أكثر من 500 مصمم ومبدع من 40 دولة في دورته التاسعة
«دبي للتصميم».. الاستدامة بأجمل أشكالها
خشب وليف ورمل وسعف النخيل، وغيرها الكثير من المواد الطبيعية، شكلت المادة الأساسية للعديد من المصممين المشاركين في الدورة التاسعة من «أسبوع دبي للتصميم»، الذين ابتكروا منها أعمالهم ونسجوا عبرها حكاياتهم الإبداعية. وتشهد هذه الدورة، التي تقام تحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) عضو مجلس دبي، مشاركة أكثر من 500 مصمم ومهندس ومبدع من أكثر من 40 دولة، وما يصل إلى 300 عارض محلي وإقليمي، و25 عملاً تركيبياً يتوزعون في أرجاء «حي دبي للتصميم».
وقالت النائب الأول لرئيس مجموعة «تيكوم» - حي دبي للتصميم، خديجة البستكي: «سعداء بتقديم النسخة التاسعة من هذا الحدث الفني والثقافي الأكثر تنوعاً وغنى في المنطقة، والاحتفاء بالتصميم بصفتنا شريكاً استراتيجياً لـ(أسبوع دبي للتصميم)، إذ يشكل هذا الحدث فرصة للمصممين والمبدعين من جميع أنحاء العالم للالتقاء وتبادل الخبرات، والاطلاع على كل ما هو جديد في قطاع التصميم». ولفتت البستكي إلى أن هذه الحالة التي توجدها الفعالية، تسهم في ترسيخ مكانة الإمارة وجهة عالمية للتصميم والإبداع والفن، وتعزز موقعها ضمن شبكة «اليونيسكو» للمدن المبدعة.
إبداعات متنوّعة
وتحدثت مديرة البرامج في «أسبوع دبي للتصميم»، ناتاشا كاريلا، لـ«الإمارات اليوم» عن برامج الدورة المتنوّعة، قائلة: «تتميز هذه النسخة من المعرض بوجود العديد من البرامج والتفاتها إلى البيئة، إذ صممت معظم الأعمال التركيبية من المواد الطبيعية المستدامة، فضلاً عن وجود أكثر من ثمانية معارض تقدم إبداعات متنوّعة من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب البرنامج الخاص بالمحادثات وورش العمل، وكذلك (السوق)، الذي يقدم أكثر من 85 مشاركاً من المشاريع التجارية الصغيرة». واعتبرت كاريلا أن «تركيز العديد من المصممين على الاستدامة، يأتي في إطار شعور كل فنان بالمسؤولية تجاه ما يمكن أن تحدثه هذه الخطوات البسيطة من فروقات واضحة في مجال حماية البيئة، وهذه الأعمال الموجودة تشكل حواراً رائعاً بين الأفكار والمواد المتنوعة وطبيعة عملية الإنتاج لهذا النوع من المواد»، موضحة أنه «لا يوجد حدث مستدام 100% ولكن هذا التوجه الى مفهوم الاستدامة من شأنه أن يدفعنا للتقدم خطوات كثيرة نحو التغيير». وأشارت إلى وجود العديد من المحادثات حول الذكاء الاصطناعي، التي ستبحث ما يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي لمجال التصميم.
مساحات مستقبلية
ويقدم معرض «مصممين من الإمارات»، الذي يقام بدعم من هيئة الثقافة والفنون في دبي، تحت شعار «من أجل مساحات معيشية مستقبلية»، وتحت إشراف القيّمة الفنية فاطمة المحمود، مجموعة من المصممين الإماراتيين الذين ركزوا على الهوية والبيئة المحلية. ويستضيف المعرض مصممين واستوديوهات مستقلين يحتضنون التراث والابتكار لإنشاء مساحات معيشية تتماشى مع هوية المجتمع، وتضع الوعي البيئي على رأس أولوياتها. كما أشرفت فاطمة المحمود على العمل التركيبي «ند» الذي صممته ندا سلمان بور، وهو عبارة عن تصور مرئي لتصميم يمزج بين العاطفة والغموض والرقة والشفافية. وتحدثت المحمود عن هذا العمل قائلة: «أشرفت على المشروع وقامت فكرته على الاستلهام من الطبيعة الإماراتية، فكلمة (ند) تعني الكثبان الرملية باللهجة الإماراتية، وقد تم إنتاج تصميم إضاءة يعكس طبيعة الكثبان، من خلال مواد مستلهمة من الرمل وخصائصه ليناسب لغة التصميم التي يطرحها المعرض». ولفتت المحمود إلى أن التصميم يبرز في المعرض وكأنه تصميم عضوي موجود في الصحراء، ولكنه يمنح المشاهد النظرة المستقبلية.
مصممون محليون
وشارك مركز تشكيل الفني عبر برنامج «تنوين»، الذي يسلط الضوء على المصممين المحليين بالعديد من التصاميم، وكان من بين المشاركين في المعرض المهندس محمد النجار، والفنانة مريم العطار، اللذان قدما تصميماً يحمل عنوان «دروب». وتحدث النجار عن التصميم مشيراً إلى أنه مصنوع من الإسمنت ومجموعة من المواد المعاد تدويرها، منها: الرخام والخشب وإمدادات المياه، التي تم جمعها من مشاريع إنشائية في دبي، فضلاً عن الخشب الذي تم تكوينه من إعادة تدوير الخشب الذي يغطي الأسلاك الكهربائية. ولفت النجار إلى أن الكوكب يعاني محدودية الموارد، وانعدام التساوي في توزيعها بين الدول، لذا أن الابتعاد عن سياسة الاستهلاك ومحاولة إعادة التدوير يحمل إيجابية في حماية البيئة. بينما أكدت العطار أن الفن والهندسة التقيا في هذا التصميم، من خلال الشكل والمواد، فالفن اتجه لتحديد شكل القطعة، بينما الهندسة هي التي اختارت وشكلت المواد التي يمكن من خلالها صناعة التصميم.
معارض وبرامج
يشتمل «أسبوع دبي للتصميم» على العديد من المعارض المتنوعة، بدءاً من معرض «داون تاون ديزاين»، الذي يحتفل بمرور 10 سنوات على انطلاقه، وصولاً إلى العديد من الأقسام والمعارض، منها «أبواب» الذي يشرف عليه الفنان والمهندس الإماراتي عبدالله الملا، و«مصممين من الإمارات» و«صمم في السعودية». كما يعود «الملتقى الإقليمي للهندسة المعمارية» الذي ينظم تحت عنوان «الاستدامة بين الماضي والحاضر والمستقبل»، وذلك بالشراكة مع المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين، وكذلك مجموعة واسعة من الورش الفنية والمحادثات.
تبرعات إنسانية
يقوم معرض «داون تاون ديزاين» في هذه الدورة بجمع التبرعات بهدف تقديم المساعدات الإنسانية لدعم العديد من المدنيين والأبرياء المتضررين من المأساة المستمرة في قطاع غزة. وسيطلب من زوار المعرض دفع رسوم دخول رمزية بقيمة 25 درهماً، وسيتم التبرع بالمبلغ كاملاً لهيئة الهلال الأحمر الإماراتية لدعم جهود إغاثة قطاع غزة، كما ستقوم مجموعة «آرت دبي» التي تمتلك وتدير «داون تاون ديزاين» بإضافة المبلغ نفسه إلى إجمالي التبرعات في الحملة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news