يعزّز ريادة الإمارات عالمياً في استدامة الصقّارة

«معرض الصيد والفروسية» يواصل الرحلة مع التراث بلمسات الابتكار

صورة

يعتبر تعزيز الوعي بقيمة الصقارة تراثاً وفناً إنسانياً مشتركاً وأهمية الحفاظ عليه والترويج له والتعريف بالصيد المستدام من أولويات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، منذ دورته الأولى عام 2003، إضافة إلى تبادل المعرفة والخبرات وتعزيز العلاقات بين الشركات المحلية والدولية، بما يسهم في دعم جهود صون رياضة الصيد بالصقور وتوريث رياضات الآباء والأجداد، وتقديم أفضل الابتكارات في عالم الصيد.

وشهد قطاع الصقارة في الدورة الأخيرة من المعرض مشاركة قياسية من قبل ما يزيد على 60 عارضاً قدموا مختلف أدوات ومستلزمات الصقارة التقليدية والتقنية، وأفضل ما أنتجته مزارع الصقور المكاثرة في الأسر، وذلك من بين ما يزيد على 900 شركة وعلامة من 58 دولة، شاركت في القطاعات الـ11 للمعرض.

ويُنظّم نادي صقاري الإمارات فعاليات الدورة الـ20 من المعرض من 23 حتى 29 أغسطس المقبل.

وأكد العارضون في قطاع الصقّارة بالنسخة الأخيرة من المعرض أهمية وجودهم في هذا الحدث المتخصص، الذي أتاح لهم تحقيق مبيعات قياسية وتبادل الخبرات والأفكار ومقابلة الشركاء والعملاء وعقد الصفقات.

ويعزّز الحدث الأضخم من نوعه في الشرق الأوسط وإفريقيا، من ريادة دولة الإمارات عالمياً في تطوير رياضة الصيد بالصقور والحفاظ على استمراريتها وتوارثها جيلاً بعد جيل تراثاً إنسانياً، وتوسيع رقعة انتشارها، مع حرصها المتنامي على تعزيز الصيد المستدام وصون الأنواع.

واعتاد جمهور المعرض من مختلف الجنسيات والفئات العمرية، أفراداً وعائلات، حضور فعالياته سنوياً، إذ تستقطبهم أحدث المنتجات والمعدات التي تواكب تطوّرات عالم الصيد بالصقور وكل ما هو جديد فيه، في حدث يمتزج فيه التراث بنكهة التقنية التي تمّ تسخيرها في خدمة الصقّارين. وكذلك الاستمتاع بعروض الصقارة والمسابقات التراثية الشيّقة، وحضور مزاد الصقور المكاثرة في الأسر.

ويحرص عدد كبير من مُربّي الصقور والمختصّين بتكاثرها وتدريبها ورعايتها، إضافة إلى مصنّعي ومبتكري أدوات الصقارة ومستلزماتها، على الوجود في فعاليات الحدث، الذي أصبح وجهة فريدة لصقّاري العالم، وملتقى للتشاور وتبادل الخبرات حول عالم الصقارة.

كما توجد في المعرض شركات إقليمية ودولية تقدّم أحدث التقنيات المتعلقة بالصقارة ومستلزماتها القديمة والحديثة.

تقاليد عريقة

وفي قطاع الصقارة بالدورة الماضية من «أبوظبي للصيد والفروسية»، قدمت شركات محلية ودولية منتجات عالية الجودة للصقارين، منها شركة «صحارى هونتنج» الإنجليزية التي قال مديرها حسن سعيد عبيدالله: «إن أهم فوائد المشاركة في المعرض تكمن في التسويق الجيد للشركة، وما تعرضه من منتجات وتعريف الزوّار بها».

حِرفية عالية

من ناحيتها، قالت مدير عام شركة «أوستاد جلو» الباكستانية لصناعة مستلزمات الصقارة، سيدرا تيسم، التي شاركت للمرة الأولى في المعرض: «فوجئنا بالإقبال الكبير من الجمهور، وهو ما أتاح لنا فرصاً كبيرة جداً للبيع المباشر لمنتجاتنا من البراقع والدسوس»، مشيرة إلى أنها منتجات تمتاز بالاعتماد على الجلود الطبيعية والتزيين المتقن، إضافة إلى الحِرفية العالية التي تعتمد على الصناعة اليدوية. كما تحضر الطائرات بدون طيار بقوة سنوياً في معرض أبوظبي الدولي للصيد، إذ أصبحت الطائرات الموجهة عن بُعد (الدرون) من لوازم تدريب الصقور على القنص في السنوات الأخيرة، ومن هنا كان من الأهمية وجودها القوي في المعرض عبر العديد من الشركات العارضة.


«درّب طيرك»

قال مسؤول من شركة «سنجار لأدوات الصيد والرحلات»:

«إن مفهوم التطوير والابتكار يعتمد على فكرة (درّب طيرك)، إذ تمتاز الطائرات بدون طيار بأنها أسرع من الصقر بما يزيد من سرعته وقدرته على اللحاق بالطرائد». وأكد أن استخدام «الدرون» في تدريب الصقور على الصيد، أسهم في زيادة ممارسي هذه الهواية التراثية بين الأجيال الجديدة.

ويُعدّ تدريب الصقور بوساطة الطائرات الورقية، والطائرات اللاسلكية، ومُجسّمات طائر الحبارى - طريدة الصقارين المُفضّلة - على غرار «التلواح»، وسيلة ذات كفاءة عالية للحصول على طيور مدربة على التحليق إلى مستويات شاهقة.

يشار إلى أن ابتكار «التلواح» البحريني، فاز بجائزة أفضل اختراع في معرض أبوظبي للصيد والفروسية 2022، في مجال الصقارة، وهو عبارة عن جهاز ذكي يقوم بدور التلواح في عملية تدريب الصقور، ويصاحبه تطبيق للتحكم به عن طريق الهاتف، إضافة إلى تسجيل حركة وسرعة الطير وتخزينها كقاعدة بيانات يعتمد عليها الصقار أثناء عملية التدريب.

تويتر