حضور لافت للصالات الفنية المحلية في أقسام المعرض

المشاركات الإماراتية في «آرت دبي».. تجسيد لمشهد مزدهر

صورة

توسّعت المشاركة الإماراتية في النسخة الـ16 من «آرت دبي» الذي يختتم فعالياته اليوم في مدينة جميرا، سواء من خلال تجارب الفنانين المعروضة في مختلف الصالات عبر أقسام المعرض المتنوعة، أو حتى من خلال الصالات الفنية المحلية التي كان حضورها بمثابة صورة مصغرة عن الازدهار الذي تشهده الساحة الفنية في الإمارات.

وحملت الصالات الفنية أعمالاً في كل الأقسام، ومنها الفن المعاصر والحديث، وصولاً إلى «الديجيتال آرت»، إذ نجحت المشاركة الإماراتية في أن تبرز حواراً بين تجارب فنية مخضرمة وأخرى شابة وناشئة.

وقالت مؤسسة «طبري آرت سبيس» مليحة طبري لـ«الإمارات اليوم»، عن مشاركتهم في «آرت دبي»: «لقد بلغ عمر الغاليري 20 سنة في دبي والمنطقة، ولذا قررت في هذه الدورة أن أقدم أعمال ثلاثة فنانين شباب، ومنهم الإماراتيان هاشل اللامكي وزياد نجار، إلى جانب السعودي ناصر المنهم»، مشيرة إلى أن فكرة الأعمال تبدو وكأنها حوار مع الطفولة، إلى جانب الطبيعة، كما أن أسماء اللوحات ممتعة للمتلقي.

وأشارت إلى أنها أرادت أن تقدم صورة مشرقة ومبهجة من خلال الفن، خصوصاً أن الوطن العربي يشهد حالة من الإحباط في الفترة الأخيرة، موضحة أن الفن وإن كان يحمل رسائل وقضايا، فلابد من وجود لمسة فرح في الأعمال. وأشادت بمعرض «آرت دبي» الذي تشارك فيه منذ دورته الأولى، وبات يجمع عدداً كبيراً من البلدان من خلال الصالات.

تجارب مميزة

من ناحيته، يعود مركز «تشكيل» بعد انقطاع لفترة عن «آرت دبي»، للمشاركة بعرض أعمال ثلاثة فنانين، حسب نائب مدير المركز، ليزا باليتشغار التي قالت: «أردنا من خلال العودة للمشاركة تقديم أعمال الفنانة الإماراتية شما العامري التي عملت على كلمة (صح)، إلى جانب فنانتين من خارج الإمارات وهما باولا أنزيكيه وألونسا غيفارا، لأننا كمركز لا نهتم بالجانب المادي فحسب، بل نولي أهمية للاستثمار في مجال الفنون بخطط تدعم التقدم والنمو في المشهد ككل».

أما «غاليري عائشة العبار»، فتعد هذه المشاركة الأولى له في «آرت دبي». وأكدت مؤسِّسة الغاليري عائشة العبار: «نهتم بتقديم الفنانين الذين نعرض لهم على مدار العام، ولذا قررنا في (آرت دبي) تقديم أعمال أسماء بالحمر، وسلطان الرميثي، لأنهما يعملان على فترة السبعينات وبالتالي أعمالهما تسير في إيقاع متجانس ومتناغم». وأشارت إلى أن التجربة الأولى بالمعرض متميزة، خصوصاً لجهة الإقبال والحضور، مشددة على أن الصالة تحرص على تقديم تجارب فنية مختلفة ومتنوعة تجمع بين التجارب المخضرمة وكذلك الشابة.

أثر

وتقدم منصة 421 معرض «سيرة عبور» الذي يجمع تسعة فنانين ناشئين، وفق القيمة على المعرض دانيا التميمي التي أوضحت أن «سيرة عبور» عبارة عن بحث أجرته لمحاولة فهم الوقت كمبدأ وعنصر أساسي في الحياة، إذ ينظر البشر إلى الوقت على أنه شيء غير ملموس، والشيء الوحيد الذي يمكن فهمه من الوقت هو الأثر الذي يمكن ملاحظته بعد مرور الوقت. ولفتت إلى أن الفنانين المشاركين تعمدوا إبراز مفهوم الوقت من خلال مواد متنوعة، سواء عبر النحت أو التركيب أو حتى الأعمال التصويرية، لافتة إلى وجود فنانتين من الإمارات، وهما سارة الحداد وظبية الرميثي، إلى جانب سبعة فنانين من دول عربية وأجنبية.

