«ضيف الشرف» حوّلت المعرض إلى احتفالية بالحضارة العربية
الشارقة تختتم رحلة «سيؤول للكتاب» بفتح صفحة جديدة للثقافة الإماراتية
حولت الشارقة معرض سيؤول الدولي للكتاب في دورته الـ65 التي اختتمت، أخيراً، إلى احتفالية آسيوية دولية بالثقافة العربية، إذ أخذت جمهور المعرض الذي توج الإمارة هذا العام ضيف شرف إلى جماليات التراث الإماراتي بمخزونه الموسيقي والفني والحرفي، وقدمت للجمهور صورة حية حول راهن وتاريخ الثقافة العربية، فكان جناح الشارقة فرصة للمشاركين في المعرض للتجول في ذاكرة دولة الإمارات الشعبية، وراهن جهودها في خدمة المعرفة والاهتمام بالكتاب ومد جسور التواصل مع حضارات العالم.
وجسدت الشارقة خلال برنامج مشاركتها الذي جمع 12 مؤسسة معرفية وإبداعية وثقافية تحت إشراف هيئة الشارقة للكتاب، رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في بناء علاقات عميقة وراسخة مع مدن وبلدان العالم، بالاستناد إلى قوة الفعل الثقافي ورموزه ورواده، وتأثيرهم على اكتشاف المشتركات الإنسانية التي تجمع الإماراتيين والعرب مع حضارات وثقافات العالم، إذ ظل علم الإمارات يرفرف طول أيام المعرض، فيما يتبادل كتاب وأدباء وشعراء إماراتيون وتجاربهم مع المثقفين والقراء الكوريين، لتفتح الشارقة بذلك صفحة جديدة أمام العالم العربي لبناء علاقات ثقافية متجددة مع كوريا الجنوبية وبلدان شرق آسيا كاملة.
ووضعت الشارقة خلال مشاركتها في الحدث الذي يعد من أبرز معارض الكتب في شرق آسيا، نخبة من إصدارات الإماراتيين في بيوت ومكتبات المجتمع الكوري، إذ ترجمت إلى الكورية أعمالاً سردية وبحثية وشعرية لأدباء وباحثين من الإمارات وعرضتها لجمهور المعرض، في الوقت الذي كانت دور السينما المحلية تعرض لأول مرة بالترجمة الكورية فيلم «خورفكان» الذي استوحى حكايته من كتاب صاحب السمو حاكم الشارقة «مقاومة خورفكان للغزو البرتغالي سبتمبر 1507»، حول تاريخ الغزو البرتغالي لمدينة خورفكان في القرن الـ16.
وشهد جناح الشارقة إقبالاً لافتاً على الكتب الإماراتية المترجمة للكورية، إذ باع أكثر من 300 كتاب مترجم لأول مرة إلى اللغة الكورية، ونفدت جميع النسخ من روايتي «غرفة واحدة لا تكفي» للروائي والأديب سلطان العميمي، و«ذوات» للدكتورة زينب الياسي، في حين بيعت 75 لوحة رسمها نخبة من الفنانين الإماراتيين بالتعاون مع نظرائهم الكوريين.
حاجة للعقل والروح
وقال الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية رئيس وفد الشارقة في المعرض، إن «المشاريع الحضارية التي تملك رؤية لتجربتها تعرف جيداً أن تواصلها مع النماذج النظيرة ذات الأهداف المشترك، واحد من الأساسات القوية لتحقيق تطلعاتها، واليوم أثبت حضور الشارقة في معرض سيؤول للكتاب أن التواصل هو حاجة للعقل والروح، فمن خلاله تحاورنا مع شعب ودود ومحب للمعرفة والآخر، ووضعنا أمام الشعب الكوري حصيلة تجربة حصدت الشارقة نتائجها في محطة أخرى من محطاتها الثقافية العالمية».
وأضاف: «يعتقد الناس أن متغيرات العصر اليوم ستحل مكان التواصل الحي بين المجتمعات، وستغير من قوة الكتب وتأثيرها، لكن الواقع الذي شهدناه في مشاركة الشارقة ضيف شرف على المعرض قال غير ذلك، إذ شهدنا حجم الإقبال على الكتب المعروضة في جناح الشارقة من قبل الجمهور الكوري، ونحن ننتمي إلى ثقافة وحضارة أخرى تبعد آلاف الأميال، وهذا دليل على أن الكتاب هو صوت الإنسان وروحه وفكره الذي يخاطب من خلاله الآخرين، ولا يمكن لأي تقنية أن تستبدله أو تغني عنه».
الجانب الإنساني
ولم يقتصر تأثير جناح الشارقة على الجانب الفكري والمعرفي، بل امتد إلى الجانب الإنساني والاجتماعي، إذ أسهم في انخراط الجمهور الكوري مع ثقافة دولة الإمارات، وأن يشاركه تجاربه وتقاليده، فشارك الكوريون رقصات الفرق الشعبية، وشربوا قهوتها، وكتبوا أسماءهم باللغة العربية.
تعزيز علاقات
شهدت مشاركة الشارقة ضيف شرف في معرض سيؤول الدولي للكتاب 2023 تنظيم 33 فعالية ثقافية وفنية، قدمها 11 كاتباً ومبدعاً وأكاديمياً من دولة الإمارات، وتنوعت بين ندوات وورش عمل وحفلات توقيع وأنشطة أدبية، أسهمت في تعزيز العلاقات بين الثقافتين الإماراتية والكورية.
• 300 كتاب مترجم للكورية بيعت في جناح ضيف الشرف، علاوة على 75 لوحة فنية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news