مهرجان مترو دبي للموسيقى.. شهادة على جاذبية مدينة تنبض بالفنون والفرح

اختتمت أول من أمس فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان مترو دبي للموسيقى، الذي جمع منذ انطلاقه في السادس من مارس الجاري نخبة مميزة من الموسيقيين المبدعين، وأصحاب المواهب الفريدة من أنحاء العالم، لأداء إبداعاتهم في خمس محطات مترو في دبي، في احتفالية أبرزت روح دبي النابضة بالحيوية والإبداع، بتنظيم «براند دبي»، الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، بالشراكة مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي، إذ نظمت هذه الدورة امتداداً للنجاح الذي حققه الحدث الفني والإبداعي منذ انطلاقه كأول حدث فني من نوعه على مستوى المنطقة.

ويأتي المهرجان تماشياً مع توجيهات القيادة في تعزيز مكانة دبي كوجهة رئيسة للإبداع والمبدعين وأصحاب المواهب من أنحاء العالم، وتهيئة البيئة الداعمة لهم لإطلاق إبداعاتهم، وترسيخاً لمكانة دبي كأفضل مدينة للعيش والعمل والزيارة على مستوى العالم.

ووصل عدد مستخدمي مترو دبي في المحطات الخمس التي استضافت فعاليات المهرجان، ومنذ انطلاقته وحتى اليوم الختامي، إلى أكثر من 800 ألف شخص.

ساحات إبداع

ونظم مهرجان مترو دبي للموسيقى ضمن حملة #وجهات_دبي، وتزامناً مع فعاليات #موسم_دبي_الفني، الحافل بالفعاليات الفنية والثقافية المتنوعة، ويشمل الموسم عدداً كبيراً من المبدعين من داخل دولة الإمارات ومناطق مختلفة حول العالم، ودامت فعاليات المهرجان على مدار أسبوع في محطات الاتحاد، ومول الإمارات، وبرجمان، ومركز دبي المالي، وشوبا العقارية، حيث حوّل 20 عازفاً من 15 دولة هذه المحطات الرئيسة إلى ساحات للإبداع الموسيقي بعروض بالغة التميز.

ومع اختتام المهرجان، أكدت مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي بقطاع خدمات الدعم الإداري المؤسسي في هيئة الطرق والمواصلات بدبي، روضة المحرزي، أن المهرجان الذي استلهم شعار دورته الثالثة من إعلان دولة الإمارات 2023 عاماً للاستدامة، يتماشى مع رؤية الهيئة في الريادة العالمية في التنقل السهل والمستدام، من خلال رفع الوعي المجتمعي بأهمية البيئة وسبل الحفاظ على الموارد الطبيعية وحمايتها من الهدر.

وقالت إن المهرجان حقق أهدافه كاملة هذا الموسم، إذ شهدت محطات المترو المخصصة له إقبالاً كبيراً، وتحولت محطات المترو خلال أسبوع كامل إلى مراكز حية للفنون والموسيقى، تفاعل معها سكان المناطق الحضرية المحيطة بكل شغف وسعادة. وأضافت: «نحرص في هيئة الطرق والمواصلات بدبي على جعل التنقل عبر مترو دبي تجربة لا تنسى، كما أن شعبية مترو دبي أسهمت في تسليط الضوء على قضايا الاستدامة بأسلوب تفاعلي ومعاصر خلال هذا المهرجان».

وأشارت روضة المحرزي إلى أن المهرجان الذي استضاف موسيقيين محليين وإقليميين ودوليين على مدار أسبوع كامل أسهم في نشر الوعي بأهمية الاستدامة، وتعزيز التفاعل الاجتماعي، لافتة إلى أن عدد مستخدمي مترو دبي بلغ 225.1 مليون راكب في عام 2022، مستحوذاً بذلك على النسبة الأكبر من عدد مستخدمي وسائل النقل الجماعي والتنقل المشترك ومركبات الأجرة في 2022 بدبي، بواقع 36% مقارنةً بنسبة 33% عام 2021.

منصة للمواهب

من جانبها، قالت مديرة إدارة «براند دبي»، شيماء السويدي: «كمنصة للمواهب الإبداعية الاستثنائية من أنحاء العالم، ألقى مهرجان مترو دبي للموسيقى الضوء على تنوع وثراء المشهد الإبداعي في دبي، كما أسهم في ترسيخ مكانة دبي كوجهة رئيسة للمبدعين وأصحاب المواهب»، مشيرة إلى أن النجاح الذي حققه المهرجان في نسخته الثالثة هو شهادة على جاذبية دبي لأصحاب المواهب والمتميزين في المجال الإبداعي، إذ شكّل الحدث تجربة ممتعة وفريدة للمقيمين والزوار في دبي للاستمتاع بعروض ملهمة من نخبة من المبدعين من مناطق متفرقة من العالم.

