صوفيا خواجة في دبي.. ترسم مظاهر «السلطة الخمسة»
يدعو المعرض الفردي الأول في دولة الإمارات، للفنانة صوفيا خواجة، والذي يحمل عنوان «مكامن السلطة»، إلى حوار يتناول السُبل والأساليب التي يكتسب بها البشر قوة السلطة وكيف يحتفظون بها ويطلقون لها العنان. وتلقي الفنانة الباكستانية المقيمة في الإمارات، الضوء في معرضها المؤلف من خمسة أجزاء، على مظاهر السلطة الخمسة: الحافز والجمال والعمل واللغة والطموح، باستخدام مجموعة من الوسائط تراوح بين الباستيل، والمطبوعات الرقمية، والخيوط والكولاج، والتلوين بالشاي والأكريليك والغواش.
قدمت الفنانة صوفيا المعرض إثر مشاركتها في برنامج الممارسة النقدية في مركز تشكيل، حيث أشرف عليها كل من الفنانة والقيّمة الفنية ومؤرخة الفن المعاصر، سليمة هاشمي، ومديرة المقتنيات في «فن جميل» دون روس. وتحمل الفنانة في طيات أعمالها تساؤلات حول السلطة، والقدرة على التأثير في سلوك الآخرين، وكيفية توجيه الأحداث، وحسم المواجهات في العلاقات البشرية والسيطرة.
قدمت الفنانة مجموعة من الأعمال التي تحمل اسم وشكل «يونيكورن»، إضافة الى مجموعة «أنف»، ومجموعة «عمل» التي تبرز كيف السلطة تتراكم تدريجياً بمرور الوقت. أما مجموعة الأعمال التي تحمل اسم «لغة»، فهي عبارة عن أعمال نحتية تركز فيها الفنانة على فقدان السلطة وليس امتلاكها، فيما تقدم مجموعة طموح، الرغبة والأمل بتحقيق المزيد.
وتحدثت الفنانة صوفيا خواجة عن معرضها في مركز تشكيل، لـ«الإمارات اليوم»، فقالت: «علاقتي بمركز تشكيل ليست حديثة، وقد بدأت التحضير للمعرض بالأعمال الصغيرة، التي قمت برسمها على الطاولة، من خلال تحريك يدي فقط، ومن ثم توجهت الى الأعمال الضخمة، وهذا يعتبر أهم ما قمت به خلال هذا المشروع، حيث إنني لم التزم بشكل محدد أو حجم موحد للأعمال الفنية».
وحول التجربة مع «تشكيل»، نوّهت بأن البرنامج يقدم للفنان كل ما يحتاجه في أثناء التحضير للمعرض، ولتطوير تجربته الحسية، وهذا فعلياً يجعل الفنان أكثر تركيزاً في الإنتاج. وأشادت خواجة ببرنامج الممارسة النقدية من «تشكيل»، قائلة: «مكنني البرنامج من التزود بعنصرين من أهم العناصر اللازمة لإعادة اكتشاف حبي للفن، وقد منحني عنصر الوقت والمساحة الضروريين لتمكين الإبداع والاستلهام وتحقيق التطور، كما أكسبني عنصر الإرشاد الذي حظيت به على أيدي اثنين من روّاد الفكر المرموقين: سليمة ودون، حتى أتت أعمالي مشجعة على الحوار الدائر حول سُبل السعي وراء السلطة والتلاعب بها من قبل أولئك الذين يحققونها».
أما لجهة أعمالها التي رسمت فيها «اليونيكورن»، فلفتت إلى أنها تهتم كثيراً بكتب الرسوم المصورة، وأن تصوير هذه الأعمال يحمل كثيراً من السيريالية، خصوصاً أنها عبارة عن رسوم ذاتية، ولكن بطريقة مختلفة، إذ اعتبرت أنها طريقة جديدة لرسم الذات.
وتعتمد صوفيا كثيراً على التفاصيل، وقد برز ذلك في اللوحات التي حملت الأنف، ورأت أنه من الصعب تحديد التفاصيل التي تهتم برسمها، فقد تذهب إلى الصور الكلية الكبيرة أو التفاصيل البسيطة، كما فعلت برسم الأنف، موضحة أنها «ركزت كثيراً على رسم أنفها، ولكن في الواقع كان يمكنها التركيز على أكثر من مكان في الوجه». واعتبرت أن العمل على أحجام كبيرة، كان يشكل تحدياً لها، إلى أن تمكنت من كسر الحاجز مع حجم اللوحة، موضحة أنها «بدأت في الآونة الأخيرة الاعتماد على التلقائية في العمل الفني، والتعبير عن مشاعرها دون قيود المادة أو الحجم».
سيرة فنية
درست الفنانة صوفيا خواجة الفنون الجميلة في الكلية الوطنية للفنون في لاهور عام 2003، وتخصصت في فن الطباعة، والتحقت في عام 2005 بمدرسة روي آيلاند للتصميم. وانتقلت خواجة إلى الإمارات عام 2012، لتدخل عالم الأعمال، حيث أسست وكالة صغيرة للتسويق الرقمي، وشاركت أثناء عملها في هذا المجال بأكثر من معرض، منها معرض «كامبس آرت دبي»، وفي أكثر من دورة. تطورت رؤية صوفيا خواجة الفنية في بدايتها من استكشاف المساحات والأماكن التي تسكنها النساء تقليدياً، والطرق المختلفة والحيل والأكاذيب والتنازلات والمواقف الشخصية التي يتبنينها للتنقل في تلك المساحات. وتعرض أعمال خواجة ضمن مقتنيات متحف كلية رود آيلاند للتصميم، ومنظمة «اليونسكو»، ومتحف جامعة ييل والمؤسسة التعليمية للولايات المتحدة في باكستان.