تصاميم فريدة في معرض «تحلى بالخط»
لغة «الضاد» تترك أثرها في دبي على بريق الذهب
بحروف لغة «الضاد» المكتوبة بشكل تلقائي، أو حتى المخطوطة وفق أنواع الخطوط الكلاسيكية، تزيّنت أقمشة وفساتين، وتحوّلت عقود وأقراط ذهبية إلى أسماء وأشعار مكتوبة، بين جنبات معرض «تحلّى بالخط»، الذي يقام ضمن فعاليات «بينالي دبي للخط»، والذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة).
يقدم المعرض، الذي يستمر حتى 31 أكتوبر الجاري في مكتبة الصفا للفنون والتصميم، عدداً من المصممات اللواتي وجدن في الخط العربي طريقهن للإبداع، وتسليط الضوء على تصاميم فريدة.
وجمع المعرض ابتكارات 11 مصممة وعلامة، يقدمن 65 عملاً فنياً تبرز الترابط بين الخط ومجال التصميم. وبرز من الإمارات العديد من المشاركات، منها مصممة المجوهرات ومؤسسة علامة «مرامي»، حصة الفلاحي، التي عرضت مجموعتها من تصاميم المجوهرات التي تخط فيها الأسماء.
رسائل شخصية
وقالت حصة الفلاحي لـ«الإمارات اليوم»، عن مفهوم تصاميمها: «أقدم تصاميم الذهب التي تحمل قيمة معنوية، سواء من خلال الأحرف والأسماء، أو حتى بعض الكلمات الخاصة أو الصور، كما أنني أحياناً أكتب على الذهب رسائل شخصية».
وأضافت: «أصيغ الحروف والأسماء بالذهب، كما أنني في الفترة الأخيرة ذهبت إلى كتابة الأسماء من خلال قص الأحجار، إذ يأخذ الحجر نفسه شكل الاسم بدون الذهب». وأشارت المصممة الإماراتية إلى أن هناك طلباً على هذا النوع من الفن، فالغالبية ترغب في الذهب الذي يحمل رسائل شخصية، لاسيما لتقديمه كنوع من الهدايا، لقيمته المعنوية، لافتة إلى أن الطلبات الخاصة تقودها أحياناً إلى تقديم أفكار جديدة لم يسبق أن قدمتها.
كلام في الحب
بينما صاغت مصممة المجوهرات اللبنانية ساندرا هبر وهبة، قطع الذهب بالخط الكوفي المتميز بالبساطة والإبداع في التركيب، مشيرة إلى أنها تشارك في المعرض بمجموعتي «كلام في الحب» و«هي وهو»، إذ تضع كلمة هو وهي على التصاميم المكونة من قطعتين كالأقراط أو الأزرار، بينما في العقد تقدم المرأة كرحلة، من خلال الكلمات التي وضعتها، وهي: (القوة والحلم والوعد والشعر والحب).
وأوضحت وهبة أنها «متخصصة في الهندسة الداخلية، ولكن الخط العربي من الخطوط الذكية التي جذبتها، لاسيما الكوفي، إذ تمرنت عليه وراحت تصيغ منه الذهب».
وقالت إن «الحروف تتجدد، واللغة العربية من أكثر اللغات ذكاءً، فيمكن لكلمة أن تختصر جملة. وتحتمل لغة (الضاد) كتابة الكثير من الكلمات بالذهب».
فساتين
ومن الذهب إلى الأقمشة، حيث وضعت مصممة الأزياء الإماراتية فريال البستكي، الخط العربي على لوحاتها، لتعود وتحول تلك اللوحات إلى فساتين وتصاميم أنيقة.
وعن تصاميمها التي منحتها جماليات الحروف، قالت فريال البستكي: «استخدمت الحروف التي كانت مرسومة بالألوان المائية على (كانفس) وحولتها إلى تصاميم، وشكلت الكلمات والحروف إضافة الى جماليات اللون والتصميم».
