كنوز «مكتبة محمد بن راشد» تزيّن «أبوظبي للكتاب»
18 قطعة نادرة من مقتنيات معرض الذخائر والمجموعات الخاصة، تعرضها مكتبة محمد بن راشد، ضمن مشاركتها في فعاليات الدورة الـ32 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وهي المرة الأولى التي تُعرض فيها هذه المقتنيات خارج أروقة المكتبة.
وأوضح عضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، جمال الشحي، لـ«الإمارات اليوم»، أن المقتنيات المعروضة اختيرت بعناية لتشرح تاريخ الكتابة في الشرق الأوسط والعالم، كما تعكس ملامح هذه الدورة الاستثنائية من المعرض، فبالتزامن مع احتفائه بإنجازات المفكر العربي من القرن الـ14 ابن خلدون، مؤسّس علم الاجتماع، باعتباره «الشخصية المحورية» لهذه الدورة، تعرض مكتبة محمد بن راشد الطبعة الأولى من «مقدمة ابن خلدون» طبعة باريس التي تعود إلى عام 1858، ونشرها المستشرق الفرنسي أتيين مارك كاترمير.
ومن بين أبرز المقتنيات النادرة التي تعرض في جناح مكتبة محمد بن راشد كذلك، ترجمة لاتينية نادرة ومزينة بالرسوم لـ«القانون في الطب 1562» لابن سينا، الذي يعد أشهر كتاب طبي في العالم، إضافة إلى جزء كبير الحجم من القرآن الكريم يعود إلى العصر المملوكي، وجزء من «صحيح البخاري»، لأبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، وهو أحد أصح كتب الحديث وأوثقها، كُتبت في العصر المملوكي في مصر، القرن الثامن الهجري/ الـ14 الميلادي.
ومن عالم الفانتازيا، تعرض الطبعة الأولى لأول رواية من سلسلة هاري بوتر الشهيرة، بعنوان «هاري بوتر وحجر الفيلسوف»، الصادرة في لندن عام 1997، لجاي. ك. رولينغ. وكتاب «ألف ليلة وليلة» 1839-1842، الذي يمثل طبعة عربية نادرة وكاملة لقصص ألف ليلة وليلة، نشرها السير وليم ماكنجتن في مدينة كلكتا. ورواية ميغيل دي ثيربانتس الأشهر «دون كيخوته»، ويرجع تاريخها إلى مدريد، عام 1780، وهي طبعة إبارا المشهورة التي تحتوي على رسومات جميلة، نفذها أشهر الفنانين الإسبان في ذلك الوقت. علاوة على الطبعة الأولى لأول كتاب «ميكي ماوس» لوالت ديزني، فيلادلفيا، 1931.
ومن الأعمال الأدبية الخالدة، يعرض الجناح الطبعة الأولى من كتاب «الحرب والسلام» لليو تولستوي، التي تقدم مزجاً بين الإبداع الروائي والشعري والسرد التاريخي في وقت واحد، وطبعة حجرية كبيرة الحجم مزينة برسومات جميلة للشاهنامه (كتاب الملوك)، لأبي القاسم الفردوسي 1874، والتي تعتبر أعظم ملحمة أدبية فارسية. والطبعة العربية الأولى لسيرة تيمورلنك، الفاتح التركي المغولي الذي أسس الإمبراطورية التيمورية، كتاب «عجائب المقدور في أخبار تيمور» لأحمد بن محمد بن عربشاه 1636. علاوة على الطبعة الأولى من تعليقات زهو هيلينغ على قصائد دو فو، الذي يُعد أعظم شاعر صيني تحت عنوان «مختارات من قصائد دو غونغبو»، وتعود إلى سونغ لينغ، فترة تشينغ، السنة التاسعة للإمبراطور كانغ شي (1670). وعدد من مجلة شهرية من المهجر العربي تصدر في أميركا، ديترويت، 1950.
كما يضم الجناح أطلس مدن العالم 1593-1594، لبراون وهوجنبرغ، الذي يعد جوهرة فريدة في رسم خرائط المدن بلوحاته التي تستعرض مناظر بانورامية واسعة لمدن من جميع أنحاء أوروبا وآسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، ودليل لأبرز معالم إيدو (طوكيو)، 1834-1836، ويعد هذا الكتاب الذي يسلط الضوء على أبرز معالم اليابان واحداً من أعظم الكتب المصورة اليابانية، وكتاب «آثار عربية في قرطبة وإشبيلية وغرناطة، باريس»، 1836-1839، لجيرو دي برانجي، وهي مطبوعة رائعة ملونة باليد عن الآثار العربية في إسبانيا. إضافة إلى الطبعة الأولى لأحد أجمل الكتب الملونة عن الهند وهو كتاب روبرت ميلفيل غرندلاي «مناظر وأزياء وعمارة هندية» لندن 1826-1830، والطبعة الأولى لأطلس أورانوميتريا (أطلس النجوم) ليوهان باير، 1603، ويتميز أطلس باير بكونه أول عمل يغطي كامل القبة السماوية.
ذخائز
تأتي مشاركة «مكتبة محمد بن راشد» في «أبوظبي للكتاب»، الذي يستمر حتى 28 الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، في إطار حرصها الدائم على متابعة أحدث المستجدات والمنشورات في جميع المجالات والتخصصات، إلى جانب تعريف الجمهور والزوّار بما يحتضنه معرض الذخائر من كنوز معرفية، وما يحتويه من قطع ومخطوطات وأطالس نادرة، تجسّد أروع الأعمال العالمية على مر القرون.
جمال الشحي: «المقتنيات اختيرت بعناية لتشرح تاريخ الكتابة في الشرق الأوسط والعالم، كما تعكس ملامح هذه الدورة الاستثنائية من المعرض».