مكتبة محمد بن راشد.. سنة أولى حافلة بالإنجازات
تحت شعار «عام من الثقافة في عالم بأكمله» تحتفل مكتبة محمد بن راشد، الصرح المعرفي البارز في دبي، بمرور عام على تأسيسها من خلال برنامج حافل بالفعاليات التي تتوجه إلى كل الفئات العمرية، ومنها ورش العمل الخاصة بإعادة التدوير للأطفال وصناعة البودكاست، والقراءات الشعرية، وغيرها. وتجسد الفعاليات التي تنطلق صباح اليوم وتتواصل حتى المساء، رؤية المكتبة بتعزيز الثقافة والمعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبكونها مركزاً ثقافياً يحث على القراءة والإبداع.
وقال عضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، الدكتور محمد سالم المزروعي، لـ«الإمارات اليوم»: «تنظم مكتبة محمد بن راشد، برنامجاً ثرياً ومستداماً من الفعاليات على مدار العام، ونحتفي اليوم بشكل خاص بمرور عام على افتتاحها للقراءة من خلال برنامج متفرد يتضمن سلسلة من الفعاليات والفقرات والعروض المميزة، من بينها معرض لفن «الكوميكس»، وعروض كرتونية، وعروض لعازفي البيانو، وأخرى ترفيهية كالألعاب الذهنية، فضلاً عن تقديم فعاليات أدبية وفنيّة مثل قراءة الشعر والغناء، ونوادي القراءة، وعروض أوركسترا الإمارات السيمفونية للشباب». وأضاف: «تحتفي المكتبة بالقراء الصغار الذين سيكملون عامهم الخامس خلال شهر يونيو، من خلال مجموعة ثرية من ورش العمل التعليمية والترفيهية وعروض الأفلام، بالإضافة إلى فقرات تفاعلية نستعرض من خلالها مواهبهم المميزة في الشعر وعزف البيانو». ولفت إلى أن البرنامج سيتضمن العديد من ورش العمل منها تعلم رسم الشخصيات، وصنع الأحواض الزجاجية، وإنتاج البودكاست، والتصوير بالأيفون، وفن إعادة التدوير، بالإضافة إلى عرض فيلم «كتاب الأدغال» الأصلي لديزني، ورواية القصص، وأمسية الشعر العربي، وورشة ترميم الوثائق، وحفل لفرقة ناروكا.
تعزيز التنوع
وحول الاستراتيجية التي وضعتها المكتبة للعام القادم بعد مرور العام الأول على تأسيسها، لفت المزروعي إلى أنها تتمثل في تعزيز التنوع وتوسيع قاعدة المستفيدين من مكتبة محمد بن راشد، والتركيز على تطوير برامج تعليمية مبتكرة وجاذبة لجميع الفئات العمرية، بما في ذلك الأطفال والشباب والبالغون، بالإضافة إلى توفير مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية وورش العمل والمحاضرات لتعزيز المشاركة والتفاعل مع المجتمع المحلي. وأكد على أن المكتبة ستعمل على التوسع في الشراكات الثقافية الاستراتيجية مع العديد من المؤسسات والقطاعات ذات الصلة، بما يدعم نموها والرؤية الخاصة بقيادة مستقبل النهضة المعرفية الشاملة على جميع الصعد.
رؤية مستدامة
وفي ما يتعلق بعام الاستدامة، ومواكبة المكتبة لمفهوم الاستدامة، أشار المزروعي إلى أن مكتبة محمد بن راشد، تجسد رؤية دبي المستدامة الرامية لتكون من بين أكثر مدن العالم الأكثر استدامة، حيث صمم المبنى ليفي بالتزامات الإمارة من حيث الحفاظ على البيئة، من خلال توفير حوالي 10% من طاقة المبنى بواسطة الألواح الشمسية الموجودة على سطحه، وتقليل استهلاك مياه الري بنسبة 50%، بالإضافة إلى الاعتماد على إعادة استخدام المياه التي تجمع من تكييف الهواء بالمبنى لريّ المساحات المزروعة. وحول فعاليات المكتبة خلال «كوب 28»، قال: «في إطار رؤيتنا لدعم مبادرات عام الاستدامة و(كوب 28)، ننظم سلسلة من الفعاليات الشهرية، ومن بينها جلسات حوارية بعنوان (حوار الاستدامة)، لرفع الوعي بأهمية تضافر الجهود لمواجهة تحديات المناخ وتحقيق الاستدامة، وعرض أبرز المفاهيم العامة في المجال ومنها التنمية المستدامة، ومجتمعات الاستدامة وأهمية تكوين وانتشار هذه المجتمعات في ظل التغييرات المناخية التي يشهدها العالم».