ووجهت شيماء السويدي الشكر لهيئة الطرق والمواصلات، مؤكدة اعتزاز «براند دبي» بالشراكة الاستراتيجية الممتدة مع الهيئة، والتي أسهمت في إنجاح الدورة الثالثة للمهرجان، أسوة بدورتيه السابقتين. وأضافت: «سعداء بالمردود الإيجابي الكبير للمهرجان الذي يعبر عن التزامنا بترجمة نهج دبي الإبداعي إلى مبادرات وبرامج ومشروعات تعكس روحها النابضة بالحياة. وسيواصل (براند دبي) جهوده لترسيخ مكانة دبي المتنامية كمركز عالمي للثقافة والإبداع».

الاستدامة حاضرة

وحرص مهرجان مترو دبي للموسيقى في دورته الثالثة على أن يكون موضوع الاستدامة حاضراً من خلال العروض الفنية، تماشياً مع إعلان دولة الإمارات 2023 «عام الاستدامة»، وأبدع العازفون على مدى أيام المهرجان مع تقديمهم مقطوعات موسيقية، استخدم عدد منهم فيها أدوات موسيقية طوروها من مواد معاد تدويرها.

وضم المهرجان مزيجاً من الفنانين من الإمارات ومصر والهند وفرنسا وتايلاند وأذربيجان وباكستان ونيجيريا وكوبا والمملكة المتحدة ولبنان وكندا وهولندا والأردن وأستراليا. وشارك كل المبدعين والعازفين في المهرجان بمجموعة من الآلات الموسيقية، بما في ذلك القانون، والبيانو، والناي، والعود، والطبول، والساكسفون، وآلة السنطور والجيتار، والهارمونيكا، والجيتار الكهربائي، وغيرها.

ومن بين الفنانين المشاركين الإماراتية إيمان الرئيسي، عازفة البيانو والجيتار الكهربائي، التي لفتت بإبداعها الموسيقي انتباه أعداد كبيرة من مستخدمي مترو دبي كواحدة من نجوم النسخة الثالثة من المهرجان. وأمتع السعودي شادي الحربي الجمهور بأدائه على آلة العود، وأسعد الفنان المصري محمد فوزي بكار، الجماهير بعرض للدُمى المتحركة (الماريونيت) بأسلوب يمزج بسلاسة بين الموسيقى والصورة المجسّمة.

وأدهشت لارا زيد - الموسيقية الكندية الشابة من أصل عراقي - الجمهور بعزفها على آلة القانون. وأبدع الموسيقي اللبناني مارسيل غريب في استخدام آلة «السنطور» التي تشبه «القانون»، واصطحب الأردني راضي صقلي مستخدمي مترو دبي في رحلة إلى عالم الخيال بعزفه على الهارمونيكا. وأبهر الباكستاني فراز أحمد الجمهور بعروضه على الفلوت.

وأثارت الطفلة الأذربيجانية ميشيل رسول الإعجاب كواحدة من أفضل منسقي الأغاني، رغم صغر سنها، وقدمت عازفة الساكسفون وكاتبة الأغاني البريطانية كاري ستيرلنج عروضاً نالت استحسان الجمهور. وشاركت بالعزف على الفلوت الفرنسية أنيتا موروزوفا، ونيكولاس براس على آلات معاد تدويرها. وشارك على آلة الغيتار جون بوتجيج، وفي عروض الآلات الإيقاعية، إضافة إلى كل من الموسيقيين ساجار باتيل وديفيانش كاشوليا من الهند، وقدمت الفرنسية ايزابيل كلارنسون عرضاً اعتمد على المزج بين العزف والمؤثرات الضوئية. وأظهر الموسيقي الهولندي بوريس موغيليفسكي مهارة في العزف على القيثارة، فيما أثار الكوبي إرنستو فيدال حماس الجمهور بأنواع مختلفة من موسيقى الروك والجاز.

 اهتمام لافت

حظي مهرجان مترو دبي للموسيقى في دورته الثالثة باهتمام إعلامي كبير من مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية، إذ تجاوز عدد التقارير الإعلامية التي سلطت الضوء على فعاليات المهرجان 750 تقريراً، فيما بلغ حجم الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي 136 مليون متابع، وتم نشر نحو 1000 مادة متنوعة عن المهرجان على مواقع التواصل الاجتماعي طوال أيامه.

20

عازفاً من 15 دولة عربية وأجنبية شاركوا في المهرجان بنسخته الثالثة.

800

ألف شخص استخدموا المحطات الخمس التي استضافت المهرجان على مدار أسبوع.