وقّع كتابه التوثيقي الجديد في «العويس الثقافية»

عبدالغفار حسين.. رحلة وجدانية مع «عمتنا النخلة»

عبدالغفار حسين خلال حفل توقيع كتابه الجديد في مؤسسة العويس الثقافية. تصوير: باتريك كاستيلو

تحت عنوان «حكايات وذكريات عن النخيل»، نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، محاضرة للأديب والمؤرخ عبدالغفار حسين، تلاه حفل توقيع كتاب «عمتنا النخلة»، وذلك أول من أمس، في مقر المؤسسة. وتحدث الكاتب الإماراتي خلال المحاضرة عن الكتاب، واصفاً إياه بكونه ينطوي على الوجدانيات أكثر من كونه تأريخياً أو توثيقياً، متحدثاً عن مكانة النخلة في المجتمع الإماراتي، وما تمثله من قيمة، سواء للدولة أو حتى للإماراتيين.

ويحتفي كتاب «عمتنا النخلة» بالنخيل اجتماعياً، باعتبار النخلة قيمة وجدانية في ضمير أبناء الإمارات، فضلاً عن بعدها الاقتصادي والعلمي، وما يرتبط بها من نتاج مهني دخل التاريخ، حيث كانت النخلة مصدر الرزق والخير. ويضيء الكتاب على زراعة النخيل في الإمارات والتمر في الإمارات وعُمان، ويطوف على الأشعار التي قيلت في النخل، إذ يقدم النخلة في عيون الشعراء، أمثال أبي نواس، وأحمد شوقي، ومحمود سامي البارودي، والدكتور عارف الشيخ، وسيف المري، والشاعر الإماراتي الراحل الدكتور أحمد أمين.

وتحدث عبدالغفار حسين، لـ«الإمارات اليوم» عن هذا الكتاب، قائلاً: «تحدثت في هذا الكتاب عن دبي القديمة ومزارعها، واستشهدت بما كتب عنها الزوار، فالإنجليز، على سبيل المثال، قدموا كتاباً بعنوان «دليل الخليج»، وهو كتاب أعدته وزارة الخارجية البريطانية في أوائل القرن الماضي، وقد ذكر فيه أن عدد النخيل في دبي يصل إلى 4000 نخلة، علماً أن سكانها في ذاك الوقت كانوا 10 آلاف شخص، وهذا يعني أن دبي كانت الأولى في زراعة النخيل». وأضاف: «وتناولت في الكتاب أيضاً بعض الخرائط الجغرافية التي أعدها الإنجليز قبل غزوهم المنطقة، أي في بدايات القرن الـ19، وما رسموا من خرائط ومن مزارع نخيل موجودة». ورأى أن دبي بين الماضي والحاضر تختلف كثيراً، واصفاً دبي بالمدينة المفتوحة منذ القدم، ومشيراً إلى أنها منذ 130 سنة وهي تفتح أبوابها للناس، سواء للزوار أو المهاجرين، فهي معروفة بكونها تفتح أحضانها للجميع، وهذا ما جعلها تزدهر. وأكثر ما يرتبط بصورة دبي في ذاكرة حسين، هو بساطة مدينة دبي، موضحاً أن التطور في العصر، يجعله

بالطبع دائم التطلع بحنين إلى الماضي وبساطته. أما اختياره عنوان الكتاب، فشدد على أنه مستوحى من القول المأثور، «(أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من فضلة طينة آدم)، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم بنت عمران، فأطعموا نساءكم الوالدات الرطب، فإن لم يكن رطباً، فتمر»، موضحاً أنه يروى أن هذا القول المأثور هو حديث نبوي. أما النخلة بالنسبة لحسين فوصفها بأنها الحياة، لأن الناس كانت تعيش على النخلة، سواء في المأكل والمسكن، فهي حقيقة تمثل الحياة بكاملها.

وأوضح عبدالغفار حسين خلال المحاضرة التي قدمها، حبه للنخلة، وأشار إلى أن النخلة شجرة مباركة ذكرتها الكتب المقدسة، وخصوصاً القرآن الكريم، متحدثاً عن أهمية الشجرة في الجزيرة العربية، حيث كانوا يعتمدون اعتماداً كلياً عليها، سواء في الطعام أو حتى في تشييد المنازل. وتحدث عن أن الملمين بالتاريخ، لطالما ذكروا أن اسم دبي مقتبس من النخيل، أي أن دبي تعني النخلة، مستشهداً بأقوال أحمد بن سلطان بن سليم، الملم بتاريخ الإمارات، وكذلك الباحث السعودي، الشيخ حمد الجاسر، المطلع على جغرافية الدول العربية، إذ كان يؤكد أن دبي اسم نخلة.

• النخلة قيمة وجدانية في ضمير أبناء الإمارات، فضلاً عن بعدها الاقتصادي والعلمي.

• دبي منذ 130 سنة وهي تفتح أبوابها للناس، فهي معروفة بكونها تفتح أحضانها للجميع.


سيرة أدبية

ولد الأديب والمؤرّخ والكاتب عبدالغفار حسين في دبي عام 1936، ويعد واحداً من ألمع رجال الإمارات، الذين وهبوا حياتهم للبحث والكتابة التاريخية والأدبية والاجتماعية، وتفرغوا لإلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات المعرفية ورئاسة عدد من الجمعيات والاتحادات. أمضى سنوات طويلة في خدمة وطنه موظفاً حكومياً، وهو أول ناقد أدبي في الإمارات، وأول كاتب تراجم منظم، وأول كاتب مراجع للكتب. أصدر مجموعة من المؤلفات المهمة في الشعر والتاريخ والتراجم، منها «الصور الإبداعية في شعر سلطان العويس»، «البردة المباركة ونهجها»، «الجائزة والشعر»، «هموم وطنية»، «تريم عمران.. لمحات من حياته»، «أنغام من الوجدان»، «قراءة في كتابي الشيخ محمد بن راشد (رؤيتي، وومضات من فكر)»، «محمد بن راشد آل مكتوم في سباق الزمن»، «كتب وكتّاب.. قراءات مختارة» الصادر عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، والذي استعرض فيه ملخصات لـ150 كتاباً في مختلف الموضوعات.

تويتر