جلسة في «ندوة الثقافة والعلوم» ضمن «شهر القراءة»
«المكتبات من الماضي إلى المستقبل».. ذاكرة إنسانية ووعاء للمعرفة
أكد مشاركون في جلسة بعنوان «دور المكتبات من الماضي إلى المستقبل»، نظمتها ندوة الثقافة والعلوم في دبي، ضمن فعاليات «شهر القراءة»، أن المكتبات تُعدّ بمثابة ذاكرة إنسانية ووعاء للمعرفة، مشيرين إلى أنها المسؤولة بمختلف فئاتها عن تشكيل وعي المجتمع القارئ المثقف، ما أهلها لأن تتبوأ مكانة مرموقة بين الـ10 الأوائل دولياً على مستوى القوى الناعمة.
واستضافت الجلسة كلاً من: الباحث الإماراتي علي المطروشي، وأستاذ علوم المعلومات المساعد ومسؤول البرامج المهنية والجوائز بإدارة مكتبات الشارقة العامة التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، الدكتور عماد جاب الله، وأدراتها رئيسة قسم الثقافة الوطنية بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، الإعلامية شيخة المطيري.
واستعرض المطروشي مصادر الثقافة المحلية في منطقة الخليج قبل النفط، والتي تمثلت في الدين الإسلامي، والبيئة الطبيعية، وتراث البيئة الاجتماعية المحلية، والاحتكاك الحضاري مع الشعوب الأخرى، والكتب والمجلات، والراديو، مشيراً إلى حرص الرعيل الأول من بعض التجار ورجال الدين في الإمارات على اقتناء الكتب والمجلات، رغم صعوبة الحصول عليها في ذلك الوقت من عمر الدولة، إذ نجحوا في اقتناء العشرات من الكتب من العراق ومصر ولبنان، بل أسهموا في إقامة نواة لما يمكن أن نطلق عليه كلمة مكتبات في هذه السنوات.
ولفت إلى أن المكتبات الخاصة سابقة في ظهورها على بقية أنواع المكتبات، ومن أشهر ملاك المكتبات الخاصة قبل الاتحاد المغفور لهم الشيخ راشد بن مكتوم الأول، ونجله الشيخ مانع بن راشد، والشيخ سلطان بن صقر القاسمي، والشيخ سلطان بن سالم القاسمي.
وأوضح المطروشي أن «مكتبات علماء الدين أضفت زخماً للحركة الثقافية، ومن أشهر هؤلاء العلماء: حسن بن محمد الخزرجي، وعبدالرحمن بن حافظ، ومحمد نور بن سيف المهيري. كما كان للأدباء والشعراء والمثقفين دورهم في تكوين مكتبات، ومنهم: عبيد بن رحمة البدور، ومبارك بن حمد العقيلي».
من جهته، قال الدكتور عماد جاب الله: «إن دولة الامارات حريصة منذ عقود على الاحتفاء دوماً بالقراءة والثقافة والمبدعين»، مشيداً باختيار موضوع الجلسة عن المكتبات كمؤسسات للذاكرة الإنسانية في سياق الاحتفاء بـ«شهر القراءة». وألقى الضوء على مكتبة محمد بن راشد في دبي، ومكتبة بيت الحكمة في الشارقة كنماذج مضيئة لواقع حال المكتبات في الدولة، لتستكمل مسيرة مكتبات عريقة، كمنظومات مكتبات الشارقة ودبي وأبوظبي.
وأشار إلى أن ملامح الحداثة وتوطين التكنولوجيا في المكتبات ومؤسسات المعلومات تحمل مبشرات بأن استقطاب هذه الأدوات سيكون إضافة لوظيفة ورؤى وأهداف المكتبات، وضرب مثالاً حول تقنية CHAT GPT وما فرضته من تحديات تحتم على مؤسسات المعلومات الحراك لتطويعها والإفادة منها، بما يحقق رضاء المستفيد الذي هو البوصلة الرئيسة والهدف الأسمى لكل أنشطة وعمل مؤسسات المكتبات والمعلومات.
علي المطروشي:
• «الرعيل الأول في الإمارات نجحوا في اقتناء الكتب، وأسهموا في إقامة نواة، لما يمكن أن نطلق عليه كلمة مكتبات».
عماد جاب الله:
• «مكتبة محمد بن راشد في دبي، ومكتبة بيت الحكمة في الشارقة، نموذجان مضيئان لواقع حال المكتبات في دولة الإمارات».
العنصر البشري
تطرّق أستاذ علوم المعلومات المساعد ومسؤول البرامج المهنية والجوائز بإدارة مكتبات الشارقة العامة، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، الدكتور عماد جاب الله، إلى العنصر البشري وضرورة تسليحه بالعلم والمهارة اللازمين لتأدية الأدوار الرئيسة المنوطة به وكيف أن مؤسسات التأهيل والتدريب مطالبة بتصميم برامج تأهيلية تعمل على تمكين وتعزيز احترافية هذا العنصر البشري.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news