الدورة الأضخم لكونجرس المجلس الدولي للأرشيف تنطلق في أبوظبي

«حماة الذاكرة الإنسانية» في ضيافة واحة التسامح الإمارات

صورة

أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، أن الذاكرة الوطنية أمانة في أعناق الجميع. ورحب سموه، بأعمال كونجرس المجلس الدولي للأرشيف 2023 الذي تستضيفه أبوظبي، وهي المرة الأولى التي يحلّ فيها هذا الحدث الأرشيفي العالمي في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط. وقال: «نثمن عالياً هذه الثقة الكبيرة التي منحنا إياها المجلس الدولي للأرشيف».

وأضاف سموه في كلمة افتتاح أعمال كونجرس المجلس الدولي للأرشيف التي ألقاها نيابة عنه رئيس مجلس إدارة الأرشيف والمكتبة الوطنية، حمد بن عبدالرحمن المدفع: «نتطلع ليكون كونجرس المجلس الدولي للأرشيف منصة تتيح للمختصين والخبراء والمسؤولين في ميدان العمل الأرشيفي عالمياً، فرصة بحث المسؤوليات الكبرى المنوطة بنا جميعاً، من أجل جمع ذاكرة الإنسانية وحفظها وإتاحتها، وتوفير المعلومة الموثقة لمن يحتاجها، فالذاكرة الوطنية أمانة في أعناق الجميع».

وتابع سموه: «آمال شعوبنا في حفظ ذاكرتها مسؤولية كبيرة، وهذه الآمال معقودة على النخبة من صناع القرار وخبراء صناعة الأرشفة في هذا الملتقى العالمي»، مشدداً سموه على أهمية التعاون المشترك في حفظ الإرث الحضاري الإنساني وتوثيقه وتدوينه وأرشفته، إلى جانب تشجيع الحوار وتبادل المعرفة والخبرات، وترسيخ ممارسات مهنية حديثة تتسم بالمرونة والابتكار والإبداع، في مجالات أرشفة ذاكرة الشعوب وتوثيقها وحفظها.

وأعرب سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، عن تطلعه «إلى تمكين الشباب في هذا الحقل المهم من حقول المعرفة لكي يسهموا في تحصين الذاكرة، وهذا ما ركز عليه الكونجرس حين خصص لهم مسابقة الهاكاثون. فالأرشيفات بتوثيقها للماضي تعدّ البعد الآخر الذي يجب أن نحافظ عليه، ونفخر به ونستقي منه العبر، ونحن نستشرف مستقبلنا الذي نريده أن يكون الامتداد الأجمل للماضي».

وأكمل سموه: «إنني أثمن الدور الذي أداه الأرشيف والمكتبة الوطنية وهو ينظم هذا الحدث الأرشيفي الدولي، إذ أراده مميزاً يعود بالفوائد الجمة على تطور مهنة الأرشفة وممارساتها، ويقوّي روابطها مع مختلف المهن والتخصصات في مجتمعاتنا، لذلك جاءت المحاور الخمسة للكونجرس مواكبة للتغيرات المتسارعة في العالم، وفرصة سانحة لمناقشة التحديات التي تواجه الأرشيفات والبحث عن حلول لها، وهذا ما يتجلى في مناقشة التقنيات الناشئة والمعرفة المستدامة: الأرشيف والسجلات وتغير المناخ، والثقة والأدلة، والإتاحة والذكريات، وأول هذه المحاور السلام والتسامح، ومرحباً بكم في دولة الإمارات واحة السلام والتسامح، وأمنياتي لكونجرس المجلس الدولي للأرشيف أن يحقق هدفه الكبير وهو إثراء مجتمعات المعرفة».

من جانبها أشادت رئيسة المجلس الدولي للأرشيف، جوزيه كيربس، بالجهود الكبيرة التي قامت بها دولة الإمارات في تنظيم الحدث الضخم الذي كان من المقرر أن يقام في 2020، وتم تأجيله بسبب جائحة «كوفيد-19»، مشيرة إلى حرص الإمارات على استمرار التنسيق طوال تلك الفترة الحرجة، وتوفير كل الإمكانات لإنجاحه.

وشددت على أهمية الدور الذي يقوم به المجلس، وما يوفّره من فرص لعيش تجارب مختلفة وتبادل الخبرات، معربة عن اعتزازها بالدورة الحالية التي تمثّل تجربة لا تنسى لجميع الحضور.

