معرض مطر بن لاحج «توثيق» يتزين بـ «طاقة الكلمات» و«متحف المستقبل»

كلمات زايد ومحمد بن راشد.. كنز من الجمال في بينالي دبي للخط

صورة

تزين جداريات ومجسّمات وأعمال متنوعة معرض «توثيق» للفنان الإماراتي مطر بن لاحج، الذي يتضمن 21 عملاً متنوعاً، لاسيما التي جمعت بين الستانلس ستيل ومواد أخرى، إذ تروي حكاية إبداعية قائمة على التجديد والابتكار في غاليري مطر بدبي.

ومن أبرز الأعمال في المعرض مجسم «طاقة الكلمات»، المستلهم من أقوال المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والذي يجسد كلمات: «الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال، وليس المال والنفط، ولا فائدة من المال إذا لم يسخّر لخدمة الشعب». وكذلك منحوتة «متحف المستقبل» المزينة بكلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومن بينها: «المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه.. المستقبل لا ينتظر.. المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم».

ويقدم المعرض الذي يأتي ضمن فعاليات بينالي دبي للخط الذي تنظمه هيئة دبي للثقافة والفنون، أعمالاً مبتكرة تبرز روائع الخط العربي، وتظهر علاقة الفنان الإماراتي مع عناصر الطبيعة المتعددة كالماء والتراب والحديد والخشب.

ويشكل المعرض الذي يستمر حتى نهاية أكتوبر الجاري، إطلالة على تجربة بن لاحج المتعددة الاتجاهات والأدوات، وتوظيفه التقنيات المتنوعة في إبداعاته.

شغف بالعربية

وتستند بعض الأعمال إلى الخطوط الكلاسيكية، ومنها الجداريات التي قدمها بخط الثلث، بينما تعكس المجسمات شغفه باللغة العربية، وهذا يتجلى بـ«الدرور» المستلهم من تفاصيل الحساب الفلكي القديم، وكذلك مجسم النشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومنحوتة «مقامات الإبداع» التي تشكل فانتازيا فنية، وغيرها كثير.

وعلاوة على المنحوتات الضخمة التي طبعت تجربة بن لاحج، يقدم المعرض أيضاً مجموعة من المنحوتات الصغيرة الحجم، ومن بينها قطعة «الساعة» التي تحاكي مرور الزمن والحياة.

وإضافة إلى «أقمار الغفران» ومجسم «سرعة»، والعمل الفني «الباقة» الذي يتألف من سبع قطع تترابط عبر سلاسل متشكلة من الحروف، وترمز كل قطعة منها إلى إمارة من الإمارات السبع.

مشاركات متنوعة

وعن المعرض ومشاركته في «بينالي دبي للخط»، قال مطر بن لاحج لـ«الإمارات اليوم»: «أشارك ضمن جدول بينالي دبي للخط في أربع محطات، من بينها جلستا حوار، وعرض أربعة مجسمات ضخمة في حي دبي للتصميم، بينما يعد المعرض الشخصي هو الأساسي، وأقدم من خلاله جماليات الخط من خلال الوسائط المتنوعة التي أتعمد إبرازها، فالخط لا يقدم بالحبر فقط، واللوحة هنا تنازع نفسها، وتعبر عن تجسيد جماليات الخط بشكل مختلف، وقد قدمت المحاكاة للخط في هذا الإطار».

وأضاف بن لاحج: «لا تنحصر جماليات العمل في وجود الكلمة ودورها في كل الأعمال، بل عملت على التوازن بين الجمل والشكل العام للعمل الفني، وقد احتوى المعرض على تجارب متنوعة منها المجسمات الضخمة، واللوحات التي ترتفع إلى ثلاثة أمتار، وأوزانها تصل إلى 250 كيلوغراماً، وتحتوي كميات كبيرة من الحديد والرمال، وهذا الطرح الجديد ينطوي على كيفية تحويل الأدوات الجديدة المتسمة بالاستدامة إلى أعمال كبيرة محتوية الصلب».

