الشارقة «ضيف شرف» المعرض: نحن هنا في حوار ثقافي - حضاري

تحت راية الإمارات.. قلب كوريا الجنوبية ينبض بحروف عربية

صورة
1/4

رفعت العاصمة الكورية الجنوبية عَلَم دولة الإمارات، احتفاءً بإمارة الشارقة ضيف شرف الدورة الـ65 من معرض سيؤول الدولي للكتاب، الذي انطلق بحوار ثقافي إماراتي - كوري يستمر على مدى خمسة أيام حتى 18 الجاري، في تعبير عن تقدير المعرض لتجربة الإمارة الرائدة في تعزيز التواصل الحضاري بين الشعوب.

وانطلق الافتتاح الرسمي للمعرض، أمس، بحضور الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة رئيس وفد الشارقة المشارك، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، والشيخ سعود بن سلطان القاسمي، مدير مكتب الشارقة الرقمية، والسيدة الأولى لكوريا الجنوبية، كيم كون هي، وسفير دولة الإمارات لدى كوريا الجنوبية، عبدالله سيف النعيمي، وجمع من رؤساء وممثلي جهات ثقافية إماراتية، وعدد من المسؤولين الكوريين وكبار الشخصيات.

وجسّد وفد ضم 180 من ممثلي المؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام الإماراتية، رؤية مشروع الشارقة، في تعزيز التواصل والتبادل الحضاري العالمي، وقدموا صورة حيّة عن تجربة الإمارة في نشر العلم والفن والأدب بين الشعوب.

وقال الشيخ فاهم القاسمي، في كلمة أمام الحضور: «تتميز العلاقات بين الشارقة وكوريا الجنوبية بامتزاج الماضي مع الحاضر، والتاريخ مع المستقبل، فالشارقة وكوريا الجنوبية تجمع بينهما روابط ثقافية تعود إلى قرون عدة، إذ كانت الإمارة محطة مهمة على طريق التجارة والتواصل بين الشرق والغرب، وكانت كوريا مصدراً للحضارة والعلم في شرق آسيا».

وأضاف: «كرّس صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، جل اهتمامه ورعايته للتواصل الثقافي والإبداعي، وجعل من الشارقة عاصمة للثقافة في المنطقة، ومركز إشعاع حضاري في العالم، إيماناً من سموّه بأن الشعوب التي تحافظ على هويتها وثقافتها، وتختار مسار نهضتها الخاص في حوارها مع الآخر، هي التي تصنع المستقبل، وتمهد لتنمية مستدامة الأثر وممتدة التأثير».

وتابع: «حضور الشارقة كضيف شرف على معرض سيؤول يطرح علينا سؤالاً جوهرياً: لماذا نحن هنا وماذا نريد أن نقدم للجمهور الكوري؟ وهنا نقول: لسنا هنا لنعرض إصداراتنا ومبادراتنا وفعالياتنا الثقافية والفنية والأدبية فقط، نحن هنا لنشارك في حوار ثقافي يسهم في تعزيز التبادل بين الحضارات، نطلع على تجربة كوريا في مجالات التعليم والإبداع والتطوير والتقنيات المتطوّرة، ونسهم في تقديم رؤية جديدة للثقافة والهوية، نتعرف إلى الثقافة الكورية وتاريخها وحضارتها، ونعبّر عن احترامنا لثقافات العالم أجمع.. وجودنا بينكم اليوم يعكس مدى اهتمامنا بالثقافة كوسيلة للتعرف إلى الآخر، وكأداة للتعلم والإبداع والتطوّر، وكقيمة تجسّد التراث والهوية والانتماء».

مشهد مزدهر

وقالت الشيخة بدور القاسمي: «تمتلك الشارقة وكوريا الجنوبية تجربة مشتركة تستثمر فيها الثقافة لإنشاء مشهد مزدهر يلهم العالم، ويسهم في التقدم الاجتماعي والاقتصادي، فمنذ أكثر من أربعة عقود، أسست الإمارة حالة ثقافية تتمركز حول الكتب والقراءة، انطلاقاً من إيمانها بدور الكتب في تنمية المجتمعات وتطوير أبنائها، وأنها من الأدوات الرئيسة في تشكيل العقول وبناء الأمم. ومن هذه الرؤية، فإن الشارقة تؤمن بضرورة الانفتاح على الآخرين، وتبني الحوار في التواصل الثقافي، بالاستناد إلى المعارف والآداب المؤثرة التي تقدمها الكتب».

