الريسي: مبادرة «الأندلس تاريخ وحضارة» منصة للتسامح والتعايش

أكد المستشار الثقافي بديوان الرئاسة الدكتور عبدالله الريسي، أن مبادرة «الأندلس تاريخ وحضارة»، التي أطلقتها دولة الإمارات تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، تتمحور بشكلٍ رئيس حول قيم الانفتاح والتعايش والتفاهم والتمازج الثقافي، والتي شكلت سمات رئيسة للحضارة الأندلسية، لتجسد بذلك نهج دولة الإمارات العربية المتحدة القائم على تعزيز التعاون وتواصل الحضارات وتلاقي الثقافات.

وأوضح الريسي في حواره لـ«الإمارات اليوم»، أن المبادرة تشكل منصة تتيح للجمهور التعرف عن كثب إلى تاريخ وحضارة الأندلس، وما شهدته من تميز علمي وثقافي وأدبي وفني ترك أثره على العالم عموماً. وتركز محاور المبادرة على الاحتفاء بالتمازج الثقافي والفني، الذي أفضى إلى نتاجات أدبية وفنية متفردة، والاستلهام من الإرث المميز للأندلس لإعلاء القيم والمبادئ الإنسانية التي استندت إليها هذه الحضارة.

وأضاف أن «المبادرة تهدف إلى تعزيز العلاقات العربية الإسبانية وتعميق المعرفة بالحضارة الأندلسية الفريدة، وتسليط الضوء على ما تأسست عليه حضارة الأندلس من ثقافة الحوار والتسامح وقيم التعايش بين مختلف الشعوب، وهي القيم ذاتها التي تسعى دولة الإمارات إلى تعزيزها».

وحول الفعاليات التي تتضمنها المبادرة، أوضح الريسي أن المبادرة تركز بشكل أساسي على المقتنيات الأثرية التي تشكل مصدراً مهماً لفهم التاريخ والثقافة والحضارة الأندلسية، حيث سيتم عرض مجموعة قيّمة من المقتنيات الأثرية في معرض فني يستضيفه مركز جامع الشيخ زايد الكبير في نوفمبر المقبل، وتشمل هذه المقتنيات نسخة من مخطوطة أندلسية قرآنية نادرة مصنوعة من ورق وردي؛ ودرهماً من الفضة يعود إلى الحقبة الأندلسية، تم سكه في عام 125 هـ، ورؤوس أعمدة إنشاء أثرية تعود إلى النصف الثاني من القرن الميلادي العاشر، استُخدمت في بناء المسجد الكبير ومدينة الزهراء في الأندلس. كما تشمل المعروضات أيضاً نسختين من «كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف» للطبيب والعالم أبوالقاسم خلف بن عباس الزهراوي، ونسخة من كتاب «الجامع لمفردات الأدوية والأغذية» للعالم ابن البيطار، ومحبرة من الحجر الكلسي أندلسية المنشأ تعود إلى القرن الميلادي الـ13، ومبخرة برونزية صُنعت في القرن الميلادي العاشر؛ ومزهرية عاجية مزخرفة وإناء خزفياً أثرياً.

ندوات وعروض فنية

تشمل الأنشطة المقامة تحت مظلة «الأندلس تاريخ وحضارة» محاضرات وندوات تستعرض تاريخ الأندلس، إلى جانب البرنامج الفني الذي يشمل عروضاً منها فعالية ليالي قرطبة، وهو حفل سيمفوني تُقدّم خلاله روائع السيمفونيات الإسبانية بصبغة أندلسية بقيادة المايسترو العالمي إنما شارا. كما يحتضن مسرح قصر الإمارات ليلة الموشحات الأندلسية «يا زمان الوصل بالأندلس» في 12 نوفمبر، بمرافقة فرقة موسيقية تضم 65 منشداً وعازفاً. كما يتضمن البرنامج عرض (ليلة الفلامنكو)، وتقدّمه أشهر مؤديات الفن الإسباني العريق (آنا موراليس). وتختتم الفعاليات بأمسية (ليلة غيتار إسباني وأنغام عربية) في يناير 2024، تتحاور فيها الألحان الإسبانية والعربية في مشهد موسيقي يتصدره عازف الغيتار العالمي أنطونيو راي.

الأكثر مشاركة