تقنيات جديدة

استخدم مطر بن لاحج تقنيات جديدة، غرس عبرها حروف عمله الفني والمصنوعة من الستانلس ستيل بلوحة ضخمة وعبر مواد متعددة أبرزها الرمال، لافتاً إلى أن هذا التجديد ينطلق من مفهوم «الاهتزاز والإذابة»، فالحرف أوتوماتيكياً اندمج مع الرمال، إذ إن الانغماس أخفى بعض الحروف، ومنح العمل المزيد من الجماليات، لكن مع المحافظة على شكل الخط العربي بحيث يتمكن المرء من قراءة النص في العمل. وأوضح أن هذه التقنية تجسد التدرج في التجارب المتنوعة التي يقدمها، لاسيما أنه يلتزم في التجريب، وهذا يولد الأعمال الفنية الجديدة والضخمة والمتنوعة.

أما المجسمات الصغيرة، فأكد مطر بأنه يقدمها على نحو خاص لمن يرغب في الاقتناء، إذ يكون من الصعب اقتناء الأعمال الضخمة التي تحمل العديد من التحديات. في المقابل، تشكل اللوحات منطقة الأمان في العمل بالنسبة له، خصوصاً أنه يلتحم مع العمل وهو ينفذه، بخلاف المجسمات التي تحمل الكثير من الهندسة في طريقة إنتاج الأعمال.

وأشاد بن لاحج بتجربة «بينالي دبي للخط»، إذ إن تنظيمه في أكثر من مكان، وبأكثر من شكل، ومنها عرض أعماله على قبة مدينة دبي إكسبو وغيرها، يجذب الكثير من الجمهور، ويبرز مرونة الخط الذي يملك القدرة على الذوبان في كثير من المجالات وليس الفن

فحسب. وعبر عن إعجابه بجمع البينالي العديد من الأعمال التي لا تقتصر على الخط الكلاسيكي، بل على العكس، فثمة حرص على إيجاد مهرجان خطي في دبي يحمل الكثير من التنوع في شكل الخط.

• 21 عملاً متنوعاً بين المجسمات الضخمة والصغيرة واللوحات في المعرض.

 


مطر بن لاحج:

• بينالي دبي للخط يتميز بالعديد من الأعمال التي لا تقتصر على الخط الكلاسيكي.

• أجدد في الأعمال، لكن مع المحافظة على شكل الخط العربي، بحيث يتمكن المرء من قراءة النص.


محطات عدة

إلى جانب المعرض الخاص بأعمال مطر بن لاحج، يستضيف «حي دبي للتصميم» أربعة أعمال فنية ضخمة، تحمل بصمة المبدع الإماراتي، وعلى رأسها منحوتة «الموسوعة القرآنية»، التي تعكس مفهوم التوحيد من خلال سورة الإخلاص، و«انبعاث لغة»، حيث يؤكد من خلاله أهمية التمسك باللغة العربية، وما تحمله من ثراء، بالإضافة إلى منحوتته «انصهار» التي سعى من خلالها إلى تطويع المعدن، أما عمله الرابع «المجرة»، فعبارة عن سلسلة من المنحوتات المترابطة التي ترمز إلى العوالم والأفلاك والتوازن الذي يحكمها.

وسيحل مطر بن لاحج في 29 الجاري، ضيفاً على متحف المستقبل، للمشاركة في جلسة «تحفة فنية عامة»، إذ سيستعرض فيها تجربته بتصميم الواجهة الفنية للمتحف التي تتجاوز الأساليب المعمارية التقليدية، ودور الفن في الارتقاء بالذائقة العامة، بالإضافة إلى تمكين الجمهور من التعرف إلى العلاقة بين الفن والتكنولوجيا، وطرق تحديد مواقع إنشاء الأعمال الفنية الضخمة. كما سيشارك ضمن بينالي دبي للخط في أمسية «ريشة مطر على قبة الوصل» التي تنظمها مدينة إكسبو دبي في 28 الجاري، وتديرها، المخرجة الإبداعية التنفيذية للفعاليات والترفيه في مدينة إكسبو دبي، آمنة أبوالهول، والتي ستضيء على بدايات مطر الفنية حتى دخوله إلى العالم الرقمي، وابتكاره «خط مطر».

تويتر