ووأوضحت أنها تقدم من خلال المعرض تصميماً يحمل اسم «عوشة»، وهي لوحة مستوحاة من أشعار «فتاة العرب» الشاعرة الإماراتية عوشة السويدي، وتحديداً من قصيدة «صافي النية»، وقد رسمتها عام 2019، وكتبت الأشعار بالفرشاة وهي تسمع القصائد.
ولفتت البستكي إلى أن عملها على الأقمشة واللوحات جعلها تحول الرسم إلى عباءات وحقائب وشالات، لدمج الأدب والفن والأزياء، وهذا الدمج يقود إلى ما هو مميز، لاسيما أنها تحول الرسومات إلى أقمشة، وأحياناً تضيف الحروف من خلال تقنية «فوتوشوب».
ورأت المصممة الإماراتية أن الكلمة تترك أثرها عند الإنسان، واختيار الكلمة الصحيحة هو الذي يمكن المصمم من تقديم الرسالة التي تعبّر عن الحب.
«تصاوير»
من جهتها، تقدم المصممة الفلسطينية عرين حسن، تصميماً بعنوان «تصاوير الجنة» يحمل أنماطاً تشكيلية وتجريدية وخطية مدموجة مع الورد، الذي يُعدّ من العناصر الموجودة في الحديقة الإسلامية، فيما الطباعة كانت حريرية.
وأكدت عرين حسن أن «الطباعة اليدوية التي تقدمها تحمل العديد من التحديات، لاسيما أن الفستان يتميز بحجمه الكبير، فيما الطابعة تتسم بصغر حجمها، ما يستغرق كثيراً من الوقت، فضلاً عن الألوان التي تجف سريعاً، ما يتطلب السرعة في التنفيذ».
ورأت أن تصميم الفستان يمثل دبي التي تتميز بانفتاحها على جميع الجنسيات والبلدان، معربة عن رغبتها كمصممة في دعم فن الخط للحفاظ على الهوية العربية لضمان استمرارها. وأشادت بالمعرض كونه يدعم الخط العربي ويبرز الهوية العربية، لاسيما أن دبي تجمع العديد من الجنسيات، فبالتالي يسهل إيصال هذا الفن لجميع الجنسيات.
أشعار
من خلال أبيات شعر للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قدمت المصممتان: حصة وفاطمة الجوكر، فستاناً تزيّن بقصيدة للمؤسس الباني.
وقالت حصة الجوكر: «لقد صممنا هذا الفستان في عام 2017، وكان بالتعاون مع الفنان ضياء علام، إذ كتب أبيات القصيدة لمنح التصميم البعد الفني، ومن تشتري التصميم تدرك أنها تشتري عملاً فنياً أيضاً وليس مجرد فستان، مع الإشارة إلى أن القطعة المعروضة هي الأصلية التي لا تباع، ولكن نبيع نسخاً منه».
وأوضحـــــــــت أن «تـــــوزيــــــــــع الحـــــــــــــــروف على الفســـــــتـــــــان كان دائـــــرياً، على الجذع وكـــــذلك الأكمـــــام». وأشادت بالمعرض الذي يقدم الخط العربي الغني بأشكال متعددة وفنون متنوّعة، وكذلك بطريقة يسمح للناس باقتناء وارتداء قطع تحمل فن الخط.
• 65 عملاً فنياً تبرز الترابط بين الخط ومجال التصميم يضمها المعرض.
• عقود وأقراط وفساتين تزيّنت بكلمات وأسماء وأشعار بين جنبات «مكتبة الصفا للفنون».
ترابط بين الألوان والمعاني
قالت مصممة المجوهرات اللبنانية ساندرا هبر وهبة، التي تشارك في معرض «تحلّى بالخط»: «إنها بدأت تتحدى نفسها بالتصاميم لكتابة جُمل وليست كلمات فقط، كما أنها أدخلت الألوان على الذهب، مستبعدة الألماس والأحجار التي يصعب ارتداؤها بشكل يومي، إذ تعمدت إدخال الألوان الصارخة كي تكون جزءاً من الطبيعة، رابطة بين الألوان والمعاني».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news