المهرجان يسدل الستار على دورته الـ 14 بالاحتفاء بالفائزين
أفضل ممثل في «دبي لمسرح الشباب»: انتظرت الجائزة 13 عاماً
بعد سبع أمسيات حافلة بالعروض والقضايا والأحلام الواعدة، أسدل مهرجان دبي لمسرح الشباب، الستار الليلة قبل الماضية، على نسخته الـ14، لتحتفي هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) بالفائزين على خشبة مسرح ندوة الثقافة والعلوم التي استضافت ستة عروض مستلهمة من الواقع، قدمتها فرق: مسرح دبي الأهلي، ومسرح دبي الوطني، وفرقة جمعية ياس للثقافة والفنون والمسرح، وفرقة مسرح خورفكان، ومسرح رأس الخيمة الوطني، ومسرح دبا الفجيرة.
وحضر حفل التكريم، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، محمد أحمد المر، ومدير عام «دبي للثقافة» بالإنابة المدير التنفيذي لقطاع العمليات المساندة منصور لوتاه.
وفازت بجائزة الابتكار الأدائي فرقة مسرحية «مؤتمر المجانين»، بينما حصد جائزة أفضل إخراج مسرحي عبدالله الحمادي، عن مسرحية «مؤتمر المجانين»، وحصل على جائزة أفضل ممثل إسماعيل سالم، عن دوره في «ضيف محارب الضوء» لفرقة مسرح رأس الخيمة الوطني، وأكد لـ«الإمارات اليوم» أنه انتظر هذه الجائزة 13 عاماً عمل خلالها بدأب واجتهاد.
وفازت بجائزة أفضل ممثلة عذاري السويدي، عن دورها في «صالح للحياة» لفرقة مسرح خورفكان للفنون.
وذهبت جائزة أفضل سينوغرافيا إلى المخرج إبراهيم القحوني، عن مسرحية «إبرة» لفرقة جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، فيما حصد جائزة أفضل مؤثرات صوتية وموسيقية عبدالعزيز الخميس، عن «أبد الدهر». ونال الممثل خالد فهد جائزة أفضل موهبة، بينما قدمت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لخليفة الناصر، عن دوره في «صالح للحياة».
وحجبت لجنة التحكيم جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل، نظراً لفقدان الأعمال التي عرضت، العناصر المتكاملة، كما حجبت جائزة أفضل نص مسرحي، بسبب العديد من المشكلات في النصوص المقدمة.
دعوة للقراءة والتثقيف
وقال عضو لجنة التحكيم، الفنان مرعي الحليان، لـ«الإمارات اليوم» عن حجب جائزتين، إن «المهرجان موجّه للشباب، وهم في طور التعليم وصقل الموهبة، وبالتالي منح جائزة لمن يحمل نواقص سيضر الفائز، لكن حينما تحجب الجائزة، فهي دعوة للشباب للقراءة والتثقف، كي لا تكون الجائزة سهلة، بحيث يشكل الفوز بها نجاحاً حقيقياً، فالجائزة الصادقة تذهب إلى من يستحقها ودون أي مجاملات».
وأضاف أن غالبية الفرق المسرحية لا تولي الشباب الكثير من الاهتمام، فغالبية الأعمال قدمت بجهودهم الشخصية، فضلاً عن إشكالية المشرف الذي يؤثر في الرؤية، مع الإشارة إلى أن المشرف لابد أن ينير الدرب لهؤلاء الشباب. ونوه الحليان بأن الشباب لديهم الكثير من الاستعدادات للعطاء، ولكن هذا يجعل البعض يقفزون دون ملامسة جماليات الفن المسرحي، مشدداً على أن الشباب هم جيل المستقبل، وهم من سيحافظ على الحركة المسرحية في الدولة. وشجعهم على القراءة والاطلاع على تجارب الآخرين، ومشاهدة العروض التي تقدم لهم الكثير من المعرفة.