من ناحيته أشاد رئيس فرنسا الأسبق فرانسوا أولاند، بنجاح الإمارات في استضافة الحدث الذي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط، داعياً إلى العمل على الاستفادة من التطور التقني السريع الذي يشهده العالم في الحفاظ على الإرث الإنساني المشترك، والتخطيط للمستقبل، والعمل على فتح مجالات للحوار بين الثقافات والتقارب الفكري بين الشعوب، بما يمنع من تكرار النزاعات التي تشهدها مناطق مختلفة من العالم، ويسهم في نشر الأمل.

وأضاف: «هدفنا إثراء معارفنا المشتركة واحترام التنوع والحفاظ على فرادة كل مجتمع، والاستثمار في الحفاظ على السجلات الأرشيفية عبر توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة».

وتشهد فعاليات دورة هذا العام من الكونجرس المقامة تحت شعار «إثراء مجتمعات المعرفة»، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) حتى 13 الجاري، مشاركة وحضور أكثر من 5000 خبير ومختص في مجال الأرشيف، إضافة إلى تمثيل أكثر من 135 دولة، وتقديم أكثر من 300 ورقة بحثية، إلى جانب مشاركة أكثر من 350 متحدثاً وما يزيد على 60 جهة عارضة، لتكون هذه الدورة الأضخم على الإطلاق في تاريخ هذا الحدث الدولي.

• 5000 خبير ومختص في مجال الأرشيف يجمعهم الملتقى الذي ينظم للمرة الأولى في المنطقة.


منصور بن زايد:

• «آمال شعوبنا في حفظ ذاكرتها مسؤولية كبيرة، وهذه الآمال معقودة على النخبة في هذا الملتقى العالمي».

• «ينبغي تمكين الشباب في هذا الحقل المهم من حقول المعرفة لكي يسهموا في تحصين الذاكرة».


جناح مكتبة محمد بن راشد

في خطوة نحو التعريف بمبادراتها وتعزيزاً لدورها الثقافي والمعرفي، تشارك مكتبة محمد بن راشد في كونجرس المجلس الدولي للأرشيف في أبوظبي.

وقال عضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد، الدكتور محمد سالم المزروعي: «تهدف مشاركتنا إلى تسليط الضوء على دور المكتبة في تعزيز الثقافة والوعي بموضوعات مثل السلام والتسامح، من خلال مجموعة من المقتنيات التي تركز على ثقافة التسامح الديني، إلى جانب التعريف بأحدث خدماتنا وتقنياتنا».

وأشار إلى دور مكتبة محمد بن راشد في الحفاظ على الإرث الثقافي، إذ تعد المكتبة حاضنة لتاريخ الشعوب وماضي ثقافات عالمية، وتستعرض جزءاً كبيراً منه في معرض الذخائر وتقدّمه لجمهورها من شتى أنحاء العالم بطرق مختلفة ومتفرّدة، وأبرزت المكتبة في جناحها الخاص عدداً قيّماً من الكنوز المعرفية.

هاكاثون

افتتح كونجرس المجلس الدولي للأرشيف فعاليات هاكاثون المجلس الدولي للأرشيف. وأوضحت منسقة الهاكاثون، سارة شو، لـ«الإمارات اليوم»، أن المسابقات تضم تسع جهات، منها ست جامعات وثلاث مدارس للمرحلة الثانوية، والهدف أن يمر الطلبة بتجربة تستمر على مدى ثلاثة أيام، يركزون فيها على تحدٍ معين يطرحون خلاله حلولاً مبتكرة تحوّل المعلومات التاريخية إلى مواد ملموسة يمكن التعامل معها بشكل تفاعلي ومستدام، وجاذب لاهتمام المتلقي.

وأضافت أن هناك خمس مراحل للهاكاثون هي الاستكشاف وبعدها ابتكار حلول وأفكار، ثم تقديم حل متكامل من حيث التطبيق والتنفيذ، والمرحلة الرابعة هي التجربة والتأكد من قابلية الفكرة للتطبيق، وأخيراً مرحلة التحكيم. ويحظى الفائز على مستوى الجامعات بجائزة 20 ألف دولار، والفائز من المدارس بـ10 آلاف دولار، وسيتبنّى الأرشيف والمكتبة الوطنية الفكرة الفائزة.

تويتر