ولفت إلى تنظيم فعالية «الزراعة المنزلية» الموجهة للأطفال، والتي تقام بالتعاون مع «بستانيكا» والتي تعد أول وأضخم مزرعة عمودية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وغيرها من الفعاليات. وأكد على أن المكتبة تزخر بالعديد من الكتب والمصادر المهمة والمتنوعة في مجال الاستدامة، وهي متوفرة بالعديد من اللغات، وتشكل مصدراً ثرياً للباحثين والأكاديميين والمتخصصين والمهتمين بدراسة المناخ وإيجاد حلول مبتكرة للتغلب على تحدياته.
تشجيع المبدعين
وفي ما يتعلق بتشجيع الكتّاب ولاسيما الإماراتيين، لفت المزروعي إلى أن أحد الرسائل الرئيسة لمكتبة محمد بن راشد، هي تشجيع الكُتّاب والأدباء والمبدعين على تعزيز الإنتاج الفكري باللغة العربية والمُتَرجَم في مختلف مجالات الأدب والمعارف والفنون، موضحاً أنها تعمل على استضافة الفعاليات وحفلات توقيع الكتب والمعارض للكتَّاب والمبدعين الإماراتيين وكذلك عرض مؤلفاتهم بين أرففها. ونوه بأن المكتبة توفر منصة للكتاب الإماراتيين لنشر أعمالهم، بالإضافة إلى ورش العمل والدورات التدريبية والمحاضرات بمشاركة الكتاب الإماراتيين لتعزيز مهاراتهم في الكتابة وتطوير قدراتهم الإبداعية والتقنية، إلى جانب الترويج والتسويق للكتاب الإماراتيين من خلال حضورها في المعارض الدولية والمحلية وتنظيم فعاليات ترويجية خاصة بهم.
وفي ما يخص الشريحة الأكثر ارتياداً للمكتبة على مدار العام الأول، نوه المزروعي بأن مكتبة محمد بن راشد استقطبت منذ افتتاحها، ما يقارب نصف مليون زائر وعضو من مختلف الأعمار والجنسيات، ولكن النصيب الأكبر من للزوار كان من فئتي الأطفال والشباب، مشيراً إلى أن الصدارة كانت لمكتبة الأطفال، ومكتبة الشباب، ثم مكتبة الدوريات، ومكتبة الإمارات، والمكتبة العامة، ومكتبة الفنون، ومكتبة الأعمال، ومكتبة الخرائط، والأطالس، تباعاً. وشدد على أنه في إطار رؤية مكتبة محمد بن راشد واستراتيجيتها للمساهمة في الارتقاء بالمشهد المعرفي والثقافي، نظّمت قرابة 200 فعالية لمختلف شرائح المجتمع، خاصة للأطفال والشباب.
إنجازات في سطور
قدمت مكتبة محمد بن راشد منذ انطلاقها مجموعة من الفعاليات الثقافية المتنوعة، والتي وصل عددها إلى 196 فعالية، وشهدت 260 زيارة رسمية ودبلوماسية ووفوداً من المدارس. كما نظمت جلسات حوارية ونقاشية لأبرز الكتب والأدباء، ومنها
«أيام طه حسين»، وأمسية شعرية بمناسبة ذكرى رحيل أمير الشعراء أحمد شوقي، وفعالية «أيام نجيب محفوظ»، و«أيام أحمد راشد ثاني»، و«أيام جبران خليل جبران».