سعادة غامرة
من جهته، أعرب الممثل إسماعيل سالم، عن سعادته بالحصول على جائزة أفضل ممثل، مشيراً إلى أنه انتظر الجائزة 13 عاماً، وقد تحقق الحلم بعد هذه السنوات من التعب والجهد المسرحي، موضحاً أنه قدم العرض بفرجة مسرحية جميلة، إذ سعى إلى تقديم لوحة جميلة على الخشبة بعيداً عن البهرجة الأكاديمية لإبهار لجنة التحكيم.
وحول جديده، أشار سالم إلى أن الجائزة تشكل دافعاً للأمام، وسيسعى إلى المشاركة في المهرجانات النخبوية أيضاً.
بينما أكدت عذاري السويدي التي حصلت على جائزة أفضل ممثلة للسنة الثالثة على التوالي، بأن الجائزة الأولى تحصل عليها من العرض من خلال تصفيق الناس وحبهم، مشيرة إلى أن العمل والمثابرة والبحث عن كل ما هو خارج على المألوف هو الذي يمكّن الفنان من التميز.
ولفتت إلى أنها تمنح المسرح الكثير من وقتها، وقد شاركت في عملين خلال هذه الدورة من المهرجان، ولذا تحتاج إلى راحة بعد الحدث، للانطلاق بما هو جديد.
من ناحيته، قال رئيس لجنة التحكيم، الفنان ناجي الحاي، قبل الإعلان عن الجوائز، إن هذا المهرجان يفتح باب الأمل لجيل الشباب من المسرحيين لممارسة حرية إبداعاتهم، مثمناً الجهود المبذولة التي أثرت ليالي المهرجان.
ولفت إلى أن المسرح يبقى نافذة الحرية للإبداع، وحرصت اللجنة على أن تكون أكثر دقة في التعامل مع رصانة المسرحي، كي تذهب الجوائز إلى مكانها الصحيح.
توصيات المحكمين: لا للمبالغات والاستنساخ
حول التوصيات التي قدمتها لجنة تحكيم مهرجان دبي لمسرح الشباب، قال رئيس اللجنة، الفنان ناجي الحاي، إنهم شددوا على ضرورة الاهتمام باختيار النصوص المسرحية الرصينة، ذات البناء السليم على مستوى الحبكة الدرامية، والبناء السليم للشخصيات، وضرورة اهتمام المخرجين بوحدة عناصر العرض المسرحي، وحسن اختيار النص المناسب وتفكيكه ودراسته، من أجل تقديم رؤية إخراجية واضحة تدعم الخطاب الفكري، وإيلاء الممثل والمحتوى أهمية كبيرة، بدلاً من التركيز على المبالغات المشهدية.
وأكد الحاي أن اللجنة أوصت أيضاً بعدم استنساخ مفردات السينوغرافيا، لاسيما ما يتعلق بالإضاءة التي طغت عليها العتمة غير المبررة التي ألغت الممثل وتعابيره، والاهتمام باللغة العربية، خصوصاً في العروض التي تعتمدها كلغة حوارية، فضلاً عن إيلاء إدارات الفرق المسرحية لجيل الشباب الموهوب الاهتمام والرعاية المستمرين، وتوفير المناخ التعليمي والتدريبي المناسب لهم.
مفاجأة ثنائية
شكل حجب جائزتي أفضل عرض مسرحي متكامل، وأفضل نص مسرحي، مفاجأة في ليلة الجوائز الخاصة بالدورة الـ14 من مهرجان دبي لمسرح الشباب، الذي افتتح مع عرض «مؤتمر المجانين» لفرقة جمعية ياس للثقافة والفنون والمسرح، فيما مثلت مسرحية «أيام الضجيج» لفرقة مسرح دبي الوطني، مسك ختام المهرجان الذي احتفى هذا العام بالمخرج والمؤلف المسرحي جمال مطر «شخصية العام المسرحية»، تكريماً لعطائه ومسيرته الفنية.
إسماعيل سالم:
سعيت إلى تقديم لوحة جميلة على الخشبة بعيداً عن البهرجة الأكاديمية لإبهار لجنة التحكيم.
عذاري السويدي:
الجائزة الأولى التي أحصل عليها هي تصفيق الجمهور خلال العرض وحبه له.
مرعي الحليان:
الشباب جيل المستقبل، وهم من سيحافظ على الحركة المسرحية في الدولة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news