عرضت مجموعة صور فوتوغرافية، أطلقت عليها اسم «الحنين»، تأخذ الجمهور في رحلة إلى الماضي والذكريات، وعودة الأشخاص إلى المكان نفسه، ولكن في فترة زمنية مختلفة وظروف مختلفة مع ارتباط بقية التفاصيل بذكريات لازالت عالقة في الذاكرة. تدعو الأستاذة أحلام إلى العيش في الحاضر بحب وخلق ذكريات جميلة للمستقبل.
لميس موافي عرضت عملاً فنياً جمع بين المواد والأنماط التي تعرض الثقافة الإماراتية والتراث الغني بالحرف ذات صلة بدولة الإمارات التي أصبحت بيتاً لها ولعائلتها، وقدمت الدولة لها فرصة للإلهام بهذا العمل الفني.
في السياق نفسه، بحثت ندوة «مستقبل كليات الإعلام ومتغيرات سوق العمل»، التي أقيمت بالتعاون مع الرابطة العربية لعلوم الإعلام والاتصال، مجموعة من القضايا، وأدارها أستاذ الإعلام السعودي د. سعيد بن صقر، مؤكداً أهمية الموضوع وضرورته في ظل التحديات المتلاحقة والتطور التقني الهائل، الذي يؤثر في الصورة الذهنية للإعلام ويؤصل لمفاهيم وأطر حديثة.
وذكرت د. مثاني حسن، ممثل الرابطة العربية، أن الرابطة شبكة للباحثين في مختلف الدول العربية، تضم باحثين في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية، وتهتم بالبحث العلمي.
وتطرقت الدكتورة مي العبدالله، استاذ الإعلام في الجامعة اللبنانية، إلى موضوع كليات الإعلام والاتصال أي هوية؟ وأي سوق عمل؟ والسبيل نحو إعادة هيكلة كليات الإعلام بما يناسب مع التطور التكنولوجي.
ورأت د. مي أن العائق الأساسي للمشاركة في الإنتاج المعرفي في المنطقة العربية هو غياب السياسات والرؤى البحثية، والمختبرات والفرق البحثية التي تحتضن الأعمال البحثية، وتستثمر نتائج الدراسات التي تذهب سدى، وتبقى من غير فائدة عملية، وأكدت أن الجهود البحثية موجودة في عالمنا العربي، لكنها لم تثمر، بسبب غياب سياسات البحث العلمي وضعفها. من هنا، يضيع مفهوم البحث العلمي لدى الباحثين أنفسهم، فيركزون على المناهج الثقيلة والأفكار الشائعة والنظريات الموروثة، دون محاولة تقديم المختلف والجديد.
وأشار د. عبدالله الحمود، الأستاذ المشارك بكلية الإعلام جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (الرياض)، إلى موضوع تأهيل أعضاء هيئة التدريس بما يتناسب والتخصصات الإعلامية الحديثة، وأهمية مواكبة كليات وأساتذة الإعلام للمستجدات المهنية والتطبيقات العملية والمهارية، فقد بات للإعلام كل يوم جديد، بحيث سبق الممارسون الأكاديميون، وأكد على أهمية إضافة مواد عن صناعة المحتوى وما يرتبط به من وظائف وسائل التواصل الاجتماعي، ومحاولة سد النقص في البرامج والدورات التطويرية لأعضاء هيئة التدريس، لتمكينهم من مواكبة المستجدات التقنية الحديثة في الإعلام.
وأكدت د. نوال النقبي أستاذة الإعلام بجامعة الشارقة على أهمية تطوير المهارات اللازمة لسوق العمل في كليات الإعلام، وتدوير المعرفة للعاملين في المجال الإعلامي، وضرورة العمل على تصحيح صورة المؤسسات التدريبية لدى الطلاب، وتوضيح أنها ليست مجرد مؤسسات استثمارية تهدف إلى تحقيق الربح، وأهمية تفعيل دور المؤسسة الأكاديمية التعليمية في عملية التدريب العملي والدورات التدريبية، وذلك لسد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل.
أكدت على ضرورة عدم انتظار الخريجين فرص توظيف بالمؤسسات الإعلامية التقليدية، والعمل على الابتكار، والاستفادة من المساحات والفرص التي تتيحها البيئة الرقمية أمام العمل الإعلامي.
مي العبدالله:
• «الجهود البحثية موجودة لكنها لم تثمر بسبب غياب سياسات البحث العلمي وضعفها».
نوال النقبي:
• «على الخريجين الاستفادة من المساحات والفرص التي تتيحها البيئة الرقمية أمام العمل الإعلامي».
عبدالله الحمود:
• «لابد من برامج ودورات تطويرية لأعضاء هيئة التدريس لتمكينهم من مواكبة المستجدات».