فاطمة الهاشمي خلال مشاركتها في عرض على مسرح دبي أوبرا أخيراً. تصوير: أحمد عرديتي

فاطمة الهاشمي تغني أوبرا بالعباءة: إطلالتي رسالة اعتزاز بهويتي الإماراتية

 

باعتزاز بهويتها، تطل مغية الأوبرا الإماراتية فاطمة الهاشمي، في العروض التي تشارك فيها على المسارح المختلفة، بعباءات ذات تصاميم مميزة، تبرز تقاليدها، وتعلن عن موهبتها في فن راقٍ.

تعمل فاطمة اليوم على تعزيز قدراتها الغنائية بالعلم والتدريبات، ومثلت الدولة في العديد من الفعاليات، كما قدمت إنتاجات باللغة العربية الفصحى، وجمعت بين الإيقاعات الغربية والشرقية، كما تسعى إلى الجمع بين الغناء وإدارة أعمال هذا الفن، إذ تباشر دراسة هذا التخصص إيماناً منها بضرورة تمتع المبدع بالعلم لضمان حفظ حقوقه بالدرجة الأولى.

وقالت فاطمة في حوارها مع «الإمارات اليوم»: «منذ أن شاركت في مسابقة (من البيت إلى المسرح) التي نظمت خلال جائحة كورونا، وأنا أمثل بلدي في العديد من المحافل الدبلوماسية والثقافية، وكان آخر حفل شاركت فيه بالمكسيك؛ إذ تواجدت مع وفد الشارقة التي حلت ضيف شرف على معرض المكسيك الدولي للكتاب، وأحييت حفلاً مع مغنية أوبرا مكسيكية وبمصاحبة أوركسترا من هناك».

وأضافت: «ما يميزني في مسيرتي الموسيقية هو أنني أعمل على نفسي من الناحيتين الفنية والإدارية، فبحكم وظيفتي في وزارة الثقافة، أعمل من الناحية الإدارية، لأنني أريد أن أكون قدوة للأجيال المقبلة، كما أنني أهدف للمساهمة في العمل على بناء البنية التحتية في المجال الفني بالإمارات، خصوصاً في الميدان الموسيقي».

حب لا يوصف

وعن مسرح دبي أوبرا الذي أطلت عليه أخيراً في حفل أوركسترا الشباب الوطنية، قالت فاطمة: «أعشق المسارح عموماً، وأفضل الظهور عليها والغناء أكثر من تقديم نفسي وأعمالي للإعلام، فالغناء لغتي الأولى في التواصل، وحبي للمسارح لا يوصف».

وأوضحت أن ما يميز الغناء الأوبرالي عن بقية الأنواع هو أنه «يتطلب استخدام كامل الجسم وليس فقط الصوت، كما لا يحتاج إلى الميكروفون، فضلاً عن أن الأغنيات لا تكون كلمات ولحناً فحسب، بل قصة تتطلب من الفنان أن يقدمها بصوته من خلال الأداء الصحيح، لذا يمكن القول إنها مسرحية مغناة، ومن يغني الأوبرا لابد من أن يكون متقناً للتمثل والغناء في الوقت ذاته».

وأكدت أنها تميل إلى الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية، ولكن ما تحاول القيام به هو الدمج بين الشرق والغرب، فالأغنيات التي أنتجتها مع «بيركلي أبوظبي» تضمنت أغنيتين باللغة العربية الفصحى، وتشتمل على إيقاع «الفالز» وتحتوي آلات غربية ممزوجة مع إيقاعات شرقية.

وحول علاقتها باللغات خصوصاً أن الأوبرا تقدم بالعديد منها، ومنها الروسية والفرنسية والإيطالية، قالت فاطمة إنها تحب اللغات، وتغني بالفرنسية على نحو كبير، لكن الإيطالية هي الأقرب إليها، كما شدت بالعديد من اللغات ومنها الكورية والتشيكية والبولندية والروسية، إذ تستمتع بتعلم نطق اللغات ومعاني الكلمات، على حد تعبيرها.

