لوحات فنية من السجاد اليدوي.. حكاية عمرها 71 عاماً
بدأت نجلاء رضوان (51 عاما) رحلتها في أروقة مركز رمسيس ويصا واصف للفنون في قرية الحرانية بمحافظة الجيزة المصرية منذ نعومة أظافرها فقد كانت والدتها ضمن فنانات يغزلن لوحات السجاد اليدوي بالمركز.
واتبعت نجلاء خطى والدتها وتعلمت فن غزل السجاد اليدوي وأصبحت فنانة تنتج لوحات فريدة منذ ما يقرب من 40 عاماً.
وتبدأ قصة مركز الفنون مع عودة المعماري الراحل رمسيس ويصا واصف، الذي توفي عام 1974، إلى القاهرة بعد تخرجه في كلية الفنون الجميلة بالعاصمة الفرنسية باريس. وانبهر واصف بالحرف اليدوية المنتشرة في مصر آنذاك وتمنى أن يطورها.
في عام 1942 تعلم واصف الغزل على النول، واشترى نصف فدان في قرية الحرانية وكان يتردد على القرية في عطلته الأسبوعية لمتابعة عملية بناء المركز. ووجد واصف إقبالاً من أطفال القرية على مساعدته في البناء وفضولاً تجاه سبب وجوده في قريتهم.
ونما بينه وبين مجموعة مكونة من 15 طفلاً تراوحت أعمارهم بين ثمانية أعوام و11 عاماً نوع من الصداقة ودعاهم فور انتهائه من بناء المركز وشرائه للأنوال إلى الانضمام إليه لتعلم النسيج.
ومن ضمن هؤلاء الأطفال كانت لطفية محمد التي انضمت إلى الجيل الأول من الفنانين وهي في السابعة من عمرها وتعلمت الفن على يد المعماري الراحل. تبلغ لطفية الآن من العمر 68 عاماً وهي أكبر النساء بالمركز عمراً وأقدمهن عملاً هناك.
تسترجع لطفية ذكرياتها مع المعماري الراحل وتصفه بأنه شخص بشوش ومحب «كان يدخل علينا يقول سعيدة يا أولاد. وكنت أي حاجة أعملها البيه كان يقولي حلو، وحش كانوا يقولي حلو، كانوا بيشجعوني عشان أعمل أحسن».
وعلى مدار الأعوام اعتمدت لطفية على الطبيعة من أجل أفكار لوحاتها، وذلك من خلال التنزه في حديقة المركز مع سوزان بحثاً عن الإلهام بين النباتات والزهور والطيور، وتقول لطفية «بنمشي في الجنينة نتفرج، هل المنظر ده عاجبني؟ لا ده أنا كنت عملاه قبل كدة، عقلك يودي ويجيب لحد ما أختار الحاجة اللي أنا عايزاها”.
يعمل بالمركز حالياً ما يقرب من 27 فناناً، وتعتقد سوزان أنه منذ إنشاء المركز قبل 71 عاماً، تم تعليم أكثر من 100 فنان إنتاج المنسوجات اليدوية.
تبدأ أسعار اللوحات من 10 آلاف جنيه مصري وتصل إلى 200 ألف جنيه وتتراوح المدة الزمنية لإنتاج اللوحة الواحدة من خمسة أشهر إلى عام وفقاً لحجم اللوحة وتفاصيلها، ويتقاضى كل فنان ثلث قيمة العمل
اقتصر تعليم فن غزل لوحات السجاد اليدوي على الجيلين اللذين قام بتعليمهم واصف وابنتاه، وتفسر سوزان ذلك «ما بدأناش مع جيل ثالث لأن البني آدم الواحد ما يقدرش يربي جيلين في عمره، لأن باستمرار محتاجين تشجيع، محتاجين تأكيد على شخصية كل واحد عشان يقدر يزدهر».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news