الخراريف بعيون إماراتية وإيطالية ومكسيكية.. ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا

«أم الدويس» إلى «بابا درياه» و«حمارة القايلة»، وغيرها من الخراريف الشعبية التي توارثها أبناء الإمارات جيلاً بعد جيل، كيف يمكن أن يجسّدها فنانون أجانب.. وما الذي سيتغيّر فيها.. وكيف تأثروا بها؟ هذه التساؤلات شكّلت الدافع خلف معرض «الخراريف برؤية جديدة»، الذي تنظمه «مكتبة» التابعة لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، بالتعاون مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في المجمع الثقافي بأبوظبي، الذي سعى إلى تقديم إجابات لهذه التساؤلات عبر خوض تجربة فريدة تقوم على دعوة فنانين من جنسيات مختلفة لتجسيد حكايات شعبية من ثقافات بعضهم بعضاً.

يكشف المعرض، الذي افتتحه مساء أول من أمس، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، سعود الحوسني، ومدير عام السياحة في دائرة الثقافة والسياحة، صالح الجزيري، والمديرة التنفيذية لبيت الحكمة ورئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، مروة العقروبي، ورئيس معهد الشارقة للتراث، الدكتور عبدالعزيز المسلم، مدى التقارب في التراث الإنساني بين الشعوب من الشرق والغرب، وأن بُعد المسافات واختلاف الجغرافيا وطبيعة المجتمعات لم تمنع تشابه نتاج المخيلة الإنسانية وما أنتجته عبر العصور، فعلى الرغم من أن الحكايات الشعبية نابعة من قلب المجتمع وتعكس ثقافته، فإنها تتشابه بين مجتمعات مختلفة.

كما يبرز المعرض اختلاف الأجيال في تجسيد الحكايات الشعبية، إذ يقدم الجيل الجديد رؤيته الخاصة لهذه الحكايات.

تراث مشترك

من هذا المنظور، يستدعي المعرض، الذي يستمر حتى 16 نوفمبر المقبل، 20 خروفة أو حكاية شعبية برؤية جديدة، بعد أن وجهت الدعوة إلى 10 فنانين إماراتيين، وخمسة إيطاليين، وخمسة مكسيكيين، لإعادة تخيل شخصيات من الخراريف الشعبية الأكثر شهرة في الثقافة الأخرى، واستعراض حكايات الماضي من منظور الأجيال الجديدة وواقع تجاربها في حوار تمتزج فيه الثقافات تلتقي الأفكار والتعابير.

ويمثل هذا المشروع ثمرة مبادرة «الشارقة عاصمة عالمية للكتاب»، التي يتولى الإشراف عليها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، بهدف الاحتفاء بالتراث، وتعزيز حوار الثقافات، من خلال الجمع بين فنانين من ثقافتين مختلفتين تماماً.

قيم مشتركة

وأوضحت مروة العقروبي، أن «المعرض يأتي بعد ثلاث نسخ ناجحة في إيطاليا، والمكسيك، وكوريا الجنوبية، إذ أسهم المشروع في تقديم جيل جديد من الرسامين الذين يعيدون سرد القصص التراثية من وجهة نظرهم وتجاربهم الشخصية»، مشيرة إلى أن المعرض «يسعى إلى التأكيد على القيم الثقافية الإنسانية المشتركة، التي تجمعنا معاً رغم امتدادنا الجغرافي على مساحات قد تبدو بعيدة عن بعضها، ولكن الخراريف أو الحكايات الشعبية تثبت مرة أخرى أن ما يجمعنا كبشر أكثر مما يفرقنا».

من جانبها، أكدت مديرة إدارة المكتبات في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، شيخة المهيري، أن «(الخراريف برؤية جديدة) يوفر منصّة تفاعلية لإعادة تخيل الحكايات الشعبية بطريقة فنية وعصرية، يقدمها فنانون من ثقافات مختلفة، لتكون بذلك احتفاءً بالتراث الوطني بوصفه تعبيراً حياً عن أخلاقيات المجتمعات وتقاليدها العريقة»، مضيفة: «يمثل المعرض جسراً لتلاقي الحضارات وتفاعلها الثقافي الإيجابي، من خلال الحكايات التي يتناقلها الموروث الشعبي».

• 16 نوفمبر المقبل يختتم المعرض الذي يتضمن 20 عملاً.

مروة العقروبي:

• المعرض يقدم جيلاً جديداً من الرسامين الذين يعيدون سرد القصص التراثية من وجهة نظرهم وتجاربهم الشخصية.

شيخة المهيري:

• المعرض جسر لتلاقي الحضارات وتفاعلها الإيجابي، من خلال الحكايات التي يتناقلها الموروث الشعبي.

أنشطة تفاعلية

 

يشهد معرض «الخراريف برؤية جديدة» تنظيم ورش عمل تخصصية بعنوان «الخراريف برؤية جديدة من خلال الرسم» خلال الفترة من 26 إلى 29 الجاري، يقدمها الفنان مجدي الكفراوي، وتمثل تجربة تفاعلية مصممة لإحياء عالم الحكايات الشعبية، من خلال فن الرسم اليدوي أو الرقمي. ويتضمن برنامج المعرض كذلك جلسات وورش تفاعلية لقراءة القصص الشعبية، إذ تمتزج فيها الحكايات من الثقافات الثلاث، موفرة جسراً للتلاقي الثقافي والحضاري على أرضية إنسانية مشتركة. كما سيتم تنظيم ورش قرائية للأطفال لرواية قصص متنوّعة الثقافات تصحبها ورش فنية وحِرفية يستمتع بها الأطفال طوال فترة المعرض. علاوة على ذلك، يجري تنظيم زيارات مدرسية للمعرض.

الأكثر مشاركة