ونوهت بأنها عملت على تقديم الأعمال على هيئة ممر يتيح للجمهور التعرف على الأفكار على نحو متتابع، وكأنها رواية لقصة.

من ناحيتها، قالت جودي كركور من «كاربون 12» غاليري، عن الأعمال المعروضة في صالتهم، إنها تضيء على أعمال الفنانة الإماراتية سارة المهيري التي تعمل على البيئة، والفنان البرتغالي جيل هيكتور كورتساو الذي يبني لوحته بشكل معكوس، فيضع الطبقات اللونية بشكل متعاكس.

مقتنيات

وتشارك «مقتنيات دبي» بمنصة إلكترونية خاصة خلال «آرت دبي»، لتقديم لمحة عن اللوحات والأعمال في المجموعة. وأكد مدير «مقتنيات دبي» كارلو ريزو، أن «المشاركة تحمل إلى الجمهور أعمالاً قد يصعب رؤيتها لأنها مقتناة في مجموعات، وحرصنا على الوجود لأن مفهوم مقتنيات دبي يقوم على ما تقدمه من فنون ولا يوجد لديها مبنى خاص». وأشار إلى أنه تم تقديم الأعمال عبر المنصة في هذه الفترة، لأنها تنمو وتكبر، وباتت تحمل سمات دبي وتحتويه من فنون من أنحاء العالم.

وفي قسم «الديجيتال آرت»، تبرز العديد من الصالات الإماراتية. وأكدت القيمة على القسم كلارا بييه، أن هذه الصالات تعكس التطور الحاصل في الساحة الفنية، سواء لجهة الوسائط المستخدمة في الفن، والتي توضح إلى أين يذهب الإبداع في الفترة الراهنة. ونوهت بالأعمال التي يقدمها غاليري جيلوه، الذي يقدم أعمالاً عبارة عن منحوتات مصممة بالـ«إل أي دي»، وتتطور على نحو مستمر، إلى جانب ما يقدمه غاليري «آرت سبيس» الذي يضيء على كيفية التفكير بمفهوم الديجيتال آرت على نحو مختلف.

عائشة العبار:

• «نحرص على تقديم تجارب متنوعة تجمع بين التجارب المخضرمة وكذلك الشابة».

مليحة طبري:

• «الفن مع الرسائل لابد أن يحمل لمسة فرح.. ونشارك في (آرت دبي) منذ دورته الأولى».

كارلو ريزو:

• «مشاركتنا تحمل إلى جمهور المعرض أعمالاً قد يصعب رؤيتها لأنها مقتناة في مجموعات».


ضوء على كل الألوان

قالت المديرة الإقليمية لـ«آرت دبي»، هالة خياط، لـ«الإمارات اليوم»، عن النسخة الـ16 للمعرض: «لقد أطلقنا المنصة الخاصة بهذه النسخة في مدينة جميرا، بمشاركة 130 صالة عرض من 40 دولة، مع التركيز على الجنوب، ليس لأننا نبحث عن التركيز على الجغرافيا، وإنما للإضاءة على الفن في هذه المنطقة من العالم، إذ إن هدفنا هو إلقاء الضوء على كل الألوان والأنواع».

وأشارت إلى بروز الأعمال التي تعتمد على المواد المعاد تدويرها، خصوصاً من القارة السمراء، لافتة إلى اهتمام المعرض كذلك بمناقشات مهمتها الإضاءة على حركة الفن، والثيمة الخاصة بها هي «التنبؤ بالحاضر»، واصفة الجلسات بميزان قياس لحرارة الحالة الثقافية التي تعتبر في مرحلة الغليان، بهدف التفكير إلى أين تذهب الحركة الفنية. ورأت أن المعرض قدم للجمهور فرصة التعرف على المشهد الفني في الإمارات بفضل الحافلات التي نقلت المهتمين بين مدن عدة تحفل بالتجارب الفنية، وكذلك التطبيق الذي يعرف ببرنامج «آرت دبي»، وكل ما تشهده الساحة في مختلف أنحاء الدولة.

تويتر