وأضافت: «في كل معرض للكتاب نسعى إلى بناء جسور وصداقات جديدة، ونطلق رسالة واضحة، نؤكد من خلالها أنه يمكن عبر معارض الكتب تعزيز التفاهم والاحترام في هذا العالم، فالمعارض ليست مجرد أماكن لبيع وشراء الكتب وتبادل المعرفة، بل هي فرص لا تقدر بثمن للنقاش حول التحديات التي نواجهها كعاملين في الصناعات الإبداعية وكمجتمعات أيضاً، وأحد هذه التحديات هو التغيّر المناخي والعيش المستدام، والتي يجب أن يكون تسليط الضوء عليها أولوية قصوى للجميع في صناعة الكتب، حتى نتمكن من الإسهام في حل أبرز مشكلات العالم».

ترحيب السيدة الأولى

وألقت السيدة الأولى لجمهورية كوريا الجنوبية، كيم كون هي، كلمة في حفل الافتتاح، عبّرت فيها عن سعادتها بحضور الشارقة، ضيف شرف على معرض سيؤول الدولي للكتاب، وأثنت على إبداعات الإمارة ومبادراتها وفعالياتها الثقافية والفنية والأدبية في المعرض.

ورحّبت بجميع الناشرين المشاركين في المعرض، وأثنت على دورهم المؤثر في دعم وتطوير صناعة النشر والإبداع في كوريا والعالم.

وأشارت إلى أهمية المعرض كمنصّة للتواصل بين الثقافات المختلفة، وفرصة للتعرف إلى آخر المستجدات والاتجاهات في مجالات النشر والتأليف والتعليم والفن.

من جهته، أكد رئيس اتحاد الناشرين الكوريين رئيس معرض سيؤول الدولي للكتاب، يو شون هو، أن «المعرض يمثل تاريخاً مهماً في أجندة العام لكل من له شغف بالكتب والثقافة والأدب، فهو يعكس جوهر الثقافة الإنسانية وجذور الأدب الكوري، ويتيح فرصة التعرف إلى ثقافات أخرى مختلفة ومتنوّعة».

وأشاد بدور الناشرين الذين يؤمنون بأن صناعة الكتب تصنع الإنسانية التي نتطلع إليها جميعاً، وتسهم في السلام والتنمية في العالم.

وأضاف: «ممتنون لإمارة الشارقة، ضيف شرف معرضنا، التي تتمتع بتاريخ طويل من العمل الثقافي، أكسبها مكانة فاعلة في الصناعات الإبداعية، إذ تشاركنا تجربتها ومبادراتها في نشر المعرفة والحوار بين الشعوب».

مشروعات رائدة

وشهد اليوم الأول من المعرض افتتاحاً رسمياً لجناح الشارقة، ورافق الشيخ فاهم القاسمي، والشيخة بدور القاسمي، السيدة الأولى لكوريا الجنوبية والوفد المرافق لها، وكبار الزوّار، في جولة على الجناح، أطلعوهم خلالها على المشروعات الرائدة التي تنفذها الشارقة في صناعة الكتاب، والاهتمام بالمكتبات، والفنون، والتراث، والصناعات الإبداعية، والترجمة، والنشر الذي تتصدر فيه الإمارة موقعاً إقليمياً ودولياً متميزاً. كما تعرف الحضور إلى الإصدارات التي تقدّمها الشارقة للمكتبة العربية والعالمية، بما في ذلك مؤلفات صاحب السموّ حاكم الشارقة، ضمن مبادرات الإمارة لترسيخ التفاعل الثقافي بين الإمارات وكوريا.

كما اصطحب رئيس المعرض، الشيخ فاهم القاسمي، والشيخة بدور القاسمي، ووفد الإمارات، في جولة على الأجنحة المشاركة، ودور النشر المشاركة وآخر الإصدارات في مختلف المجالات.

وتنظّم هيئة الشارقة للكتاب، بمشاركة عدد من الهيئات والجهات والمؤسسات الثقافية في الشارقة، برنامجاً ثقافياً يضم 33 فعالية ما بين جلسات حوارية وورش عمل، وتوقيع كتب وأنشطة أدبية وفنية تعكس تراث الشارقة ودولة الإمارات.

وتسهم 13 مؤسسة وهيئة ثقافية في الإمارات بفعاليات احتفاء معرض سيؤول بالشارقة «ضيف شرف» المعرض.


لوحة تراثية

قدمت فرقة الشارقة الوطنية، التابعة لمعهد الشارقة للتراث، في ختام افتتاح جناح «ضيف شرف» معرض سيؤول للكتاب، لوحة من الموروث الشعبي الإماراتي على المنصّة الرئيسة للمعرض، استعرضت فيه جوانب من التراث والثقافة والهوية الإماراتية، وأظهرت فيها مهاراتها في تقديم الرقصات الشعبية، التي تحكي أساليب الحياة الماضية لدى سكان الشارقة ودولة الإمارات.

• 33 فعالية متنوّعة تنظمها الشارقة في المعرض.

• 13 مؤسسة وهيئة ثقافية في الإمارات تشارك في الفعاليات.

تويتر
log/pix