«ديب بلو».. الفن والتكنولوجيا على مسرح واحد في دبي

بمزيج من الفن والتكنولوجيا يقدم عرض «ديب بلو» العلاقة بين الإبداع الإنساني والذكاء الاصطناعي، ليصحب محبي الإبداع في رحلة غامرة على مسرح «تودا» في مدينة جميرا، اليوم.

وتتمحور فكرة العرض - الذي ينظم بالتعاون مع منصة «مورو كوليكتف» - حول العلاقة المتطورة بين البشر والآلات، عبر تجربة بانورامية تعتمد على الفن، وتستدعي الحضور إلى استكشاف تأثير التكنولوجيا في حياة البشر.

واستمد اسم العرض من «ديب بلو»، أول حاسوب فائق الذكاء مصمم للعب الشطرنج، ويتضمن مجموعة من التجارب، منها المعرض البانورامي الرقمي الذي يقدم عرضاً بصرياً للفن الرقمي، ويمزج ما بين العالمين الواقعي والافتراضي، إلى جانب عروض الأداء الراقصة المستوحاة من العمل الفني الفريد، فضلاً عن المناقشات وورش العمل في دبي التي ترحب بكل تجربة مبهرة.

عناصر متكاملة

وقالت المديرة الفنية في «تودا»، إفغينيا رومانيدي، لـ«الإمارات اليوم»: «يُعنى هذا العرض الفني بتقديم الفن الرقمي، كون (تودا) مسرحاً متخصصاً في هذا المجال، فضلاً عن التعليم، خصوصاً أن هناك اهتماماً كبيراً في دبي بسوق الفن الرقمي، وعالم العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال، وكل ما يرتبط بالتكنولوجيا، ولكن يوجد كثيرون لا يعرفون حقاً كيفية التعاطي مع هذا العالم، وكيفية شراء هذا الفن أو بيعه، لاسيما أن معظم أنواع الفن الرقمي تباع على شكل رموز غير قابلة للاستبدال». وأوضحت أن مدة «ديب بلو» تصل إلى ساعة، كما ستقدم مناقشة وورش عمل حول الفن الرقمي وعالم الميتافيرس، ما يمنحه بعداً تعليمياً، لافتة إلى أن البرنامج يتضمن عرضاً مرئياً وأداء راقصاً على المسرح مع الموسيقى التي ألفت خصيصاً لـ«ديب بلو»، ما يعني أن الحضور سيستمتعون بكل العناصر المتكاملة على المسرح، والتي بلاشك ستترك أثرها في المتلقي.

معايير

وحول المعايير التي تحكم «تودا» في تقديم أي عمل أو عرض، أضافت رومانيدي أن الفن الرقمي مازال حديثاً، لكنه لم يظهر فجأة، فهو بالطبع يحمل جذوراً قديمة، وكل مبدع لديه أسلوبه الخاص، لذا عندما نختار العروض ننظر إلى أعمال الفنان وتاريخه، والرؤية الخاصة به، وأهمية امتلاكه مهارات تقنية جيدة، لأن هذا النوع من الإبداع يستعين بالتكنولوجيا إلى حد كبير، لافتة إلى أنهم يعملون مع فنانين شباب، ويمنحونهم الفرصة لإبراز أعمالهم وعرضها.

وحول الذكاء الاصطناعي واتصاله بالفنون، رأت رومانيدي أن التكنولوجيا تتسم بأنها تتطور بشكل سريع، ولكن في الفن الواقعي قد تتطلب إعادة البيع سنوات حتى تتضاعف الأرقام، بينما في عالم الرموز غير القابلة للاستبدال قد تستغرق شهراً كي يتمكن المرء من إعادة البيع وتحقيق الربح، بسبب التطور التكنولوجي السريع، ما ينعكس بشكل واضح على الفن الحديث وسرعة انتشاره.

طريقة جديدة

من جهته، قال الفنان جايك أندرو الذي سيقدم لوحات خلال العرض، فضلاً عن تأليفه للموسيقى المرافقة، إنه بدأ مسيرته مع الرسم التقليدي، لكنه في مرحلة لاحقة انتقل إلى الفن الرقمي، مؤكداً أن هناك الكثير من التحديات في عرض هذا النوع من الفنون، ومنها تخيل كيفية ظهور الأعمال بطريقة العرض الجديدة، خصوصاً حين تقدم على الجدران.

وأشار إلى أن عمله الأساسي هو الرسم الواقعي، إذ يركز على الحركة الديناميكية في اللوحات، لافتاً إلى أن الهم الأساسي الذي شغله خلال التحضير لهذا النوع من الفنون، هو كيفية تحويل الأعمال مع الألوان والموسيقى والحركة، إلى إبداع حقيقي مفعم بالحياة. وأكد أندرو أن هذا النوع من الفنون يواصل اجتذاب شريحة أكبر من الجمهور، خصوصاً أنه يسمح للمتلقي بعيش تجربة مختلفة مع الفن. ووصف دبي بأنها مدينة تحتضن التجارب المعاصرة والمبهرة، ومن بينها مجال الفن الرقمي، منوهاً بأن نجاحهم هو بسبب القدرة على المغامرة في تقديم التجارب الحديثة.

تحضير طويل

أما القيّمة الفنية في «مورو كوليكتف»، آنا سيمان، فأوضحت أن العرض يحمل ملامح الفن المعاصر، خصوصاً الرقمي والرموز غير القابلة للاستبدال، مع التركيز على دمجه مع الفن الواقعي، مشيرة إلى أنه بدأ العمل عليه منذ بداية العام الجاري، واستغرق التحضير أشهراً عدة، وشهدت هذه الفترة كثيراً من المناقشات حول مفهوم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والتطورات السريعة في هذا المجال.

وأضافت أنه يوجد كثير من التحديات في كل مشروع يتم العمل عليه، لافتة إلى أن تقييم الجمهور للفن الرقمي قد يواجه صعوبات، خصوصاً لدى فئات محددة، منها على سبيل المثال، المقتنون الذين لم يعتادوا هذا اللون من الفنون، معتبرة أن بعض المقتنين بحاجة إلى مزيد من الوقت كي يعبروا إلى الضفة الثانية التي يمكنهم من خلالها تقبل هذا النوع من الفنون، والإقبال عليه.

عالم الميتافيرس

ينقل «ديب بلو» تجارب الواقع الافتراضي في عالم الميتافيرس، من خلال الأعمال الفنية المعروضة بهذه التقنية التي تجمع بين العالمين الواقعي والرقمي، بانسيابية استثنائية. ويشكل العرض تجربة فريدة من نوعها تسلط الضوء على الإمكانات الفعلية للذكاء الاصطناعي في مجالي الفن والتعبير الإنساني. وتُقدم على هامش العروض، ورش عمل من تنظيم «مورو كوليكتف» تتمحور حول عالم الميتافيرس، فضلاً عن طرح رموز غير قابلة للاستبدال لاقتناء الأعمال الفنية.

• دبي مدينة تحتضن كل التجارب المعاصرة والمبهرة، ومن بينها مجال الفن الرقمي.

الأكثر مشاركة