«أبوظبي للكتاب» يودع دورته الأكبر بـ «قصص لا تنتهي»

بعد سبعة أيام حافلة بالمعرفة والثقافة والمتعة، اختتم معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مساء أمس، فعاليات دورته الـ32، النسخة الأكبر في تاريخه، والتي نظمها مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

وفي بادرة تجسّد مكانة الثقافة في فكر القيادة، ورؤيتها الاستراتيجية لبناء مجتمع المعرفة؛ وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بتخصيص 10 ملايين درهم لشراء كتب ومراجع من معرض أبوظبي للكتاب لتوزيعها على مدارس الدولة لدعم المكتبة المدرسية، وتشجيع الطلبة على القراءة، لترتفع قيمة الدعم من ستة ملايين درهم خلال الدورة الماضية من المعرض إلى 10 ملايين درهم العام الجاري، وشهدت الدورة الـ32 للمعرض، التي نظمت تحت عنوان «قصص لا تنتهي»، مشاركة ما يتجاوز 1300 عارض من أكثر من 85 دولة قدموا ما يربو على 500 ألف عنوان، ونظم المعرض 2000 فعالية ثقافية وأدبية ومعرفية وفنية توزعت بين مواقع مختلفة داخل العاصمة الإماراتية مثل المجمع الثقافي وجامعة السوربون أبوظبي، وجامعة نيويورك أبوظبي، والباخرة لوغوس هوب أكبر معرض عائم للكتب وغيرها.

مع تركيا وابن خلدون

وحلت تركيا ضيف شرف المعرض في دورته الحالية، إذ أثرت برنامجه بمجموعة كبيرة من الفعاليات التي نظمت في جناح خاص.

واحتفى المعرض بإنجازات الفيلسوف العربي ابن خلدون، مؤسّس علم الاجتماع، باعتباره «الشخصية المحورية» لهذه الدورة من خلال جناح خاص به.

واختار المعرض مفهوم «الاستدامة» فكرة محورية لدورته الـ32، تماشياً مع إعلان دولة الإمارات 2023 عاماً للاستدامة، وقبيل استضافتها فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» في نوفمبر المقبل، إذ خصص ندوات وجلسات حوارية حول تفعيل الاستدامة بمفهومها الشامل في شتى المجالات مثل المناخ والأمن الغذائي، وبحث سبل تعزيز وعي الشباب بتحقيق التنمية المستدامة. كذلك ناقشت الجلسات محورين مهمين للقطاع الثقافي، هما الاستدامة في صناعة النشر، ودور المتاحف في تعزيز مفهوم الاستدامة لدى الجمهور. إلى جانب استضافة فنانين ومتخصصين اشتهروا بتقديم أعمال تتسم بالاستدامة، مننهم الفنان العالمي فيليكس سمبر، المتخصص في استخدام المواد الورقية والمواد صديقة البيئة، وبمنحوتاته الورقية التي تتخذ أشكالاً مطاطية، والمهندس الإماراتي سالم الكعبي الذي عرض أعمالاً فنية حديثة ضمن «البايو آرت».

أجيال المستقبل

واستحدث المعرض عدداً من الفعاليات منها منصة «بودكاست من أبوظبي» بهدف منح الجمهور فرصة التعرف إلى نجوم مقدمي البودكاست في العالم العربي عن كثب، ومشاهدة تسجيلهم لحلقاتهم مباشرة.

كما استحدث «ركن ألفا» الذي قدم أنشطة تفاعلية للتعريف بمجالي الفضاء والعلوم، بهدف تعزيز الاهتمام بالعلم والثقافة لدى أجيال المستقبل وتنمية مهاراتهم الإبداعية. كذلك أطلق تجربة «احتفالية هوجورتس – هاري بوتر» التي أتاحت لعشاق سلسلة أفلام «هاري بوتر» فرصة استكشاف المعاني الجمالية للمعالم الأيقونة في سلسلة الأفلام الشهيرة.

منحة النشر

وأعلن مركز أبوظبي للغة العربية في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، فتح باب التسجيل في منحة «أضواء على حقوق النشر» بالتزامن مع الدورة الـ32 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

ويقدم المركز منحة «أضواء على حقوق النشر» للناشرين المشاركين في المعرض ممن يرغبون في شراء حقوق الترجمة أو تحويل الكتب إلى صيغ إلكترونية وصوتية، دعماً لجهود ترجمة المحتوى من اللغة العربية وإليها، وتحويل الكتاب الورقي إلى رقمي. وتسعى المبادرة أيضاً إلى ترسيخ أطر التعاون بين الناشرين العرب والدوليين، والارتقاء بالمحتوى العربي المتاح عبر مختلف الوسائط.

وأسهمت المنحة منذ إطلاقها عام 2009، في نشر أكثر من 1035 كتاباً ضِمن فئات متعددة. وفي عام 2022، تلقى «أبوظبي للكتاب» طلبات تسجيل من 122 دار نَشر من 12 دولة، إذ تم تقديم 135 منحة مالية.

وقال المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب سعيد حمدان الطنيجي: «تعد منحة أضواء على حقوق النشر، إحدى مبادرات معرض أبوظبي الدولي للكتاب لتطوير صناعة النشر في المنطقة، وتكريس احترام حقوق الملكية الفكرية في العالم العربي؛ إذ تعد دولة الإمارات رائدة في سن وتطبيق التشريعات التي تحمي هذه الحقوق».

وأضاف «منذ إطلاق البرنامج لعب دوراً رئيساً في تبادل الحقوق وتشجيع الترجمة وإثراء المحتوى العربي، إلى جانب مواكبة التطور التقني المتسارع الذي يشهده قطاع النشر».

مبادرة نوعية

شهد «أبوظبي للكتاب 20232» إطلاق مبادرات عدة من أبرزها الإعلان عن تأسيس «مجلس شباب اللغة العربية»، تتويجاً للشراكة بين مركز أبوظبي للغة العربية ومركز الشباب العربي، بالتعاون مع مبادرة «بالعربي» التابعة لمؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، ومركز «زاي» لبحوث اللغة العربية في جامعة زايد، بهدف إغناء الحراك الشبابي في حقل اللغة العربية، وربطه بواقع وحاجات الأجيال، والإسهام بتمكينها من التطور والتكيف مع مستجداته.

سعيد الطنيجي:

«منذ إطلاق برنامج المنحة لعب دوراً رئيساً في تبادل الحقوق وتشجيع الترجمة وإثراء المحتوى العربي».

الأكثر مشاركة