يحتفل بمرور 10 سنوات على انطلاقته في «أسبوع دبي للتصميم»
«داون تاون ديزاين».. إبداعات معاصرة بروح التراث
من تصاميم الإضاءة المميزة، وقطع الأثاث ذات الاستخدامات المتعددة، يقدم معرض «داون تاون ديزاين»، الذي يحتفل بالعام الـ10 على تأسيسه، ابتكارات وإبداعات تجمع بين المعاصرة وروح التراث، لاسيما أن كثيراً من المصممين اعتمدوا على التراث المحلي والحِرف التقليدية في تصاميمهم.
يستعرض المعرض الذي يقام ضمن «أسبوع دبي للتصميم»، ويختتم غداً، أحدث المجموعات الفنية وحلول التصميم، إضافة إلى العديد من الأعمال التركيبية والمفاهيمية الإبداعية والتجارب التفاعلية المختصة بقطاع التصميم.
وزار المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في هيئة الثقافة والفنون في دبي، الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، معرض «داون تاون ديزاين»، وذلك في إطار دعم «دبي للثقافة» للمبدعين وروّاد الأعمال وأصحاب المواهب في مجالات التصميم والفنون والقطاعات الإبداعية، وهو ما يتناغم مع التزاماتها الرامية إلى تعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية، وتحقيق رؤية دبي الثقافية الهادفة إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.
تفرد التصاميم
يحتفل «داون تاون ديزاين» بمرور 10 سنوات على انطلاقه، ويتميز بهذه النسخة بتفرد التصاميم وتنوّع الأساليب الفنية التي تبرز رؤى المبدعين حول مستقبل التصميم ودوره في تعزيز الاستدامة. وبرز في المعرض العديد من العلامات والمصممات، من بينهم «دون تاناني» التي تأسست على يد علياء وتمارا تاناني، بهدف تقديم قطع أثاث فريدة تجمع بين الحِرفية التقليدية وأساليب التصميم المعاصرة، فيما تميز ركن «صمم في السعودية» بالتصاميم المبتكرة، ومنها المنفذ من مواد قديمة تحتفي بالإرث المحلي.
تراث محلي
وبرزت في «داون تاون ديزاين» مجموعة من التصاميم المستوحاة من التراث الإماراتي المحلي، ومنها عمل الفنان عمر القرق المؤسس لاستوديو «مودو ميثود»، فضلاً عن مجموعة من المصممين الإماراتيين الذين قدموا تصاميمهم المستلهمة من التراث الإماراتي، ومنها عمل سارة المنصوري التي احتفت بالتلي، في حين قدمت الفنانة البولندية أجاتا كورزلا عملها «لعبة الحياة» كجزء من بحثها في أنماط السدو التقليدية. أما عائشة الياسي فعرضت «حامل القرآن» و«طاولة سان الجانبية»، بينما احتفى «وان ثيرد ستوديو» ممثلاً بالفنانات آمنة بن بشر ودنى عجلان ودانية عجلان بالتراث الإماراتي عبر عملهن المبتكر «الثراء والثريا» المستوحى من فكرة «المندوس». أما ماجد البستكي، فقد استلهم عمله «استراحة النخلة» من مشاهد المزارعين الإماراتيين أثناء استراحتهم وسط الطبيعة المليئة بأشجار النخيل. من جانبها، عرضت المصممة عليا المزروعي قطعتها «تكية» التي تمزج فيها بين القوة والنعومة.
