«مؤتمر المجانين» يستهل عروض «دبي لمسرح الشباب»
بمشاركة ستة أعمال مسرحية تقدمها فرق المسارح المحلية والأهلية، يرفع مهرجان «دبي لمسرح الشباب» ستارته اليوم مع عمل «مؤتمر المجانين»، في دورته الـ14. ويطل المهرجان الذي تنظمه هيئة دبي للثقافة والفنون في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، في هذه الدورة محملاً بشغف وآمال الشباب، وهادفاً إلى تعزيز دور القطاع المسرحي المحلي، وخلق بيئة فنية إبداعية قادرة على الارتقاء بالطاقات الشابة ودفعها نحو مواصلة تطوير شغفها في الفنون الأدائية.
منافسة على الجوائز
ويستهل المهرجان عروضه مع «مؤتمر المجانين» لفرقة «جمعية ياس للثقافة والفنون والمسرح»، فيما تقدم في اليوم الثاني فرقة مسرح دبا الفجيرة عملها بعنوان «إبرة»، ليستضيف المهرجان في ثالث أيامه «صالح للحياة» من مسرح خورفكان. أما في اليوم الرابع فيقدم مسرح رأس الخيمة الوطني عمل «ضيف محارب»، ليقدم مسرح دبي الأهلي «أبد الدهر» في اليوم الخامس، بينما في اليوم السادس يقدم مسرح دبي الوطني «أيام الضجيج». وستتولى لجنة التحكيم التي يترأسها المخرج والكاتب ناجي الحاي، وتضم كلاً من المخرج والمؤلف مرعي الحليان، والمخرج والمؤلف محمد سعيد السلطي، مهمة تقييم العروض المسرحية التي ستتنافس على جوائز المهرجان، ومن بينها أفضل عرض مسرحي متكامل، وأفضل ممثل وممثلة، وأفضل إخراج، وأفضل نص مسرحي.
شعار خاص
وقالت مديرة إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في «دبي للثقافة»، فاطمة الجلاف لـ«الإمارات اليوم»: «تم استحداث شعار خاص للمهرجان عنوانه اكتشاف المواهب واحتضانهم وتمكينهم في هذا المجال، بدءاً من التمثيل والإخراج وكل العناصر التي تدخل في مجال المسرح، وتم رفع هذا الشعار لتشجيع الشباب، لتأمين نوع من الاستدامة للمهرجان، وكذلك بهدف تشجيعهم على الاستمرار في مجال المسرح».
ويوجد في دولة الإمارات العربية المتحدة ما يزيد على 16 فرقة مسرحية أهلية، وأكدت الجلاف أن «دبي لمسرح الشباب» يبدأ بمخاطبة هذه الفرق للمشاركة في المهرجان منذ شهر فبراير، ومن دبي يتعين على مسرح دبي الأهلي ومسرح دبي الوطني المشاركة على نحو إلزامي، كونهما أساس المهرجان، فيما يتم النظر في أعمال المسارح الأخرى ورغبتهم وقدرتهم على المشاركة. ونوهت بأن المعايير التي حكمت اختيار الأعمال الستة المشاركة، انطلقت من القضايا التي تطرحها والتي يجب أن تكون شبابية، لتنتقل إلى الرؤية الإخراجية المكتملة العناصر، والابتعاد عن الإساءة سواء الأخلاقية أو السياسية أو غيرها، وختاماً مع الأداء التمثيلي في العرض والمعايير الفنية والسينوغرافيا الموجودة في العمل ككل. وأشارت الجلاف إلى أن اللجنة تميزت بعنصرها الشبابي، وهو ما يتماشى مع التزامات «دبي للثقافة» الهادفة إلى تعزيز وصقل خبرات أصحاب المواهب المسرحية الشابة وتمكينهم، ما يسهم في الارتقاء بالمسرح الإماراتي، وتفعيل حضوره على الخارطة الثقافية العالمية.
أعمال متنوعة
وبخلاف التوجه إلى نوع واحد من المسرح حيث تم اختيار الكوميديا عنواناً للدورة 13، لفتت الجلاف إلى أنهم ابتعدوا في هذه الدورة عن تحديد الأعمال المشاركة بنوع محدد للأعمال المسرحية، موضحة أن الأعمال ستتنوع بين الكوميديا والدراما والتراجيديا، بحيث تم العمل على استقبال العروض المتنوعة التي ترتبط بقضايا تمثل الشباب. وأردفت بالقول: «يعتبر المسرح الكوميدي أصعب أنواع المسارح، وهذا ما لمسناه في دورة العام الماضي، وتأتي الصعوبة الأكبر في كتابة النصوص، وتحديد نوع المسرح قد يحد من الإبداع، وأردنا أن نفتح المجال للمزيد من الإبداع».
تطور
ورأت الجلاف أن مسرح الشباب في الدولة، يشهد تطوراً ملحوظاً، ولاسيما لجهة العناصر المسرحية، كالإضاءة والديكور، فباتوا أكثر ابتكاراً في هذه العناصر، إذ يستخدمون ما يواكب المسرح الخالي من التكلف، ويقدمون المسرح البسيط القادر على إيصال فكرة العمل، لافتة إلى أنهم أدخلوا الكثير من التقنيات التي تعتمد على التكنولوجيا، فالشاشات التي تعكس عناصر من الديكور باتت أساسية في الكثير من الأعمال.
وحول اختيار جمال مطر، شخصية العام المسرحية، أشارت الجلاف إلى أن مطر من رواد المسرح، وأيضاً هو من الرعيل الأول الذي أسهم في تأسيس المهرجان، وشارك في العديد من اللجان والورش التي تهتم بعمل الشباب في المسرح، فله إسهامات كثيرة. وشددت على أن تكريم المبدعين والاحتفاء بهم يأتي ضمن التزامات الهيئة تجاه الرموز الأدبية والفنية المحلية، وتعريف المجتمع بجهودهم في تعزيز المشهد المسرحي والفني الإماراتي، وإثراء الحراك الإبداعي الذي تشهده الدولة.
أما جوائز المهرجان، فلفتت الجلاف لأنه تم التغيير في آلية منحها وسيتم الإعلان عن تفاصيلها خلال الحفل الافتتاحي، كما تم استحداث جائزة جديدة وهي جائزة خاصة للابتكار في الفن الأدائي، والي ستكون مخصصة لتكريم مفهوم الابتكار وإبراز التطور في أي عنصر من عناصر العمل المسرحي. وشددت على أن هذه الجائزة تختلف عن جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل التي تقدم في كل دورة، لأنها تحمل عنصري الابتكار والتطوير، وستكرم من يقدم أشياء جديدة لم تعرض سابقاً في المهرجان.
أمسية وندوات
تنظم «دبي للثقافة» خلال أيام مهرجان دبي لمسرح الشباب أمسية شخصية العام المسرحية، والتي تستضيف فيها المخرج والمؤلف المسرحي جمال مطر، الذي حصل على جائزة «شخصية العام المسرحية» تكريماً لعطائه ومسيرته الفنية الحافلة بالإنجازات، وتقديراً لمساهمته في الارتقاء بالحركة المسرحية المحلية. فضلاً عن تنظيم مجموعة من الندوات التطبيقية تحت إشراف ومشاركة مجموعة من الباحثين والفنانين والممارسين المسرحيين، حيث سيقدمون قراءات نقدية لمضامين الأعمال المسرحية وأساليبها إلى جانب تقييم أداء الفرق على الخشبة.
• يطل المهرجان في هذه الدورة محملاً بشغف وآمال الشباب وهادفاً إلى تعزيز دور القطاع المسرحي المحلي.