شخصية كارمن

أما عن العباءة الإماراتية التي لا تغيب عن إطلالات فاطمة على المسرح، فأشارت مغنية الأوبرا إلى أنها تسعى إلى إبراز الهوية من خلال الزي الإماراتي، مشددة على أنها توجه رسالة من خلال ذلك على أنه مهما تباين مجال العمل، فمن الممكن أن يقوم الإنسان بعمله وهو يحافظ على هويته.

وأضافت أنها تعاونت مع المصممة الإماراتية مريم عميرة في إطلالتها الأخيرة على مسرح دبي أوبرا، وجلست معها ودرستا شخصية كارمن بطلة المسرحية التي اختارت تأدية إحدى أغنياتها، وبعدها تم اختيار تفاصيل العباءة، لتدمج بين الشكلين التقليدي والمعاصر.

جمعية الموسيقيين

وأعربت فاطمة عن سعادتها بالحصول على منحة دراسية من دائرة السياحة والثقافة - أبوظبي من جامعة بيركلي، والتي ستحضّر من خلالها للماجستير الثاني لها، وسيكون في إدارة أعمال الموسيقى، لافتة إلى أن هذا المجال مفيد في مستقبلها المهني، إذ إن الموسيقيين في الإمارات يعملون على نحو منفرد، لذا ستساعد من خلال الدراسة والوظيفة في وضع الاستراتيجيات الخاصة بهذا المجال، من أجل التسهيل على الموسيقيين في المستقبل، على سبيل المثال في مجال التراخيص وإنتاج الأغاني، والذي يُعد جزءاً من حفظ حقوق الملكية الفكرية. وشددت على أن «الموهبة الفنية يجب أن تستكمل بالعلم، فالتميز في أي مجال لابد من جمعه بين الموهبة والمعرفة».

وأشادت بخطوة إطلاق جمعية الموسيقيين في الإمارات، والتي تتواجد فيها كعضو مؤسس، منوهة بأن الجمعيات في مجالات الثقافة الأخرى كانت موجودة في الدولة، ما عدا الموسيقيين، وهو ما تحقق أخيراً ومنح الموسيقيين الأمل.

واعتبرت أن أهم ما ستقدمه الجمعية هو «توفير الفرص للفرق في الإمارات للمشاركة في الفعاليات، والتي غالباً ما تستعين بفنانين عالميين، بسبب غياب المعرفة بأن هناك كثيرين من الموسيقيين في وطننا، فهناك على سبيل المثال عازفة فلوت إماراتية تلقت دراستها في بريطانيا ولا يعرف عنها كثيرون، وبالتالي فالجمعية ستساعد كل هؤلاء على الظهور للجمهور في الإمارات».

دعم المواهب الجديدة

درست فاطمة الهاشمي الهندسة، إلا أنها لم تعمل في هذا المجال، إذ توجهت إلى المجال الموسيقي، وتحمل رسالة تسعى إلى إيصالها من خلال صوتها. وتعمل اليوم على دراسة الماجستير في مجال إدارة الأعمال الفنية، وتسعى إلى تحقيق استثمار هذا العلم في الموسيقى لدعم المواهب الجديدة من خلال جمعية الموسيقيين التي تنتمي إليها. ودرست العزف على آلة الأوكارديون في المدرسة، ثم انتقلت إلى البيانو. وعبرت عن حبها لمغنية الأوبرا ماريا كلاس، ليس لتميزها فحسب، بل أيضاً لجهة إصرارها على الغناء رغم الانتقادات التي تعرّضت لها.

فاطمة الهاشمي:

«الموهبة الفنية يجب أن تستكمل بالعلم، فالتميز في أي مجال لابد من جمعه بين الموهبة والمعرفة».

الأكثر مشاركة