سجال علمي يهدد أشجار أميركا العجوز
من المعروف علمياً أن الغابات هي الرئة التي يتنفس من خلالها كوكب الأرض، بمعنى أن الأشجار والنباتات في الغابات تمتص ثاني أكسيد الكربون الذي يعد من الغازات الملوثة للبيئة، والمسببة لظاهرة الاحترار العالمي، من خلال عملية التمثيل الضوئي وتنتج الأكسجين الذي يتنفسه البشر وسائر المخلوقات على الكوكب.
ولكن تقريراً أصدرته هيئة الغابات الأميركية وتم عرضه على الكونغرس، ذكر أن الأشجار العجوز تمتص كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالأشجار الشابة، وبالتالي فإن اجتثاث هذه الأشجار وزراعة أخرى جديدة بدلاً منها، قد يكون أكثر فائدة للبيئة على المدى الطويل.
وكتبت هيئة الغابات في تقريرها الذي أصدرته الشهر الماضي أن الغابات الأميركية تفقد - بسرعة - قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء، ومن الممكن أن تصبح هي نفسها بحلول 2070 مصدراً للكربون.
وانتقد خبراء في البيئة هذا التقرير، وحذروا من أن الدعوة إلى التخلص من الأشجار القديمة تنذر بتفاقم ظاهرة تغير المناخ، والتوسع في أنشطة قطع الأشجار للأغراض التجارية والصناعية.
ووصف بعض علماء المناخ وجماعات حماية البيئة التقرير بأنه «مضلل» وغير دقيق إلى حد كبير.
ويقول نورمان كريستنسن، وهو مدرس في كلية علوم البيئة في جامعة ديوك الأميركية، إن هذا التقرير يفسح «موطئ قدم» أمام تزايد أنشطة قطع الأشجار. وأضاف في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني «ساينتفيك أميركان» المتخصص في الأبحاث العلمية أن «فكرة قطع الأشجار العجوز لإفساح المجال لنمو الأشجار الشابة تعد بمثابة إشكالية، فأي شجرة يتم قطعها سوف تتحول بالتبعية إلى ثاني أكسيد كربون».
ويرى خبراء البيئة أنه يتعين على هيئة الغابات أن تترك الأشجار القديمة تتقدم في العمر.
ويقول جيري فرانكلين أستاذ علوم البيئة في جامعة واشنطن، إن غابات أشجار التنوب الصنوبرية في ولايتي واشنطن وأوريجون امتصت في القرن الثاني من عمرها كمية من الكربون تفوق الكمية التي امتصتها في القرن الأول. وذكر كريستنسن أن الغابات الناضجة تتكبد أضراراً أقل من حرائق الغابات وتختزن الكربون لفترات أطول، لأن الظلال الواسعة التي تصنعها الأشجار الضخمة حولها، تخلق بيئة رطبة تقلل انتشار ألسنة النيران في حالة حرائق الغابات.