«مؤتمر الناشرين».. حاضنة لصُنّاع الكتاب والأفكار المبتكرة
تنطلق اليوم فعاليات الدورة الـ13 من «مؤتمر الناشرين»، بحضور نخبة من خبراء صناعة النشر العالمية والوكلاء الأدبيين من 106 دول، ليستمر ثلاثة أيام، قبيل انطلاق الدورة الـ42 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تنظم في «إكسبو الشارقة» تحت شعار «نتحدث كتباً».
ويواصل المؤتمر ترسيخ مكانته على خريطة صناعة النشر من خلال التمثيل العالمي الواسع، إذ يستضيف ممثلي دول من مختلف قارات العالم، 12 منها تشارك للمرة الأولى وهي: بنين، ساحل العاج، التشيك، موريشيوس، باراغواي، بوركينا فاسو، زائير، ملاوي، جمهورية الكونغو، غينيا، زيمبابوي، زامبيا، ما يعزز ثراء الأفكار والرؤى التي ستعرضها في المؤتمر.
ويوفر المؤتمر، على مدار ثلاثة أيام، منصة لـ42 متحدثاً وخبيراً عالمياً، يقدمون أربعة خطابات رئيسة، ويشاركون في 31 ندوة وجلسة نقاشية في اليوم الأول، إذ تناقش الجلسات القضايا والتحديات الأساسية التي تواجه قطاع النشر، إضافة إلى جملة من الموضوعات ابتداءً بمشهد النشر الإلكتروني وانتهاء بتعزيز التنوع الأدبي، بهدف تزويد الناشرين والوكلاء الأدبيين بالمعرفة اللازمة لمساعدتهم على النجاح والازدهار في صناعة النشر العالمية.
ويخصص المؤتمر اليومين الثاني والثالث لتنظيم جلسات مشتركة، تجمع الناشرين لمناقشة فرص عقد الصفقات، وشراء وبيع حقوق الترجمة والنشر، مجسداً جوهر المؤتمر الرامي لمضاعفة حجم سوق صناعة الكتاب، واستحداث فرص لصفقات متجددة للنشر، إذ يعد هذا التواصل والتعارف والتفاعل أساس صناعة النشر في عالم. ويستضيف المؤتمر نخبة من الشخصيات المؤثرة في عالم صناعة النشر، أبرزهم الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، والرئيس التنفيذي لمجموعة بينغوين راندوم هاوس للنشر نوريا كابوتي برال، والرئيس التنفيذي لشركة سايمون آند شوستر في المملكة المتحدة إيان تشابمان، ورئيس جمعية الناشرين الكوريين ورئيس الوفد الكوري ممثل ضيف الشرف في معرض الشارقة للكتاب تشول يون.
وفي إطار التركيز على تطورات النشر الإلكتروني والكتب الصوتية، ينظم المؤتمر هذا العام الدورة الثانية من جائزة الشارقة لحقوق النشر التي تكرم العاملين في صناعة النشر، من خبراء بيع وشراء حقوق الترجمة في دور النشر إلى المهنيين المستقلين أو العاملين مع الوكالات الدولية المتخصصة بالحقوق الأدبية، وتحتفي بجهودهم المحورية في ضمان تنوع الأعمال الأدبية وإيصالها إلى القراء على المستوى العالمي، إذ سيتم الإعلان عن الفائز من بين 58 مرشحاً، منهم 42 وكيلاً أدبياً و16 ناشراً من 58 دولة، وتشكل الجائزة شهادة على المكانة العالمية للمؤتمر وتكرم الشخصيات التي أسهمت بنمو وتطور صناعة النشر. ويشكل مؤتمر للناشرين في دورته الـ13 حاضنة للأفكار المبتكرة، وسوقاً للتطلعات الأدبية، واحتفاءً بالكلمة المكتوبة بكل أشكالها. وفي بادرة هي الأولى من نوعها، اختار اتحاد الكتب الميسرة (ABC) مؤتمر الناشرين للكشف عن الفائزين في الدورة الثانية من جائزة التميز العالمي للنشر الميسّر، التي تكرم دور النشر المتخصصة بإصدار كتب ميسّرة للمكفوفين وأصحاب الإعاقات البصرية، وضمان وصولهم إلى كنوز العالم الأدبي، في تأكيد على أهمية الأدب، ودوره في مد جسور التواصل، وتقليص المسافات والحدود.
انطلاق برنامج التدريب المهني
انطلقت أمس أعمال برنامج التدريب المهني للناشرين العرب والأفارقة، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، ضمن مبادراتها التي تسبق الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، بالتعاون مع كلية الدراسات المهنية بجامعة نيويورك، بمشاركة أكثر من 140 ناشراً عربياً وإفريقياً.
وقال مدير إدارة خدمات الناشرين في هيئة الشارقة للكتاب، منصور الحساني: «يؤكد (برنامج التدريب المهني) التزام هيئة الشارقة للكتاب بالوقوف إلى جانب الناشرين، والوصول معهم إلى أسواق نشر مزدهرة وسبّاقة، إذ يمثل النهوض بصناعة الكتاب في المنطقة والعالم العربي واحداً من الأهداف الأساسية للهيئة، لهذا لا نتوقف عن استحداث المبادرات، وتنظيم الفعاليات التي تعزز حضور الناشرين وتدعم أعمالهم». وأضاف: «نتطلع اليوم من خلال هذا البرنامج إلى استعراض أحدث التوجهات في قطاع إنتاج الكتاب، وأبرز التقنيات والمهارات اللازم اكتسابها لتطوير صناعة الكتاب في المنطقة العربية وشمال إفريقيا، بما يسهم في رفع حجم إسهام قطاع النشر في تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة».
منصور الحساني. من المصدر