«تنوين»
وشاركت المصممة الإماراتية وفاء الفلاحي، من خلال برنامج «تنوين» - الذي ينظمه مركز تشكيل الفني - بعمل خاص بالإضاءة، والذي صممته بمشاعر تحمل الحنين الى الماضي. وتحدثت الفلاحي، لـ«الإمارات اليوم»، عن تصميمها قائلة: «يحمل العمل عنوان «جذور» واستخدمت هذه التسمية لأن الجذور هي التي تشكل مصدر الغذاء للشجرة، وقد صممته كي احتفي بجدتي، فأنا أحمل ذكريات عديدة حول الحناء وطقوس استخدامها في المناسبات، وأردت أن أتواصل من خلال هذا العمل مع جدتي والعديد من النساء في العائلة، فأدرجت المادة ضمن تصميم الإضاءة الذي عملت عليه». وأضافت: «عملت على الحناء ومزجتها مع أنواع من (بايو بلاستيك) فتم تلوين المواد المستخدمة من خلال الحناء، ولكن تحمل فكرة التصميم الكثير من العواطف، لاسيما أنه يلامس لحظات مهمة من طفولتي، فالنساء في العائلة قدمن لي المساعدة منذ الطفولة وحتى اليوم في عملي».
ونوّهت بأنها اختبرت مفهوم العمل على الاستدامة من خلال عملها على العديد من المشاريع، موضحة أننا «نشهد اليوم التوجه الكبير إلى الاستدامة في العديد من البرامج وكذلك القطاعات، وهذا مهم ويوجد حالة وعي لدى الجمهور».
نقاشات وورش عمل
تتخلل برنامج «أسبوع دبي للتصميم» مجموعة من النقاشات وورش العمل والحلقات التعليمية التي تقام يومياً حتى انتهاء المعرض، يقدمها مجموعة من الخبراء في مجال التصميم. وتشكل هذه المحادثات التي قدمت الافتتاحية لها الباحثة والمصممة والفنانة التشكيلية، ليدويج إديلكورت، فرصة للاستفادة من مجموعة مختارة من المهنيين الأكفاء، ومن أساتذة المؤسسات العالمية الشهيرة، فضلاً عن الخبراء والحِرفيين المختصّين. كما يتم تنظيم مجموعة من ورش العمل الفنية لجميع الفئات العمرية، ومنها المخصصة للصغار.
مفهوم الاستدامة
تحدثت المؤسس والشريك لـ«استوديو سي سي جي كي»، غادة كوناش، عن المشاركة في «داون تاون ديزاين»، وقالت: «نشارك في المعرض من خلال مشروع يحمل مفهوم الاستدامة، إذ عرضنا قطعة الأثاث وهي الطاولة والقطعة الخاصة بالحائط، والتي استخدم فيها الحجر البركاني، بهدف إبراز كيفية استخدام هذه المادة بأشكال متعددة، لخدمة مفهوم الاستدامة من منطلق عدم وجود نفايات في العمل». وأكدت كوناش أن الحجر البركاني حين تبرد حرارته، يكون الجزء العلوي منه (أي أول 30 سنتيمتراً) ممزقاً وخفيفاً، وبالتالي يحتاج استخدام الحجر إلى الوصول للجزء الصلب منه، فيتم تكسير الكثير من الجزء الخفيف، ما يؤدي إلى وجود الكثير من بقايا الحجر، ولهذا في التصاميم تم العمل على الأجزاء المتكسرة، حيث جمعت ودمجت سوياً من أجل إعادة استخدامها من جديد. ونوهت بأنهم من خلال العمل على التصميم الداخلي في الاستوديو، يأخذون في الحسبان إمكانية استخدام المواد الطبيعة أو إعادة التدوير أو استخدام قطع أنتيك بشكل عصري، أو إدخال المواد وقطع الأثاث من البلاستيك المعاد تدويره، والذي ينتج بالطباعة الثلاثية. ولفتت إلى أن المعرض يتميز بتطوره المستمر، وتقديم الكثير من الأفكار المعاصرة في كل دورة، فهناك استقطاب حقيقي للجمهور من دول عديدة، وقد أثرى قطاع التصميم، وأوجد اهتماماً واسعاً لدى الجمهور، خصوصاً أن جمهور المنطقة يبحث عن التصاميم المبتكرة والفريدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news