مطر بن لاحج وفيكتور إكبوك شركاء «دبي للخط» بتجارب عملاقة

كشف «حي دبي للتصميم»، عن استضافته خمسة أعمال فنية ضخمة احتفاءً بفنّ الخط، وذلك ضمن مشاركته في الدورة الأولى من «بينالي دبي للخطّ» التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وتنظمها هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة».

ويعرض «حي دبي للتصميم»، أربعة أعمال تحمل توقيع الفنان الإماراتي مطر بن لاحج، وعملاً فنياً تفاعلياً من إبداع الفنان النيجيري الأميركي فيكتور إكبوك. فضلاً عن استضافة الحي مجموعة من ورش العمل التي تتناول فنّ الخط وستكون مفتوحة أمام الجميع، إضافة إلى ثلاثة معارض أخرى بعنوان «تَعَارَفُوا بِالخَطّ» و«ملصقات: اللغة البصرية» و«أعمال تتعدّى حدود فنّ الخط».

وقالت خديجة البستكي، النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم – حي دبي للتصميم: «يعكس برنامج فعاليات وورش عمل النسخة الافتتاحية لبينالي دبي للخط الثقافة القائمة على الشمولية والتنوّع والتعاون والتي يحرص حي دبي للتصميم على نشرها من خلال منظومته الإبداعية العالمية. نحن حريصون على دعم المنصات والمبادرات الإبداعية وتسليط الضوء على الأعمال الفنية المبتكرة بما في ذلك تلك التي تحمل توقيع كبار الفنانين المبدعين من أمثال مطر بن لاحج وفيكتور إكبوك، بما يدعم مساعينا الرامية إلى ترسيخ مكانة دبي عاصمة للتصميم والإبداع في منطقة الشرق الأوسط ضمن شبكة منظمة اليونسكو للمدن العالمية المبدعة».

وأكدت فاطمة القرشي، مدير مشروع «بينالي دبي للخط» وقيمة معارض «تَعَارَفُوا بِالخَطّ» و«ملصقات: اللغة البصرية» في حي دبي للتصميم، أن الخط يكتسب أهمية بالغة في اللغة العربية وتراثها الثقافي. وقالت:

«تهدف دبي للثقافة عبر (بينالي دبي للخط) إلى إبراز التعبير الخطي في اللغات الأخرى في جميع أنحاء العالم، كما تسعى عبر ورش عمله وأنشطته ومعارضه المتنوعة إلى إظهار مراحل تطوره المختلفة»

تركيبات فولاذية

قام الفنان الإماراتي مطر بن لاحج، مبتكر فن الخط الذي يزين جدران متحف المستقبل في دبي، بإنشاء أربعة تركيبات فنية فولاذية لافتة، تم توزيعها في أرجاء حي دبي للتصميم. وتتجلى قطعته التي تحمل عنوان «الموسوعة القرآنية»، وهي عبارة عن منحوتة يبلغ طولها 15 متراً، وتسلط الضوء على عقيدة التوحيد في آيات من القرآن الكريم، بينما ترمز إلى الطاقة والحركة والكون اللامحدود باستخدام الحلقات والدوائر السماوية. ويقدم العمل منظوراً بصرياً بطريقة فلسفية للمفاهيم الكونية. وعلى القدر نفسه من الضخامة والبراعة، يظهر عمل «انبعاث اللغة» للفنان ذاته، إذ يرمز إلى شخصيات روحية متناغمة، تتدفق مثل انسياب الماء، وتمثل في الوقت نفسه ثراء اللغة العربية.

ويدل «الانصهار» على الوحدة في التنوع، حيث تم تصوير سورة الإخلاص كدائرة مجوفة متكاملة، مع التركيز على الانسجام الروحي والثقافي في عمل بن لاحج الذي يحمل عنوان «المجرة»، وهو عبارة عن سلسلة واسعة ومترابطة من المنحوتات التي توحد المواهب الفردية، ليتردد عبرها صدى السرد الكوني للوجود الإنساني.

تجربة استثنائية

وابتكر الفنان النيجيري الأميركي العالمي الشهير فيكتور إكبوك، والذي يقدّم أعماله الفنية للمرة الأولى في الشرق الأوسط بوصفه فناناً مقيماً في معرض «غاليري إيفي دبي»، تحفة فنية تُعرض في مكان عام وتغمر الزائرين بتجربة استثنائية لفنّ الخط ضمن مساحة تنبض ابتكاراً وإبداعاً. وتحمل هذه التحفة الفنية عنوان «مَمَرٌ إلى الوعد» (Passage to Promise) ويبلغ عرضها ستة أمتار وطولها أربعة أمتار، وهي بمثابة استكمال لرحلة فيكتور إكبوك الطويلة لاستكشاف لغة التواصل «نسيبيدي»، وهي عبارة عن نظام تواصل خطي قديم مستخدم في جنوب نيجيريا وشمال غرب الكاميرون، إلى جانب رموزه الأصلية. وتعِدُ هذه التحفة الفنية الضخمة الزائرين بتجربة فريدة من نوعها، وستترك انطباعاً يدوم في نفوسهم لوقت طويل.

تجدر الإشارة إلى أنّ مسيرة فيكتور إكبوك المهنية الغنية طوال ثلاثة عقود منحته مكانة مرموقة على المستوى العالمي.

الأكثر مشاركة