معرض سامية حلبي.. 60 عاماً من الرسم
افتتح في متحف الشارقة للفنون، أول من أمس، معرض الفنانة الفلسطينية - الأميركية سامية حلبي، بحضورالفنانة وعدد من الشخصيات الثقافية وجمهور كبير من متذوقي الفن.
ويهدف المعرض، الذي افتتحته الشيخة نوار القاسمي، مديرة مؤسسة الشارقة للفنون، ويقام ضمن سلسلة معارض «علامات فارقة»، إلى تسليط الضوء على الشخصيات الفنية البارزة التي أسهمت في تطوير الفن الحديث في العالم العربي.
ويتضمن المعرض الشامل ما يقارب 200 عمل إبداعي متعدد الأوجه لحلبي، تم إنتاجها على مدار ستة عقود من مسيرتها الفنية، بدءاً من اللوحات التجريدية والأعمال الرقمية إلى الرسومات الوثائقية القوية، والتي تم استعارتها من مجموعات مختلفة محلياً ودولياً، بما في ذلك استوديو سامية حلبي الخاص في نيويورك.
ويمنح المعرض فرصة للجمهور لاستكشاف تجربة سامية حلبي الفنية المميزة، والتعرف إلى الدور الملهم الذي لعبته كفنانة ومناضلة فلسطينية، في تشكيل المشهد الفني العربي المعاصر من خلال عملها النابض بالحياة والإبداع، الذي أتاح لها ترك بصمة قوية في عالم الفن.
ويقدم المعرض نظرة شاملة على مسيرة الفنانة، باعتبارها أحد أبرز روّاد الفن التجريدي في العالم العربي، مستعرضاً أعمالاً تروي رحلة من استكشاف مفهوم صناعة الصورة والتجريد عبر عقود من العمل، حيث تعبّر أعمالها عن تفاعل المبادئ الهندسية مع الرؤية والإدراك، متجاوزة التشخيص الواقعي ليرتقي الى ما هو جمالي، ما يجعلها نموذجاً فريداً في عالم الفن التجريدي.
وتتيح هيئة الشارقة للمتاحف للفنانة الفلسطينية، من خلال المعرض، تقديم فلسفتها الخاصة حول صناعة الصورة والرسم كحقل فني مستقل عن ممارستها الفنية الملتزمة بتقديم الرواية الفلسطينية، كما يُمكّن المعرض الجمهور من التعرّف عن قرب إلى تطوّر وتنوّع إبداعات الفنانة بصورة خاصة، والمدرسة التجريدية بصورة عامة.
وثمّنت هيئة الشارقة للمتاحف الدعم الكبير والمساندة التي وجدتها من مؤسسة سامية حلبي.
يشار إلى أن المعرض، الذي تنظمه هيئة الشارقة للمتاحف، وتشرف عليه القيّمة إيناس ياسين، هو استمرار لمسيرة العطاء والتوهج والإبداع، وجزء من جهود الشارقة للترويج للفنون والثقافة وتقديم منصّة للفنانين المتميزين في العالم، من خلال سلسلة «علامات فارقة»، التي تستضيف سنوياً فناناً متميزاً ممن أثروا المشهد الفني العربي، وتُعدّ النسخة الأحدث من هذا المعرض فرصة لعشاق الفن لاستكشاف إبداعات سامية حلبي، والتعرف إلى مسارها الفني المميز والثري.
جدير بالذكر أن الفنانة سامية حلبي ولدت في القدس بفلسطين عام 1936، وتُعدّ من روّاد الحركة التجريدية المعاصرة، وقد انتقلت للعيش في أميركا عام 1951، ورغم أنها عاشت معظم حياتها في الولايات المتحدة، فإن جذورها الفلسطينية لازمتها طوال مسيرتها المهنية، حيث كانت رحلتها المؤثرة، من تجربة المنفى والتهجير في عام 1948، إلى الدفاع بلا هوادة عن الحقوق الفلسطينية وحقوق الإنسان، مصدر إلهام لمجموعة أعمالها العميقة، وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى سلسلة سيتم عرضها في المعرض، والتي تخلد ذكرى «مجزرة كفر قاسم» تجسيداً لإخلاصها لجذورها وتاريخ شعبها.
ورش حول التجربة
ينظم متحف الشارقة للفنون، بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة والتصميم بجامعة الشارقة، جلسة حوارية، غداً، بين الخامسة والسابعة مساءً، تحت عنوان «حوار مع الفنانة سامية حلبي»، بحضور نخبة من الفنانين والمهتمين.كما تنظم الهيئة ورشة «موسيقى الألوان» المُلهمة التي تستند إلى أعمال سامية حلبي، لتوفر للأطفال من أصحاب الهمم، الذين تراوح أعمارهم بين سبعة و14 عاماً، فرصة لاستكشاف عالم الفن التجريدي والتعبير عن أنفسهم من خلال الألوان والأشكال، فيما تتيح ورشة «خط وفن» للمشاركين من عمر 18 عاماً فما فوق، مشاهدة لوحة «اللولب الأصفر»، للفنانة قبل أن يشرعوا في إبداع لوحاتهم الخاصة، كما تتيح ورشة «سلسلة الإبداع» لليافعين بين 13 و17 عاماً، اكتشاف تأثير الطبيعة على لوحات الفنانة سامية حلبي التجريدية، قبل أن يرسموا لوحاتهم الفنية تحت مؤثرات الطبيعة.